السياسية-وكالات:
دائماً ما كان النظامين السعودي والإماراتي طوق النجاة للكيان الصهيوني فكلما كانت “إسرائيل” في أزمة امتدت لها أيادي هذين النظامين لتنقذها.

ففي الوقت الذي يخلص فيه المحللون الى توقع “مستقبل مظلم لإسرائيل” تأتي اليوم اليد السعودية والإماراتية لتمتد وهذه المرة من فوق الطاولة و عبر بوابة التطببع لتعطي أملاً
في إنهاء حالة الإنقسام الحادة التي يعيشها الشارع الإسرائيلي والتي خلقها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على مدار عقد من الزمان.

فلم يعد سرا بعد اعلان هيئة الطيران المدني السعودية فتح اجواء المملكة امام الطيران الاسرائيلي، في اطار استكمال عمليات التطبيع بين الامارات والكيان الصهيوني اصرار النظامين السعودي والاماراتي على تحرير انفسهما من كل الخطوط الحمراء أثناء لجوئهم إلى العدو والتجمع حوله بما يضمن مصالح الحليف الإسرائيلي وضياع الحقوق الفلسطينية العادلة .

محللون أكدوا أن الرابح الأكبر من اتفاق التطبيع مع الإمارات وفتح السعودية أجوائها هو نتنياهو، الذي جاءه على طبق من ذهب، إذ إن القضاء يلاحقه بالفساد وسوء الائتمان والرشوة، وأزمة كورونا ضربت الاقتصاد الإسرائيلي ورفعت نسبة البطالة في إسرائيل .

فنتنياهو الذي وصف هذا الاتفاق بالتاريخي
أعلن بعد ساعات من تسيير رحلات جوية للإمارات عبر أجواء السعودية، إن هذا سيغير وجه الاقتصاد الإسرائيلي معتبراً أن أول رحلة تجارية بين إسرائيل والإمارات لن تكون الأخيرة ولذلك فإنه يسوِق هذا الإعلان في وصفه خرقا استثنائيا للعدوانية العربية تجاه اسرائيل .

وأوضح في بيان، أن “هناك الآن انفراجا كبيرا آخر”، مشيراً إلى أن “الطائرات الإسرائيلية وتلك القادمة من جميع دول العالم ستكون قادرة على الطيران مباشرة من إسرائيل إلى أبوظبي ودبي والعودة”.

وقال في بيان: “أعمل منذ سنوات على افتتاح سماء إسرائيل نحو الشرق، والآن تم تحقيق إنجاز عملاق آخر… هذا سيؤدي إلى تخفيض أسعار الرحلات الجوية وإلى تقصير مدة الرحلات، كما أن هذا سيطور السياحة بشكل هائل ويعزز اقتصادنا”.

وتابع مخاطباً الإسرائيليين “هذا سيحقق شيئاً آخر، هذا سيفتح أبواب الشرق، عندما ستسافرون إلى تايلاند أو إلى أي مكان آخر في آسيا، هذا سيؤدي إلى تقليص مدة الرحلات وإلى تخفيض الأسعار”.

وختم بيانه قائلا “هذه هي بشرى عظيمة بالنسبة لكم، أيها المواطنون الإسرائيليون… هذه هي ثمار السلام المرتبطة بالسلام الحقيقي “.

و يواجه الاقتصاد الاسرائيلي تراجعا حادا، أدى إلى انهيار كبير وغير مسبوق منذ 40 عاما، إذ انخفض الإنتاج الاقتصادي الإسرائيلي بنسبة 28% خلال الربع الثاني من هذا العام قياساً بالربع الأول، وفقاً لمعطيات نشرتها دائرة الإحصاء المركزية.

كما أن أزمة كورونا أثرت على جميع المركبات الأساسية للناتج القومي الإسرائيلي، كذلك تراجع الإستهلاك الشخصي إلى 43.3% قياساً بالفترة ذاتها من العام الماضي، علاوة على قفزة كبيرة في سوق البطالة إذ وصل إلى 23.5 % ومن المتوقع ان تزيد مع نهاية هذا العام.

العديد من التقارير أظهرت أن ما يقارب 65% من الشركات الصغيرة في مجال التكنولوجيا تتوقع توقف أعمالها في الأشهر الستة المقبلة .

وعليه فإن إسرائيل ستكون الرابح الأكبر اقتصادياً من هذا التطبيع من حيث ضخ الأموال الإماراتية إليها، إذ إنها تتذيل قوائم تصنيف منظمة الاقتصاد الأوروبية الإسرائيلية.

فبهذا التطبيع ستكتمل أضلاع المثلث الذهبي، فقد كان ضلعاً غائباً وهو المال الخليجي، فمن الأضلاع التي كانت في حوزة إسرائيل قبل هذا التطبيع كل من مصر والأردن، وحتى مع الفلسطينيين أنفسهم، ومع وجود هذا التطبيع الاماراتي اكتملت الأضلاع؛ فقد كان حلم إسرائيل دائما هو إقامة مثلث ذهبي للعلاقات مع الدول العربية تكتمل فيه ثلاثة أضلاع هي التكنولوجيا الإسرائيلية، والمال الخليجي، والكم العربي.

إسرائيل باختصار تريد مقابل تلك الخدمات كلها تطبيعا وعلاقات علنية لتقول إنها نجحت في اختراق المنطقة العربية، ولكي يستعمل نتنياهو المأزوم هذه الورقة في الانتخابات، كما أن عين تل أبيب على الخليج، لنهب خيراته وثرواته تحت مسمى التبادل التجاري .

وعليه فقد سقط قناع النظامين السعودي والاماراتي وظهر وجههم الحقيقي القبيح الذي كان يختبئ خلف ستار الادعاء بالدفاع عن الحق الفلسطيني والمقدسات الإسلامية فالنظامين عملا وما زالا يعملان لمصلحة كيان الاحتلال الإسرائيلي لتأتي اتفاقيات التطبيع الأخيرة استكمالا لسلسلة مواقفهما الداعمة لهذا الكيان الغاصب .

سبأ