مركز البحوث والمعلومات: زيد المحبشي
كعادته في شراء كل ما يستطيع دفع ثمنه، فتح عدوان تحالف دار الندوة على اليمن، شهية شيطان أبو ظبي لممارسة لعبته المفضلة، القائمة على تفعيل استراتيجية شراء واستئجار وإدارة موانئ ومطارات ذات أهمية عسكرية واقتصادية متنوعة، وبعد شهرٍ واحدٍ فقط من انطلاق عاصفة الإثم، تقدمت أبوظبي صفوف المتسابقين في رحلة الحج الى الكعبة الإرتيرية في البحر الأحمر، لتدخل من خلالها الى نادي التنصت على ما يدور في باب المندب من أوسع أبوابه.
يأتي التحول المفاجئ نحو الكعبة الإرتيرية بحسب موقع “ستراتفور” لأن: “الإمارات بدأت تفقد ثقتها في حليفها المصري، بعد رفض السيسي المشاركة في العمليات العسكرية في اليمن، إلا بمقابل مالي كبير”، والصحيح ما ذهب اليه وزير الخارجية الإرتيري “عثمان صالح محمد”: “الإمارات تستخدم إرتيريا لأنها قادرة على تقديم التسهيلات اللوجستية في الحرب باليمن”
وجدت الإمارات في النظام الإرتيري القمعي المتعطش للأموال المدخل الأفضل لتحقيق أحلامها الشيطانية، وتنفيذ مخططاتها التآمرية والتخريبية في اليمن والإقليم، وكان وقع إشعال ما يسمى بـ “التحالف العربي” لحرب اليمن، الواقعة على بُعد 40 كيلو متر فقط من إرتيريا عبر البحر الأحمر، على نظام “أسياسي أفورقي” مختلفاً عن بقية جيرانها، ممثلة فرصة لا تعوض له ولنظامه، لتنشيط تجارته المفضلة، خاصة مع وجود زبائن محتملين من الدول النفطية التي تقود الحرب هناك.
وأظهرت المواقف السياسية والتحركات الدبلوماسية خلال السنوات الماضية، أن إرتيريا أصبحت دُمية بيد الإمارات، بعد أن فتحت أراضيها لإقامة القواعد العسكرية والسجون والمعتقلات التي تديرها حكومة أبوظبي في الظلام بصورة كاملة، رغم ما لذلك من تداعيات كارثية لم تسلم من شظاياها التدميرية حتى إرتيريا نفسها.

وتهدف الإمارات من وراء تمددها العسكري في إرتيريا الى تحقيق رزمة من الأهداف:
1 – تعتقد الإمارات أن بناء قاعدة عسكرية رئيسية لها في إرتيريا تمتدّ على مدى عدة عقود، كفيلٌ بمنحها دوراً رائداً في حماية الممرات البحرية في السويس وباب المندب، والهيمنة على حركة الملاحة، وتأمين وصول جيد الى سواحل البحر الأحمر، وتعزيز السيطرة على خليج عدن وباب المندب وشرق إفريقيا – طبعاً بما يخدم دورها الهدام – والبروز كلاعبٍ قوي في منطقة القرن الإفريقي وشرق إفريقيا وغرب المحيط الهندي.
2 – منح الإمارات عمق استراتيجي في أي صراعٍ مستقبلي مع إيران، خصوصاً وأن موقع وعمق ميناء عصب يسمح لقوى احتياطية تضم سفناً حربية إماراتية وطائرات وحتى غواصات بالبقاء نشطة وقادرة على اعتراض حركة الملاحة والنقل البحري الإيرانية على طول الخط الساحلي خلال حرب طويلة الأجل، تعمل إسرائيل على تهيئة صهاينة الخليج لإدارتها بالنيابة.
