السياسية – وكالات :

 

جاءت تصريحات المبعوث الأمريكي الى سوريا جيمس جيفري الأخيرة والتي تفاخر فيها بأن بلاده هى من تسببت بما حل بقيمه العملة السورية إثر فرض الولايات المتحدة بشكل عدواني جملة من الإجراءات القسرية العدوانية على سورية لتمثل اعترافاً صريحاً من الإدارة الأمريكية بمسؤوليتها المباشرة عن معاناة السوريين.

 

واوضحت وكالة سبوتنك الروسية ان المبعوث الأمريكي إلى سوريا، جيمس جيفري، كان قد قال في لقاء مع عدد من السوريين بالخارج عبر الفيديو قبل يومين، إن العقوبات الأمريكية ضد دمشق “ساهمت في انهيار قيمة الليرة السورية”، وأن “النظام السوري لم يعد قادرا على إدارة سياسة اقتصادية فاعلة، وعلى تبييض الأموال في المصارف اللبنانية، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان أيضا”.

 

وأضاف أن “الكونغرس الأمريكي وقف وراء (قانون قيصر)، وأن العقوبات المشمولة بقانون حماية المدنيين السوريين، ستطال أي نشاط اقتصادي بشكل تلقائي، وكذلك أي تعامل مع النظام الإيراني”.

 

ويأتي اعتراف جيفري بعد أيام من نشر موقع انترناشونال بزنس تايمز بنسخته الصادرة في سنغافورة تقريراً يؤكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر شخصياً بإحراق المحاصيل الزراعية في سورية لحرمان الشعب السوري من خيرات بلاده ووقع أمراً تنفيذياً لقواته المحتلة التي نفذتها والتي دأبت إضافة إلى ذلك على سرقة النفط السوري بالتعاون مع إرهابيي تنظيم “داعش”.

 

وتزعم الولايات المتحدة بأنها جاءت إلى سورية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي بالرغم من أن التنظيم الإرهابي وحسب المعطيات الميدانية لا يحتفظ بموطئ قدم في سورية سوى في المناطق التي تسيطر عليها القوات الأمريكية.

 

جيفري الذي تباهى باستهداف المواطن السوري بلقمة عيشه زعم أيضاً بأن إجراءات إدارته غير القانونية هدفها الوصول إلى “عملية سياسية” في سورية “بإشراف الأمم المتحدة” بالرغم من أن جميع الإجراءات الأمريكية تشكل انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية.

 

 

وزارة الخارجية السورية وصفت تصريحات جيفري الأخيرة بأنها تشكل اعترافا بمسؤولية الولايات المتحدة عن معاناة السوريين مشيرة إلى أن تشديد العقوبات هو الوجه الآخر للحرب المعلنة على سورية بعد ترنح المشروع العدواني أمام الهزائم المتتالية لأدواته من المجموعات الإرهابية.

 

الخارجية السورية اعتبرت أن تصريحات جيفري تؤكد مجدداً أن امريكا تنظر الى المنطقة بعيون إسرائيلية، لأن المطالب التي يتحدث عنها جيفري هي مطالب اسرائيلية قديمة متجددة لفرض سيطرتها على المنطقة.

 

الإدارة الأمريكية ومبعوثها إلى سورية يدركان جيداً أن العقوبات على سورية ليست هدفا بحد ذاتها، وإنما مدخلا لتحقيق أهداف سياسية محددة.. لذلك فقد تحدث جيفري أيضاً عن ما أسماه عرضا لدمشق وأنه نصح الرئيس السوري بشار الأسد بقبوله.

 

العرض الأميركي – وكما يقول جيفري – يرتكز على أن تشهد سورية تغييرا في سلوكها وموقفها السياسي مقابل إخراج البلد من أزمته الحالية وبقاء القيادة السورية الحالية في سدة الحكم.

 

مراقبون يرون أن العرض الأميركي يؤكد مرة أخرى على أن واشنطن كانت تستخدم ما تسمى بالمعارضة كورقة على استعداد للتخلي عنها في أي لحظة.. كما إن العرض دليل واضح على وقوف الولايات المتحدة خلف الأزمة الأقتصادية التي يعاني منها الشعب السوري.. وأخيراً فإن العرض يدعو دمشق إلى تغيير سلوكها أي بمعنى تخليها عن التحالف مع إيران وحزب الله وتخليها عن الفصائل الفلسطينية عبر طردها من دمشق وقد ينتهي الأمر إلى الأنخراط في تسوية معينة مع الكيان الإسرائيلي.

 

كما أكد مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش”، أن الإجراءات الاقتصادية القسرية الأمريكية المفروضة على سورية منذ فترة طويلة، فضحت زيف الدوافع المزعومة للعدوان الأمريكي ضدها، حيث تم الكشف بما لا يدع مجالاً للشك عن أن الولايات المتحدة تعمدت “هندسة” الأزمة في البلاد من تنظيم الاحتجاجات قبل عام 2011 إلى تسليح ونشر المسلحين ومن ثم التنظيمات الإرهابية التي خاضت الحرب بالوكالة ضد السوريين.

 

 

وقال المقال: بما أن عمليات الجيش العربي السوري كانت رداً على عدوان أمريكي بالوكالة، فقد تكشّف أن الإجراءات الاقتصادية القسرية نفسها هي مجرد أداة اقتصادية رديفة لمحاولات الولايات المتحدة تصعيب حياة السوريين وإعاقة عملية بناء وطنهم.