الولايات المتحدة تفكر في إمداد السعودية بأسلحة جديدة بالتزامن مع عودة الغارات السعودية على الحدود اليمنية
"كنا بحاجة إلى أدوات التعقيم والأقنعة لتجنب الاصابة بفيروس كورونا، وليس القذائف والقنابل الأمريكية لقتل أطفالنا".
بقلم: احمد عبدالكريم
السياسية:
ترجمة: نجاة نور- سبأ
اليمن- الحدود السعودية, كانت صرخات رضية عيسى التي تبلغ من العمر سبعة أعوام مدوية ويملئها الذعر والخوف.
حتى الشخص البالغ لن يستوعب فكرة الاستيقاظ مذعوراً بعد اكتشاف جزء كبير من جسمه ملفوفاً في ضمادات غارقة في الدماء وهو في غرفة غير مألوفة له.
أفاقت رضية في منزل أسرة طبيب يمني قام بجمع كل ما يحتاجه من إمدادات طبية في جهد بطولي لتقديم الإسعافات الأولية وإجراء جراحة طارئة لرضية التي أصيبت بجروح خطيرة يوم الأربعاء الماضي بقذيفة مدفعية سعودية أثناء تواجدها في منطقة رعي للأغنام بالقرب من منزلها في منطقة شدا بمحافظة صعدة شمال غرب اليمن، بالقرب من الحدود مع المملكة العربية السعودية.
قال أحد أفراد عائلة رضية لـ مينتبرس نيوز: “كنا بحاجة إلى أدوات التعقيم والأقنعة للحماية من فيروس كورونا، وليس القذائف والقنابل الأمريكية لقتل أطفالنا”.
خلال الأسابيع القليلة الماضية، واجه السكان على طول الحدود اليمنية السعودية، ولاسيما في محافظات صعدة وحجة والجوف، خيارين: مواجهة الحياة تحت القصف المستمر من قبل حرس الحدود السعودي والطائرات الحربية أو الهروب بعيداً عن ذلك.
ففي المناطق الحدودية يلوح تهديد فيروس كورونا بالإضافة إلى تفشي العديد من الأوبئة الأخرى المنتشرة في جميع أنحاء اليمن.
قال أحد أفراد عائلة راضية لـ مينتبرس نيوز, بينما كانت الفتاة الصغيرة بالقرب منه فيما لا تزال في حالة ذهول:”أن القصف وفيروس كورونا يجعلان حياتنا جحيماً, إذا كنت في الحجر الصحي في منزلك، فإن القنابل ستهدم المنزل على رأسك، وإذا غادرت المنزل، فهناك بانتظارك فيروس كورونا”.
وبينما كان السكان المحليون في بلدة مران الحدودية يحتفلون بالعيد الفطر، قتل أربعة مدنيين وأصيب آخر بعد أن استهدفت الطائرات الحربية السعودية طريقاً سريعاً في مديرية حيدان بصعدة, رافق الهجوم على مران شن أكثر من 100 غارة سعودية, ركزت في الغالب على طول حدود المملكة مع اليمن خلال احتفالات بالعيد, واستهدفت كل من منطقتي الملاحيظ وباقم ومحافظتي الجوف ومأرب وكذلك منطقة عبس وحرض في محافظة حجة شمالي البلد، مما أدى إلى استمرار إعلان أعداد الضحايا وحجم الأضرار.
في الحديدة، أخفقت مظاهر الاحتفالات بعيد الفطر في جلب الهدوء لسكان المحافظة الذين سئموا من الحرب بسبب استمرار التحالف بقيادة السعودية في ضرب المدينة الساحلية الاستراتيجية.
فمنذ 13 ديسمبر 2018, تم استبدال الغارات الجوية السعودية على المدينة بقناصة وقذائف مدفعية وصواريخ بعد موافقة الحوثيين والسعوديين على هدنة بوساطة الأمم المتحدة في السويد.
أصيب صبي يبلغ من العمر ثماني سنوات بجروح بعد أن قصف مرتزقة السعوديون منطقة سكنية في منطقة الدريهيمي الجنوبية في الحديدة في نفس اليوم الذي كانت فيه الغارات الجوية السعودية تنهمر على قمم الجبال بالقرب من مران بشكلٍ عشوائي، كما رأينا في فيديو الذي حصلت عليه مينتبرس.
تأتي الهجمات السعودية في وقت الذي ينتشر فيه فيروس كورونا في البلد مثل الحرائق في الغابات.
أكد مسؤولون في كل من صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وعدن التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية، بالإضافة إلى مسؤولين من الأمم المتحدة، ما كشفته مينتبرس بالفعل في تقرير سابق: أن وباء كوفيد -19 كان ينتشر بالفعل بسرعة في جميع أنحاء البلد, كما أكدت وزارة الصحة العامة والسكان ومقرها صنعاء يوم الخميس أن حالات الإصابة بفيروس كورونا ظهرت في عدة مناطق من البلد، بما في ذلك العاصمة صنعاء، وأن الوزارة تعمل على توفير الرعاية الصحية اللازمة للمصابين والشروع في تتبع حالات الاتصال لتتبع انتشار الفيروس.