3 – والهدف الأهم الذي تسعى إليه دويلة الإمارات وفقاً لموقع “تيكتيال ريبورت” الاستخباراتي هو لعب دور “صانع الملوك” في جميع أنحاء هذه المنطقة الاستراتيجية، وأن تكون رقماً صعباً فيها، مسخّرة كلّ الامكانيات المشروعة وغير المشروعة للوصول إلى هدفها الشيطاني المنشود.
4 – إدارة العدوان على اليمن بما في ذلك العمليات العسكرية والحصار البحري وتدريب المرتزقة وتأمين المدن والجزر اليمنية المحتلة.
5 – إدارة مؤامراتها التآمرية في شرق إفريقيا وباب المندب والبحر الأحمر وصولاً الى ليبيا.
* القاعدة العسكرية الإماراتية:


كشف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في نهاية أبريل 2015 عن توافق سعودي إرتيري حول الحرب على اليمن، وسماح إرتيريا لتحالف العاصفة باستخدام أراضيها ومجالها الجوي ومياهها الإقليمية، في تلك الحرب الظالمة، وتكلّل هذا التقارب بتوقيع الإمارات وإرتيريا في مايو 2015 عقد شراكة أمنية وعسكرية، تلتزم بموجبه أسمرة بتوفير الدعم اللوجستي المباشر للعمليات القتالية في اليمن، وتأجير ميناء ومطار عصب لمدة 30 عاماً، من أجل استخدامهما كمركز لوجستي وقاعدة عسكرية للبحرية الإماراتية.
بموجب هذا الاتفاق نجحت الإمارات في إقامة أول وأكبر قاعدة عسكرية لها خارج حدودها، وأصبحت في فترة وجيزة بمثابة شريان الحياة للحرب الجائرة على اليمن، بما في ذلك نقل قوات ومعدات العدوان البرية وتحريك القطع البحرية وانطلاق طائرات التحالف لشن الغارات، وإدارة الحصار البحري المطبق على اليمن، وإدارة عملية احتلال المدن والجزر والسواحل اليمنية .. الخ.
وتخدم القاعدة العسكرية الإماراتية في ميناء عصب كمنطقة دعم لوجستي ومركز قتالي يتسع للواء إماراتي مدرع، يضم سربين من دبابات القتال الرئيسية نوع “لوكليرك/ لوكلار”، وكتيبة من عربات المشاة القتالية من طراز “بي ام بي- 3” وبطاريتين من مدافع “الهاوتزر ج6″، ومجموعة طائرات قيادة العمليات الخاصة من طراز “شينوك”، “بلاك هوك”، وطائرات الهليكوبتر “بيل سيفن”، وطائرات مقاتلة من طراز “ميراج 2000″، كما استقبل مطار عصب طائرات النقل الضخمة من بينها “سي- 17 جلوب ماستر3″، وطائرات “وينغ لوم”، وهي حربية من دون طيار صينية الصنع يقودها السلاح الجوي الإماراتي.
ولم يقتصر الوجود العسكري الإماراتي على ميناء ومطار عصب بل امتد الى مطار أسمرة الدولي، بعد أن تم إعادة تأهيله ليصبح قادراً على استقبال المروحيات الهجومية من طراز “أباتشي” التابعة لقيادة الطيران المشتركة الإماراتية ومروحيات “تشينوك” و”بلاك هوك” المملوكة للحرس الرئاسي الإماراتي.
بحلول مايو 2016 تم حفر شريط ساحلي وجَرفه على مساحة 60000 متر مربع، وأقيم رصيف بحري امتدّ على طول 700 متر، وتوسيع المحيط الأمني الذي يحتضن مرافق المطار والميناء، وإعادة تحديد مسار الطريق السريع الساحلي “P-6” بين عصب ومصوع حول المحيط الخارجي للقاعدة العسكرية.
