السياسية – رصد:

تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري بافيرين، في “فزغلياد”، حول أعمال الشغب في الولايات المتحدة، بوصفها جزءا من الصراع بين ترامب وخصومه.

وجاء في المقال: على أولئك الذين رأوا في دونالد ترامب “زعيما قويا” أو “دكتاتوراً” أن تدهشهم أفعاله خلال هذه الفترة العصيبة للتي تعيشها أمريكا. فهو، ببساطة، لا يتخذ أي إجراء سوى إطلاق التهديدات، في حين أن نار التمرد الجماعي تلتهم بلاده.

أما في الواقع، فالأمور أكثر تعقيدا: يلعب البيت الأبيض لعبة دقيقة، ولعلّه يدرك الثمن المرتفع جدا لرهانه.

أول ما ينبغي فهمه، هو أن المدن والولايات الأكثر تضررا هي الداعمة الأساسية للحزب الديمقراطي. أي معارضو ترامب بل خصومه، الذين بطبيعة الحال لن يكسب على أراضيهم.

وبالنتيجة، فمن المفيد للرئيس أن ينأى بنفسه قدر الإمكان عن هذه المواجهات، ويلقي باللوم والمسؤولية على السلطات المحلية. هذا، بمعنى ما، عادل، لكنه خطير، إذا افترضنا أن جغرافية التمرد ستستمر في التوسع.

وهكذا، نجد أنفسنا أمام ظرف آخر يفسر تقاعس الرئيس. فلديه قوة منوط بها استعادة النظام داخل البلاد. ولكن البنية الفدرالية الأمريكية تقول بأن سلطات الولايات يجب أن تلجأ إلى رئيس الدولة في طلب المساعدة حتى يرسل “حرابه” إلى منطقة الصراع.

بالطبع، هناك استثناءات لحالات الأزمات والظروف الخاصة. فيمكن لترامب أن يتحايل على النظام القائم، ولكن بعد ذلك سيكون عليه تحمل كامل المسؤولية عن العواقب (وهي يمكن أن تكون دامية).

وهكذا، فأمريكا تعيش حرب أعصاب. يأمل ترامب في الفوز بها، ويأمل أن يكون خصومه أول من يضغط على المكابح ويستخدم القوة الكافية. لذلك، يركز مطلبه على أن يشرك حكام الولايات الحرس الوطني ويطلبوا من البيت الأبيض موارد إضافية.

*المصدر :روسيا اليوم

*المقال نقل حرفيا من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن الموقع.