الولايات المتحدة تعد مساعدات “كبيرة” لمساعدة اليمن في ظل مكافحة الفيروس التاجي
بقلم: هيميرا باموك وميشيل نيكولز
تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على الإعداد لـ “مساهمة كبيرة” تسعى من خلالها إلى مد يد العون لليمن في ظل انتشار جائحة كوفيد -19, لكنها قد تحتاج إلى إيجاد بدائل لمنظمة الصحة العالمية, وذلك بعد أيام من توجيه الرئيس دونالد ترامب انتقادات لاذعة لكيفية تعامل وكالة الأمم المتحدة مع هذا الوباء, وذلك بحسب ما أشار اليه مسؤول أميركي رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية.
وفي حين تم انتشار ظهور وباء كوفيد -19 في اليمن -والذي يصيب الجهاز التنفسي- بعد تسجيل أول حالة له في محافظة حضرموت الجنوبية, تخشى منظمات الإغاثة أن يكون ذلك بمثابة نذير شؤم وبائي كارثي نظراً لانهيار النظام الصحي في البلد وانتشار المجاعة والأمراض بعد خمس سنوات من الحرب, ونتيجة لذلك, أصبح زهاء 80 بالمائة من سكان اليمن، أو ما يعادل 24 مليون نسمة، بحاجة ماسة إلى شكلٍ من أشكال المساعدة الإنسانية.
كما أشار مسؤول كبير في وزارة الخارجية طلب عدم الكشف عن هويته:” نحن نحاول الحصول على تمويل في اليمن لإيجاد التدابير المضادة اللازمة لمكافحة جائحة كوفيد -19, ولدينا الشريحة الحالية التي نأمل أن تجعل ذلك ممكنا”, رافضا في نفس الوقت الكشف عن حجم المبلغ الذي تعتزم واشنطن تقديمه, مضيفاً, أن ذلك سيكون مساهمة كبيرة, وسنجد سبلاً للمرور عبر الشبكات القائمة والمنظمات الصحية الموثوقة لأننا عالقون حالياً في صخرة منظمة الصحة العالمية التي تقوم في الواقع بالكثير من العمل الجيد في اليمن, لذلك قد يتعين علينا إيجاد سبل أخرى”.
كان الرئيس ترامب قد أعلن في وقت سابق, وقف التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية التي تتخذ من العاصمة السويسرية جنيف مقراً لها، في الوقت الذي تدرس فيه واشنطن إدارة المنظمة لوباء الفيروس التاجي, حيث اتهم الرئيس ترامب المنظمة بالترويج لـ “معلومات مضللة” صينية حول الفيروس، قائلا إنه من المرجح أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الوباء.
ومن جانبهم, رد مسئولو منظمة الصحة العالمية على تلك التهم, حيث دافعوا عن تعامل الوكالة مع الوباء قائلين, أن المنظمة نبهت الدول الاعضاء من تفشي الوباء فى وقت سابق من هذا العام .
ووفقاً لبيان الحقائق الصادر عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، تعهدت الإدارة الأمريكية بتقديم نحو 27 مليون دولار للسنة المالية المنتهية في 30 سبتمبر 2019، من أجل رفع مستوى القطاع الصحي, بالإضافة إلى مشاريع التغذية التي قامت بها منظمة الصحة العالمية في اليمن.
قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة, مارك لوكوك، أمام مجلس الأمن الدولي إن “علماء الأوبئة يحذرون من أن كوفيد -19, في اليمن يمكن أن ينتشر بشكل أسرع وعلى نطاق أوسع وبالتالي سيكون له عواقب أكثر فتكاً ودماراً, مما هو عليه في العديد من البلدان الأخرى, مشيراً إلى أن ثلاثة أرباع برامج الأمم المتحدة الرئيسية والبالغ عددها 41 برنامجاً, ستبدأ في الإقفال في الاسابيع المقبلة اذا لم نتمكن من الحصول على تمويل إضافي, الأمر الذي من الوارد أن يلقي بظلاله بشكل أكبر على هذا البلد الذي أصبح بحاجة إلى مساعدات جمة من مساعدة في العالم.
ومن المحتمل أن يجد الأشخاص الذين يمرضون عدداً أقل من المستشفيات والمرافق الصحية لمساعدتهم, حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن 80 بالمائة من الخدمات الصحية المقدمة من خلال الاستجابة يمكن أن تتوقف في نهاية أبريل.
يعاني اليمن من صراعاً كارثي منذ أن أطاحت جماعة الحوثي الموالية لإيران والقادمة من المناطق الشمالية لليمن, بحكومة الرئيس المعترف به من قبل المجتمع الدولي عبد ربه منصور هادي من العاصمة صنعاء في أواخر سبتمبر من العام 2014, ونتيجة لذلك, أعلن التحالف العربي العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية في أواخر مارس من العام 2015, بدء أولى عملياته العسكرية تحت مسمى عاصفة الحزم والتي تسعى من خلالها دعم وإعادة الحكومة إلى العاصمة صنعاء.
أشار مسؤول في وزارة الخارجية إلى أنه في حال انتشار وباء كوفيد-19 في اليمن, فإن المؤشرات تشير إلى أنه من المحتمل أن يكون عدد الإصابات في تزايد مستمر, نظراً لانعدام البنية التحتية اللازمة للتعامل مع مثل هكذا وباء.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.
كيب تاون, 5 مايو 2020(موقع” نيوز 24- news24″ الإنجليزي, ترجمة: أسماء بجاش-سبأ