لم يمض أيام على الخبر الذي نقلته مصادر في مكتب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن،”مارتن غريفيث”، الجمعة الفائت، والذي أوضح أنّ أطراف الصراع في اليمن، بالإضافة إلى التحالف العربيّ بقيادة السعوديّة تسلّموا مسودة اتفاق جديد لحل الأزمة المستمرة منذ مارس/آذار عام 2015، لتعلن حركة “أنصار الله” في اليمن أيّ “الحوثيين”، الاثنين الماضي، عن تنفيذ عملية عسكريّة استهدفت مطارات وقواعد عسكريّة في عدد من المواقع السعوديّة وهي جيزان ونجران وعسير، ردّاً على تصاعد عمليات القصف العنيف التي تشنّها قوات التحالف بقيادة السعوديّة.

هجوم واسع

بيّن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنيّة التابعة لحركة “أنصار الله”، العميد “يحيى سريع”، أنّ صواريخهم الباليستيّة وطائراتهم المسيرة دكّت عدداً من قواعد ومنشآت العدو السعوديّ العسكريّة والحيويّة في جيزان ونجران وعسير، منها المطارات والقواعد العسكرية، وذلك في عملية عسكرية واسعة، بحسب قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين.

وفي بيان له، أضاف سريع أنّه تم استهداف معسكر “تداوين” الواقع في محافظة مأرب اليمنية، أثناء اجتماع ضم قادة عسكريّين سعوديّين مع يمنيّين، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.

وفي هذا الصدد، ادّعى “التحالف العربي” بقيادة السعوديّة، في وقت سابق، اعتراض وتدمير صواريخ باليستيّة وطائرات مسيرة، وكان رئيس “هيئة الاستخبارات والاستطلاع” في حركة أنصار الله، اللواء “عبد الله الحاكم”، قد أشار إلى أنّ الحركة باتت تملك أهدافاً حيويّة ومهمّة في كلّ من السعوديّة والإمارات و”تل أبيب”، بناءً على معلومات استخباراتيّة.

وفي هذا السياق؛ حذّر اللواء الحاكم، التحالف العربي من استهداف المنشآت النفطية في محافظة مأرب، قائلاً “ذراعنا قوية وطويلة قادرة على أن تمتد إلى كل منشآتهم النفطيّة والاقتصاديّة وتدميرها بالكامل”، معتبراً أنّ الحركة قادرة على ردّ الصاع صاعين بل أكثر، على حد وصفه، في إشارة مباشرة إلى استهداف منشآت شركة “أرامكو” النفطيّة في السعوديّة حال تعرّض مصافي “صافر” في مأرب للقصف.

تعنّت سعوديّ

يدفع التعنّت السعوديّ في إطالة أمد الأزمة اليمنيّة، وإبقاء اليمن وشعبه ضمن دائرة اللهب، بعد أكثر من 5 سنوات من الحرب العنيفة التي أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بسحب وصف الأمم المتحدة، حيث بات شعب بأكمله بحاجة إلى مساعدات إنسانيّة عاجلة، كما دفع الصراع الملايين من أبناء اليمن إلى المجاعة.

وإنّ أكثر ما يزيد طين الأمور بلة، هو العمليات العسكريّة المتوحشة التي تنفذها قوات التحالف العربيّ بقيادة الرياض ضد اليمن، دعماً لقوات الرئيس المستقيل، “عبد ربو منصور هادي”، في مواجهة حركة أنصار الله التي تسيطر على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.

ومن الجدير بالذكر، أنّ أبرز ما تضمّنته مسودة الحل الأمميّة، وقف إطلاق النار في كل أنحاء اليمن إضافة إلى عدد من التدابير الاقتصاديّة والإنسانيّة الضرورية لتخفيف معاناة اليمنيّين وتهيئة البلاد لمواجهة خطر تفشي فيروس كورونا المستجد، بعد أن أوقعت الحرب التي تقودها السعوديّة ضد اليمن، عشرات آلاف القتلى، وفقاً لما ذكرته وكالة “الأناضول”.

كذلك، تنصّ المسودة على أن يدخل وقف إطلاق النار الشامل حيز التنفيذ بمجرد التوقيع عليه، وإلزام طرفي النزاع بوقف كافة العمليات العسكريّة البريّة والبحريّة والجويّة، مع تشكيل لجنة “تنسيق عسكريّ” برئاسة منظمة الأمم المتحدة وعضويّة ضباط رفيعي المستوى من الطرفين، لمراقبة وقف إطلاق النار، إضافة إلى إنشاء مركز “عمليات مشتركة” يتولى التنسيق لتنفيذ الاتفاق، وإدارة تدفق المعلومات.

أكثر من ذلك؛ تشمل التدابير الاقتصاديّة والإنسانيّة معالجة ملفات رئيسة أهمها الأسرى والرواتب، والمطارات والموانئ، والطرق الرئيسة بين المحافظات اليمنيّة، إضافة إلى فتح طرق رئيسة في العاصمة صنعاء ومحافظات تعز والضالع ومأرب والجوف، وإطلاق سراح جميع المعتقلين والمحتجزين وفقاً لاتفاق “ستوكهولم”.

وعلاوة على ما تقدّم، نصّت المسودة الأمميّة على فتح مطار صنعاء الدوليّ أسوة بباقي المطارات اليمنيّة، بالإضافة إلى رفع القيود عن دخول الحاويات والمشتقات النفطيّة والسفن التجاريّة لموانئ محافظة الحديدة.

خلاصة القول؛ تدرك جماعة “أنصار الله” أنّ التهاون في الرّد على الاعتداءات السعوديّة سيكلّفها أكثر بكثير حال قرّرت عدم الرّد، بالتزامن مع السعيّ الأمميّ المشكوك بأمره لحلّ الأزمة اليمنيّة، والذي لا يستطيع إيقاف الضربات الوحشيّة للتحالف العربيّ بقيادة السعوديّة، ما يهدّد بشكل مباشر كلّ المساعي لإيقاف نزيف الدم اليمنيّ.

* المصدر : الوقت التحليلي
* المادة : تم نقلها حرفيا من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع