بقلم: أنوج تشوبرا
السياسية:
ترجمة:أسماء بجاش-سبأ
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين أن مؤتمر المانحين تمكن من جمع 1.35 مليار دولار من أصل 2.4 مليار دولار التي طالبت بها الأمم المتحدة.
ومن جانبه, حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس في وقت سابق من أن موظفي الإغاثة يواجهون سباقاً مع الزمن لتجنب تفاقم الأزمة المزدوجة في البلد الذي يعتبر الأكثر فقرا في منطقة شبه الجزيرة العربية.
عقد مؤتمر المانحين وسط مخاوف المنظمات الإنسانية جراء الانتشار السريع للفيروس التاجي في اليمن, حيث يزيد هذا التحدي الصحي من الأزمة الإنسانية التي تعصف بالبلد، وهي الأسوأ في العالم وفقا للتقارير الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة.
وبعد أكثر من نصف عقد من الحرب, منذ أواخر مارس من العام 2015, أعلنت المملكة العربية السعودية بدء عملياتها العسكرية في اليمن على رأس تحالف عسكري عربي يضم في طياته العديد من الدول العربية والإسلامية والغربية, بعد أن أخذت على عاتقها مهمة دعم الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي, ضد الحوثيين الذين يتلقون الدعم بدورهم من إيران, وقد أودت هذه الحرب المشتعلة في اليمن بحياة عشرات الآلاف معظمهم من المدنيين، وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 24 مليون يمني – أي أكثر من ثلثي السكان البلد- يعتمدون على شكل من أشكال المساعدات الإنسانية.

“إجراءات عاجلة”:
وفي المؤتمر، تعهدت الرياض بتقديم مساعدات بقيمة 500 مليون دولار, في حين تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية بالرغم من كونها المورد الرئيسي للأسلحة إلى الرياض في حربها على اليمن، بتقديم 225 مليون دولار, ومن جانبها, أعلنت ألمانيا بتقديم 125 مليون يورو, أما المملكة المتحدة وهي مورد رئيسي أخر للأسلحة إلى السعودية، فقد تعهدت بتقديم 160 مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل حوالي 179 مليون يورو, والإمارات العربية المتحدة، الحليف الرئيسي للرياض وأحدى الجهات المتورطة في الصراع اليمني، لم تعد بشيء.
قال جان إيغلاند من المجلس النرويجي للاجئين: “نحن نقدر الوعود التي تم قطعها اليوم، لكنها لا تفي بما هو ضروري لتخفيف المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني, مضيفاً, أن “ملايين اليمنيين يواجهون العقاب المزدوج “المجاعة والأوبئة”.
وفي وقت سابق، قدر الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس المبلغ الأساسي من المعونة الضرورية في الفترة من يونيو إلى ديسمبر, بمبلغ 2.41 بليون دولار، بما في ذلك برامج مكافحة كوفيد -19, حيث أن مكافحة كوفيد -19, بالإضافة إلى حالة الطوارئ الإنسانية الموجودة بالفعل تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة.
ومن جانبه, قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، الذي شارك في المؤتمر الافتراضي إلى جانب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان, أن هناك حاجة إلى ما مجموعه 180 مليون دولار لمكافحة وباء كوفيد -19.
ووفقاً للأمم المتحدة، من المحتمل أن يكون الفيروس موجوداً بالفعل في معظم أنحاء اليمن، حيث لم تبلغ الحكومة وجماعة أنصار الله إلا عن بضع مئات من الحالات في حصيلة منفصلة.
حذر ينس لايركي, المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” من أن الوضع الإنساني في جميع أنحاء اليمن سيزداد سوءا مع توجه وكالات الاغاثة في البلد إلى “الهاوية المالية”, وفي بيان مشترك، دق مسؤولون من منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر أيضا.

الكارثة:
ترى منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية، أن اليمن يقف على شفا “الكارثة” لأن بنيته التحتية الصحية هشة للغاية بحيث لا يستطيع التعامل مع الفيروس التاجي المستجد, نظرا لتضرر هذا القطاع جراء سنوات الحرب.
صرح عبد الله الربيعة، رئيس مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدة والمسؤول عن المساعدات الإنسانية السعودية في اليمن، “إن وباء كوفيد -19, هو التحدي الأخير في الوضع المتدهور بالفعل.
وأثناء تنفيذ التدخلات العسكرية ضد الحوثيين – مما أدى إلى تصعيد الصراع – تعتقد الرياض أنها واحدة من الجهات الرئيسية التي تقدم المساعدات الإنسانية لليمن.
من جانبهم، رأى الحوثيون في مؤتمر المانحين “أنه محاولة غبية (من قبل السعوديين لإخفاء) جرائمهم”، وفقا لما نقلته قناة “المسيرة” التلفزيونية التابعة لهم, فأن التحالف الذي تقوده الرياض متهم بشكلٍ خاص بارتكاب العديد من الجرائم بحق السكان المدنيين في اليمن.
الباحثة في منظمة هيومن رايتس ووتش أفراح ناصر, قالت أن المملكة العربية السعودية تواصل غسل يديها من الدور الذي يقوم به التحالف في تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن، لكن المشاركة في استضافة هذا الحدث لن تخدع به أحداً”.
كما أشارت منظمة إنقاذ الطفولة في وقت سابق, إلى أنه في حال فشل مؤتمر المانحين بتحقيق أهدافهً، لن يتمكن ما يقرب من 5.5 مليون يمني من الحصول على المساعدات الغذائية والمياه النظيفة في بلد مهدد بالكوليرا في كثير من الأحيان.
* صحيفة “لا برس- la prass” الكندية الناطقة باللغة الفرنسية,
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.