يقول الدكتور بافل كاتشالوف، أخصائي الطب النفسي، عضو جمعية باريس للتحليل النفسي، إن الكسل جزء من شخصية الإنسان. ولكنه قد يصبح من أعراض مرض خطير.

ويشير الأخصائي، إلى أن الناس يميلون إلى الابتعاد عن بذل الجهود التي يعتقدون أنها ثقيلة عليهم، وهذا نوع من مظاهر الكسل. لذلك يقال أحيانا، إن الكسل محرك التقدم. فقد ظهرت غالبية الابتكارات، لأن المبتكرين أرادوا بها تسهيل حياتهم.

ويمكن متابعة ميل الناس للكسل حتى في لغات شعوب العالم، ويقول “الإنسان، كائن كسول. هذا ما يعرفه الباحثون في مجال اللغات، الذين اكتشفوا مسار تطور جميع اللغات، حيث يبدأ تكاسل الناس في نطق الأصوات المعقدة. ولهذا السبب، نقوم بتبسيطها من جيل إلى جيل”.

ووفقا له، غالبا ما يكون الكسل رد فعل وقائي للجسم، يساعد على عدم القيام بعمل لا ضرورة له. ويقول، “هناك كسل طبيعي، وهو عندما يحمي الناس أنفسهم من عمل  لا معنى له، يكلفهم به آخرون، أو الشخص نفسه تعود على القيام به. والكسل في هذه الحالة يسمح لهم بالانتظار والتفكير، ما يؤدي إلى فقدان جزء من العمل أهميته. أي أن الكسل يمكن أن يصبح حماية من العمل الزائد، الذي يحاول بعض النشطاء أحيانًا فرضه على أنفسهم وعلى من حولهم”.

ولكن هناك حالات مختلفة تماما، متشابهة في مظاهر الكسل، عندما لا يتمكن الإنسان من إجبار نفسه على القيام بعمل ضروري جدا. ما يشير إلى حالة مرضية، قد تتطلب مساعدة أخصائي.

وقال، “هذه الحالة على الأرجح تشير إلى الاكتئاب. وعند ظهورها، يجب مراجعة طبيب نفساني. بالطبع توجد حاليا عقاقير عديدة تساعد على تخفيف حالة الاكتئاب. ولكن على الشخص الذي تغير فجأة ولم يعد يشبه نفسه، ولم يعد يقدر على بذل حتى جهد بسيط، أن يستشير أخصائي الأمراض النفسية، أو يتناول مضادات الاكتئاب. ولكن إذا تكررت، فلا بد من علاجها”.