هل يصبح التمويل الإماراتي مصدر الطاقة لشركات التكنولوجيا الإسرائيلية؟
السياسية:
أدى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات إلى زيادة التوقعات الإسرائيلية بتدفق التمويل الإماراتي إلى “وادي السيليكون” الإسرائيلي.
وقال إلداد تامر، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “تامر فشمان” (Tamir Fishman) الاستثمارية، أحد أكبر صناديق الاستثمار في إسرائيل “تمتلك الإمارات مبالغ زائدة من المال، وليس لديها أماكن كافية لاستثمارها في الشرق الأوسط”.
وأضاف “قطاع التكنولوجيا المتفوقة هنا متعطش للمال، ووجود مستثمرين جدد من الإمارات سيساعدنا على تنويع مصادر الاستثمار المعتادة الصينية والأميركية”.
لكن العداء العميق الجذور تجاه إسرائيل بين بعض المستثمرين يمكن أن يحد من التدفقات، وفقا لبنوك الاستثمار ومديري الصناديق في الإمارات التي تعتبر المركز المالي للشرق الأوسط.
في الوقت الحالي، يقوم المستثمرون الإماراتيون عادة بإزالة إسرائيل من حساباتهم عند الاستثمار في مؤشرات الأسهم العالمية أو الإقليمية، ولكن يجب أن يتغير ذلك نظرا لاتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية الذي أقر هذا الشهر، وفقا لرئيس بنك سيتي (Citi) في إسرائيل نيل كورني.
وقال كورني “من المرجح أن ترى أموالا إماراتية تستثمر في التكنولوجيا الإسرائيلية أكثر من أي شيء آخر”. وأضاف “أنا متأكد من أن بعض الشركات الإسرائيلية ستسعى لمحاولة جذب استثمارات من الإمارات، لا سيما في قطاع الطاقة”.
وأثار الاتفاق، الذي يجعل الإمارات ثالث دولة عربية بعد مصر والأردن تربطها علاقات رسمية بإسرائيل، الفزع في أجزاء من الشرق الأوسط رغم أنه أثار ترحيبا حذرا من بعض حلفاء أبو ظبي في الخليج.
وكان قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي -الذي يضم آلاف الشركات الناشئة- نقطة جذب للمستثمرين حتى أثناء أزمة كورونا، مع ارتفاع تمويل رأس المال الاستثماري بأكثر من الثلث إلى 5.25 مليارات دولار بالنصف الأول من عام 2020 مقارنة بالعام الماضي، وفقا لبيانات من رأس المال الاستثماري الإسرائيلي.
وتقدمت شركة البرمجيات الإسرائيلية “جي فروغ” (Jfrog) يوم الاثنين بطلب طرح أسهم في بورصة ناسداك الأميركية الضخمة للتكنولوجيا بما يصل إلى 100 مليون دولار، في حين جمعت شركة التصوير الطبي “نانوكس” (Nanox) الأسبوع الماضي 165 مليونا في بورصة ناسداك.
وتعد شركة مبادلة، وهي إحدى شركات الاستثمار المدعومة من أبو ظبي، من أكبر المستثمرين المحتملين في إسرائيل، وتدير أصولا تقدر بحوالي 230 مليار دولار، وقد غرد رئيس المشاريع بالشركة إبراهيم عجمي معلقا على إعلان التطبيع مع إسرائيل، وقال “يوم عظيم للإنسانية ولنا جميعا في التكنولوجيا”.
ولدى مبادلة بالفعل استثمار غير مباشر لشركات مدعومة من قبل مستثمرين إسرائيليين مثل شركة التأمين عبر الإنترنت “ليموناد” (Lemonade) من خلال استثماراتها في صندوق “فيجين” (Vision) التابع لشركة “سوفت بانك” (Softbank).
ويستثمر أكبر صندوق حكومي في أبو ظبي، وهو جهاز أبو ظبي للاستثمار الذي تبلغ تكلفته حوالي 700 مليار دولار، في قطاع التكنولوجيا عبر فئات الأصول، ويستهدف الشركات الناشئة من خلال فريق الملكية الخاصة.
وقبل أن تتدفق أي أموال بين الطرفين، تحتاج الإمارات إلى إلغاء القواعد التي تطلب من بنوكها مراقبة ومنع المعاملات إذا كان المستفيد مقيما في إسرائيل.
وقال مصرفيون إن الحكومة لم تصدر بعد توجيهات للمؤسسات المالية تسمح لها بالاتصال والتجارة مع نظيراتها الإسرائيلية.
المصدر: الجزيرة نت