وفي أواخر يوليو 2015 انتهت الإمارات من بناء مطار عصب، وبدأت قاعدة عصب تُستخدم كمنطقة دعمٍ لوجستي ومنصةٍ للمدرّعات الإماراتية بحجم لواء، والتي تقدمت كرأس حربة في عملية احتلال عدن في أغسطس 2015، وفي سبتمبر2015 شرعت شركة الجرافات البحرية الوطنية الإماراتية في بناء مرافق جديدة لميناء المياه العميقة على الساحل المجاور مباشرة لمطار عصب، وشق قناة جديدة غيرّت شكل خط الساحل من أجل بناء ذلك الميناء.
ونشر موقع “ستراتفور” الأميركي صوراً التقطت بالأقمار الصناعية تبين توسُع الإمارات في القرن الإفريقي وبنائها منشأة بحرية أخرى الى جانب قاعدتها العسكرية في ميناء عصب، وبذلك انتفت حاجة القوافل العسكرية الإماراتية إلى عبور مدينة عصب خلال تنقلاتها بين القاعدة الجوية والميناء البحري الذي يقع على بعد 10 كيلومترات جنوباً، وأكد الموقع أن الانتشار العسكري الإماراتي في إرتيريا من حيث حجمه ونطاقه يبدو لاستخدامات طويلة المدى، ولأهداف أكبر بكثير من مجرد مهمة لوجستية قصيرة المدى دعماً للعمليات في البحر الأحمر.
على صعيد إدارة الإمارات عملياتها القتالية في اليمن، قامت سفن الإنزال خلال الفترة “مايو – يوليو 2015” بنقل قوات أمن سعودية وإماراتية وميليشيات محلية درّبتها في إرتيريا الى محطة النفط الكائنة في “عدن الصغرى”، استعداداً لما أسمته بعملية “السهم الذهبي”، وبالفعل تمكن التحالف في أغسطس 2015 من احتلال ميناء ومدينة عدن، بمشاركة طائرات التحالف في مطاري عصب وأسمرة.
وفي سبتمبر 2015، بدأت الإمارات باستخدام ميناء عصب كمنصة إطلاق للعمليات البرمائية ضد الجزر اليمنية في البحر الأحمر، ومنذ أواخر 2015 وحتى يوم الناس نفذت الإمارات سلسلة طويلة من الهجمات الجوية العدائية على جنوب غرب اليمن، ومضيق “باب المندب” والجزر اليمنية انطلاقاً من مطار أسمرة الدولي والقاعدة العسكرية في ميناء عصب، وفرضت حصار بحري خانق على مينائي المُخا والحُديدة، تديره بواسطة طرادات جديدة من فئة “بينونة” وسفن “رماح” اللوجستية، تم وضعها في ميناء عصب في أواخر عام 2015 وخلال عام 2016 خصيصاً لهذه المهمة القذرة.
وفي 14 نوفمبر 2016 كشفت مؤسسة البحوث العسكرية “جاينز”، عن قيام الإمارات بنشر طائرات ميراج 2000 في القاعدة الجوية بميناء عصب، استعداداً لعمليات عسكرية جديدة في اليمن، وجهتها الساحل الغربي.
وكشف تحقيق استقصائي لهيئة الإذاعة الألمانية “”DW في 26 فبراير2019، استغلال الإمارات ميناء عصب الإرتيري في شن الحرب على اليمن، ونشر الفوضى من خلال ممارسة التعذيب والاغتيالات هناك وادارة الحصار البحري المطبق على اليمن.
* إسرائيل تدرب مرتزقة العدوان:


تحولت القاعدة العسكرية الإماراتية في ميناء ومطار عصب الإرتيري الى مركز استقبال لوجستي لاستضافة وزراء حكومة الفنادق عند تعرضهم للخطر في عدن خلال زياراتهم المتقطعة والنادرة الى المناطق المحتلة، ومركز تجميع للمرتزقة من داخل اليمن والدول الإفريقية، وتأهيلهم وتدريبهم قبل نقلهم للمشاركة في عمليات عدوان تحالف العاصفة.
