السياسية رصد :

تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري بافيرين، في “فزغلياد”، حول انطفاء احتجاجات الشارع الأمريكي لمصلحة ترامب.

وجاء في المقال: انتهت أعمال الشغب في الولايات المتحدة، فجأة، كما بدأت فجأة. وها هي أمريكا تضمد جراحها وتحسب الخسائر.

عندما كانت أعمال الشغب قد بدأت للتو، لم يكن أحد مستعدا لتخمين مدى انتشارها وكم سوف تستمر. إنما لم يستمر المتظاهرون أكثر من عشرة أيام، وبات ينبغي الاعتراف بالمبالغة في المنتظر من الأحداث، وهذا ينطبق على أنصار الاحتجاجات ومعارضيها.

فقد حاولت قيادة الحزب الديمقراطي تصوير احتجاجات أولئك الذين دفعتهم البطالة ونقص المال إلى الخروج، كحرب ضد “ترامب العنصري” وانتفاضة المجتمع الأسود ضد الحكومة الفدرالية.

ووصل الأمر إلى أن المحللين السياسيين في روسيا آمنوا بهذا الانقسام البدائي، وعلقوا بثقة على الأحداث الأمريكية بوصفها صراعا بين البيض والسود.

لكن ما حدث في أمريكا، في الأيام الأخيرة، ليس “انتفاضة السود المتوقعة منذ زمن طويل”، إنما مجرد اضطرابات تقليدية، تسم الشباب في كل جيل تقريبا. في الواقع، هذا صراع أجيال وليس أعراق.

على ما يبدو، هذه المرة كانت “أزمة كورونا” هي التي حررت الزناد: فالسود بالذات، نالهم أكثر من سواهم من الوباء والبطالة؛ والأسوأ من ذلك، أنهم لم يحصلوا على إعانات من الدولة (وعلى وجه الدقة أولئك الذين لم يعملوا ولم يدفعوا الضرائب). أي أن الخروج إلى الشوارع، بات بالنسبة لهم صرخة يائسة، ولكن ليس كما حاول الحزب الديمقراطي تصويرها إطلاقا.

وهكذا، فرفض أشخاص مثل باول وبوش دعم ترامب يشكل هدية انتخابية حقيقية للرئيس الحالي. وكذلك أعمال الشغب هدية انتخابية له… فالآن، حتى ناخبي الحزب الديمقراطي المعتدلين، بما في ذلك بعض السود، سوف ينتقلون إلى صف ترامب.

الحال كذلك، دائما، في أمريكا: ما إن يُظهر طرفٌ التطرفَ، حتى يعبّر غالبية الناخبين (وهم دائما أغلبية) عن دعمهم للطرف الآخر.

لقد أنفق الليبراليون أربع سنوات على إثبات أن ترامب راديكالي خطير. ولكن اتضح أن الراديكالي ليس هو على الإطلاق. وهكذا، فما لم يحدث شيء غير عادي، ستكون الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2020 مملة للغاية لوضوح نتيجتها.

*المصدر : روسيا اليوم

*المقال نقل حرفيا من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن الموقع