علاوة على ذلك، جاءت الهجمات السعودية في الوقت الذي يحتفل فيه اليمنيون، مثل بقية العالم الإسلامي، بعيد الفطر للمرة السادسة في ظل الحرب, فمنذ عام 2015, وهو العام الذي أطلقت فيه أغنى دول الشرق الأوسط وبين أغنى دول العالم، حملة عسكرية ضد اليمن التي تعتبر واحدة من أفقر الأمم على وجه الأرض.
على الرغم من أن السعودية هي دولة مسلمة ظاهرياً، إلا أن هذا العامل لم يثني المملكة عن تنفيذ وابل من الغارات الجوية في عطلة المسلمين.
في 8 أبريل، زعمت المملكة أنها أوقفت الهجمات العسكرية وعلقت القتال لدعم جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة ولتجنب انتشار الفيروس التاجي في اليمن، ومع ذلك، استمر الهجوم للسنة السادسة على التوالي حيث أسقطت الطائرات الحربية السعودية عشرات الأطنان من الأسلحة على اليمن، معظمها صنعت في الولايات المتحدة, كما شنت الطائرات الحربية السعودية غارات على مناطق مأهولة بالسكان في المحافظات الحدودية بما لا يقل عن 300 غارة جوية.
بالنسبة لسكان اليمن، فإن القنابل الأمريكية و فيروس كورونا قد أطفأت بهجة احتفالات العيد، حيث أثرت على كل جانب من جوانب حياتهم, فأحبائهم لم يعودوا موجودين، حيث خسروهم في هذه الحرب الوحشية.
إن الحصار والأمراض والمجاعة قد غيّرت بشكلٍ جذري ما كان تقليدياً مناسبة سعيدة.
يبدوا أن لا نهاية تلوح في الأفق:
فيما لا يمكن وصفه إلا بأنه تعزيز لحرب التحالف بقيادة السعودية ومأساة للمدنيين الذين يعانون بالفعل مع فيروس كورونا والأوبئة الأخرى.
تخطط إدارة الرئيس دونالد ترامب لتزويد السعودية بمزيد من القنابل بعد عام واحد من توقيع عقد بيع أسلحة بقيمة 8.1 مليار دولار معها, حيث كشف السناتور الأمريكي المؤثر بوب مينينديز في افتتاحية نشرتها صحيفة (سي ان ان) أن إدارة الرئيس ترامب تفكر في بيع الأسلحة للسعودية مرة أخرى، بالرغم من الإدانة الدولية لآخر عملية بيع.
وأكد مينينديز، أكبر ديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أنه لا يوجد حتى الآن ما يبرر قيام الولايات المتحدة ببيع القنابل إلى المملكة، مضيفاً “لهذا السبب أشعر بالقلق بشكل خاص لأن وزارة الخارجية رفضت مرة أخرى توضيح الحاجة إلى بيع آلاف القنابل للسعودية بالإضافة إلى آلاف القنابل التي لم يتم تسليمها بعد من حالة الطوارئ التي تم اعلانها العام الماضي.”
أثارت الأخبار مخاوف سكان اليمن ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والناشطين الذين حذروا من أن الولايات المتحدة والتحالف بقيادة السعودية يستعدان لإطالة أمد الحرب لبلد يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم, ودعوا الولايات المتحدة بدلاً من ذلك إلى توفير معدات الاختبار والحماية وأجهزة التنفس الصناعي وأجهزة التهوية وأجهزة التعقيم والأقنعة بدلاً من القنابل.
ومع انشغال الولايات المتحدة بعدد قياسي مرتفع من حالات فيروس كورونا في اليمن، قتلت الأسلحة الأمريكية في اليمن ما لا يقل عن 100.000 مدني وفقاً لمشروع بيانات الأحداث وموقع الصراع المسلح ومقره الولايات المتحدة، وهي منظمة غير ربحية مختصة لأبحاث الصراع، وأكثر من 10.000 شخص يموتون كل عام نتيجة للأمراض والأوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك، غالبيتهم من الأطفال.
منذ عام 2015, عندما بدأت الحرب، شنت طائرات التحالف الحربية أكثر من 250 ألف غارة جوية على اليمن وفقاً للجيش اليمني, و70٪ من تلك الغارات الجوية أصابت أهدافاً مدنية, كما ألقيت آلاف الأطنان من الأسلحة التي يتم توريدها غالباً من قبل الولايات المتحدة على المستشفيات والمدارس والأسواق والمساجد والمزارع والمصانع والجسور ومحطات معالجة الطاقة والمياه، فيما ظلت الذخائر غير المنفجرة متناثرة في مناطق مكتظة بالسكان.
وبالإضافة إلى قتل وإصابة المئات من المدنيين، عرّضت الأسلحة الأمريكية الصنع الشعب اليمني لمواد شديدة السمية على مستوى لم يشهده من قبل وجعلت اليمن واحدة من أكثر الدول تلوثاً في العالم.
* موقع- mintpressnews” منتبرس نيوز” الانجليزي
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.