وتحدثت تقارير محلية عن قيام الإمارات بتدريب نحو 4000 مرتزق يمني في عصب خلال العام الأول للعدوان فقط، منهم 1500 مرتزق يمني نقلتهم الى اليمن في أواخر يوليو 2015، وفي أكتوبر 2015 استقبلت قاعدة “العند” الجوية مجموعة من الطيارين في سلاح الجو اليمني الموالي للعدوان بعد تدريبهم في عصب.
كما استقبل ميناء عصب خلال الفترة “سبتمبر – نوفمبر 2015” خمس كتائب من المرتزقة السودانيين “الجنجويد”، قامت الإمارات بنقلهم من منطقة “كسلا” على الحدود “السودانية – الإرتيرية” الى ميناء عصب، ومنه الى عدن والساحل الغربي، وتلتها عشرات الكتائب بموجب اتفاق بين تحالف دار الندوة ونظام البشير الدموي في السودان مقابل رزمة من الامتيازات المالية والاستثمارية ووعود بإسقاط مذكرة الاعتقال الدولية بحق الدكتاتور “عمر البشير”، واستمر الأمر مع النظام العسكري السوداني بعد السقوط المخزي للبشير.
وكشف مركز “ستراتفور” الأميركي للدراسات الاستراتيجية والأمنية في تقرير له بتاريخ أكتوبر 2015، عن وجود 3 سفن إنزال بحرية إماراتية تستخدم ميناء عصب في الحرب على اليمن، بما في ذلك نقل مرتزقة من السودان الى ميناء عصب ومنه إلى اليمن، كما أظهرت ذلك صور اُلتقطت بالأقمار الصناعية في 16 سبتمبر 2015.
في العام 2016 قام الاحتلال الإماراتي ببناء مساكن داخل حاويات ومدينة ضخمة من الخيام في منطقة عصب من أجل إيواء ميليشيات من المحافظات اليمنية الجنوبية وتدريبها على مكافحة الإرهاب قبل نقلهم في مايو 2016 مع كتائب من مرتزقة السودان، للمشاركة في مسرحية حرب الاحتلال الإماراتي ضد ما يسمى بتنظيم “القاعدة” في جزيرة العرب في المدن الجنوبية وأهمها المكلا، وكان هذا التنظيم قد بسط سيطرته على عدة مناطق يمنية، مستفيداً من العتاد العسكري الذي غنمه من قوات التحالف، وهو اليد الضاربة للتحالف السعودي الإماراتي في احتلال المناطق الجنوبية والشرقية وبعض محافظات المناطق الوسطى.
وفي مطلع 2018 أكد موقع “العربي نيوز” استقبال ميناء الزيت بعدن 1200 مرتزق يمني قادمين من إرتيريا، وشهد العام 2018 استعدادات مكثفة في أوساط قوى الاحتلال لغزو الحديدة، واستقبل مينائي “عصب” و”مصوع” آلاف المرتزقة للمشاركة في معركة احتلال الحديدة، وتحدثت وسائل إعلام إرتيرية معارضة عن تفقد وفود سعودية وإماراتية رفيعة المستوى في 6 يونيو 2018 مينائي “عصب” و”مصوع” وعدداً من الجزر الإرتيرية المتاخمة لليمن، كما تفقدوا كتائب من المرتزقة اليمنيين والإرتيريين والسودانيين والسنغاليين والخليجيين، تلقوا تدريبات مكثفة على أيادي إسرائيلية وأميركية وأردنية، استعدادا لغزو الحديدة.
وفي 7 يوليو 2018 نقلت السفن الإماراتية مرتزقة لواء تهامة إلى الساحل الغربي، كما نقل موقع “وكالة الصحافة اليمنية” في 27 يوليو 2018 عن مصدر عسكري بعدن، تواجده شخصياً مع 1500 جندي من المحافظات الجنوبية، ومعهم العديد من الإماراتيين والسعوديين والسودانيين، في إرتيريا لتلقي التدريب في مينائي “عصب” و”مصوع”، وقال أن معظم المدربين للقوات المشتركة هم من أصول “أميركية” و”إسرائيلية”، وأن الوحدات القتالية أحياناً تنفذ عمليات قصف على “الحديدة” من ميناء “مصوع” أو “عصب”.
ومعروف أن للكيان الصهيوني تواجد كثيف في إرتيريا وبخاصة مدينة وميناء عصب، ويستخدم جزر أرخبيل “دهلك” كمحطة اتصال ومراقبة، ويستطيع تعزيز وجوده العسكري بصورة مكشوفة، وتحدثت العديد من التقارير المحلية والدولية عن تواجد عسكري صهيوني في القاعدة العسكرية الإماراتية بـ “عصب”، ومشاركة الصهاينة في تدريب مرتزقة تحالف العاصفة قبل نقلهم الى اليمن.

* الاستثمار الإماراتي القذر لمأساة الصيادين اليمنيين:


من الأمور اللافتة مؤخراً توسط الإمارات للإفراج عن الصيادين اليمنيين لدى إرتيريا، رغم أن الرياض من تتدخل عادة في هكذا مواضيع، والمضحك أن تزايد عمليات اعتقال وخطف وتعذيب الصيادين اليمنيين من قبل النظام الإرتيري ما بعد عام 2015 تتم بإشراف وتوجيه مباشر من الإمارات، ولذا فوساطتها الأخيرة كانت مجرد مسرحية مفضوحة، الهدف منها الإيحاء للمنافسين الإقليميين بأنها أصبحت ذات شأن ونفوذ في القرن الإفريقي، لم يعد بالإمكان تجاوزها أو تجاهلها في القرارات المتعلقة بأمن واستقرار البحر الأحمر وباب المندب والقرن الإفريقي، وهو انتشاء فاضح وكاشف، حيث تؤكد الوقائع المتدحرجة في هذه المنطقة المنكوبة، أن الإمارات مجرد واجهة ومطية للكيان الصهيوني.
* السجون السرية الإماراتية في إرتيريا:
كشفت منظمات حقوقية ووكالات أنباء دولية منها وكالة “أسوشيتد برس” ومنظمة “هيومن رايتس ووتش” ومنظمة “العفو الدولية” في السنوات الأخيرة عن وجود شبكة من السجون السرية الإماراتية في عدة مناطق داخل إرتيريا منها ميناء ومطار عصب ومطار أسمرة الدولي وأرخبيل دهلك، بداخلها معتقلين من عدة جنسيات بما فيهم معارضين إماراتيين، وأكثريتهم من اليمنيين، وتُمارس ضدهم أبشع أنواع عمليات التعذيب بما فيها التحرش الجنسي.
كما كشف الصحفي الإرتيري “جمال عثمان همد” في النصف الثاني من العام 2017 عن قيام الإمارات بإعادة تأهيل معتقل وسجن “نخره” في أرخبيل “دهلك”، ونقل معتقلين يمنيين وإماراتيين اليه بحسب “منظمة العفو الدولية”.
ونشرت قناة الجزيرة القطرية في مارس 2019 صوراً بالأقمار الصناعية تظهر تفاصيل جديدة لسجون سرية إماراتية مريبة في مدينة عصب، تضم مبان تقع على مساحة 400 متر مربع، وأكد الباحث بكلية “كنغ” البريطانية “أندرياس كريج”، أن هذه السجون تدار في الظلام بصورة كاملة من قبل مرتزقة ومجندين محليين مزودين بمعدات وأسلحة حديثة.
* التداعيات الكارثية للتواجد العسكري الإماراتي:
يرى الأكاديمي والمفكر السياسي الإرتيري الدكتور حسن سلمان في مقابلة صحفية بتاريخ 11 فبراير 2018 أن الوجود العسكري الإماراتي جعل إرتيريا ساحة لصراع إقليمي، في منطقة تشهد منذ عقود طويلة حروباً بالوكالة لأسباب جيوسياسية وحضارية، وتتزاحم حولها القوى الكبرى وأدواتها الإقليمية، وهي اليوم أكثر توتراً واقتراباً من الانزلاق نحو المواجهة، خاصة بعدما تسرب معلومات عن وجود اجتماعات وتجمعات عسكرية إماراتية – مصرية في إرتيريا وتحديداً على الحدود السودانية، علاوة على وجود عسكري إسرائيلي في القاعدة الإماراتية.
ورغم أن المهمة الأساسية المُعلنة للقاعدة الإماراتية في إرتيريا تتعلق باليمن تدريباً ونقلاً وحراسة بحرية، كي لا يتم استخدام المناطق الساحلية الإرتيرية ضد الوجود الإماراتي في اليمن، إلا أن الحقيقة تؤكد أن وجود القاعدة يأتي في إطار الصراع الدولي والإقليمي على النفوذ في هذه المنطقة الحيوية، ومحاولة أبوظبي توسيع دائرة نفوذها، وشن هجمات على أهداف في اليمن لتنفيذ أجنداتها الخاصة هناك، الأمر الذي ينعكس على المنطقة بشكل سلبي، في ظل وجود صراعات قديمة تستثمرها الإمارات لصالح مشروعها.
ميدانياً: لم تشهد مناطق تواجد القوات الإماراتية أي خدمات بنيوية لصالح السكان المحليين، بل تحولت حياتهم الى جحيم لا يطاق، ويؤكد الكاتب الفرنسي “ألكساندر لوري” أن الوجود العسكري الإماراتي في مدينة عصب الإرتيرية أضر بشدة بسكان المنطقة، وذلك من خلال منعهم من ممارسة مهنتهم الأصلية وهي الصيد البحري، كما تعرض الكثير من الصيادين الإرتيريين لهجمات طائرات التحالف سواء في السواحل البحرية، أو المناطق البرية، منها 5 غارات شنها الطيران الإماراتي في 7 أبريل 2017 على قوارب الصيادين الإرتيريين داخل المياه الإقليمية، وممارسة الضباط الإماراتيين الترهيب والعنف لإسكات المتضررين، وفقاً لرئيس تحرير موقع “عدوليس” الإرتيري “جمال عثمان همد”.
* المراجع:
1 – عائد عميرة وحفصة جودة، ما الذي تريده الإمارات من إرتيريا؟، ن بوست، 4 يناير 2018
2 – الكسندر ميلو ومايكل نايتس، الإمارات تضع أنظارها على “غرب السويس”، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، 2 سبتمبر 2016.
3 – أسامة الصياد، كعبة أسمرة .. كيف جمعت إرتيريا إيران وإسرائيل على أراضيها؟، الجزيرة نت، 20 مارس 2018.
4 – هيثم فيضي، تواجد إماراتي في الخليج الإرتيري، ساسة بوست، 29 نوفمبر 2017.
5 – إيهاب شوقي، إرتيريا تلخص مأساة تحالف العدوان السعودي على اليمن، متابعات، 12 يوليو 2018.
6- إدريس فرحان، تفاصيل وصور جديدة حول السجون السرية الإماراتية المريبة في إرتيريا، الشروق نيوز، 15 أبريل 2019.
7 – الإمارات 71 ، صور جوية تظهر تواجد سفن إماراتية في ميناء عصب الإرتيري، 1 نوفمبر 2015
8 – صحيفة الاستقلال، الإمارات تستغل إرتيريا لشيطنة خصومها، 7 ديسمبر 2019.
9 – الخليج أونلاين، هكذا تستغل الإمارات إرتيريا وتنشر الفوضى في اليمن، 27 فبراير 2019.
10- يمني سبورت، انطلاقا من إرتيريا .. التحالف العربي يدعم بتعزيزات عسكرية للقوات المشتركة لحسم معركة الحديدة، 23 يونيو 2020.
11- الجنوب اليوم، 500 من المجندين العائدين من إرتيريا يعقدون لقاء في ردفان ويهددون بالتصعيد في حال لم يتم الاستجابة لمطالبهم، 20 نوفمبر 2016.