ترمب يسعى إلى إنتاج 300 مليون جرعة من لقاح كورونا في يناير
يعمل برنامج "أوبيريشن وورب سبيد" على تنسيق وترشيد جهود شركات الأدوية والوكالات الفيدرالية والجيش الأميركي
السياسية – الرصد :
بقلم : غريفين كونولي
في خطوة غير مسبوقة، تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى التعجيل في تطوير وإنتاج لقاح مضادّ لـكورونا، يتيح للولايات المتحدة تحصين 300 مليون شخص ضدّ الفيروس بحلول يناير (كانون الثاني) من العام المقبل.
تطلق إدارة ترمب على برنامج التحصين الذي يشبه في جهوده “مشروع مانهاتن” (مشروع تطوير القنبلة الذرية) اسم “أوبيريشن وورب سبيد” (عملية تغيير السرعة)، وفقاً لموقع “بلومبيرغ نيوز”، وتأمل الإدارة في تقليص الوقت الذي يتطلّبه طرح لقاح فاعل للناس إلى ثمانية أشهر.
سيعمل المشروع، الذي لم يُعلن رسمياً بعد، على تنسيق وترشيد جهود عشرات شركات الأدوية الأميركية، فضلاً عن وزارة الدفاع ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية (آتش. آتش. أس) وإدارة الغذاء والدواء الأميركيّة. ومن شأن ذلك أن يحمِّل دافعي الضرائب، وليس شركات الأدوية، المخاطر المالية التي تخلّفها اللقاحات الأولية غير الناجحة، علماً أنّ المشروع ربما يكلِّف على الأرجح مليارات الدولارات، حسب “بلومبيرغ”.
الحال أنّ كثيرين من كبار مستشاري الرئيس الصحيّين، من بينهم الدكتور أنتوني فاوتشي، خبير الأمراض المعدية في البيت الأبيض، نبّهوا الأميركيين مرات عدّة عبر التلفزيون الوطني في مارس (آذار) الماضي أن لا ينتظروا إطلاق أي لقاح مضاد لفيروس كورونا قبل مضي 12 إلى 18 شهراً في الأقل. حتى إنّ فاوتشي صوّب في الشهر ذاته كلام الرئيس خلال اجتماع متلفز مع مديرين تنفيذيِّين في قطاع الأدوية، حينما أشار ترمب مراراً إلى أنّ في مقدور بلاده توزيع اللقاح في غضون بضعة أشهر فقط.
أما برنامج “عملية تغيير السرعة”، فيسعى إلى تنظيم عملية تطوير اللقاح، التي تستغرق وقتاً طويلاً في العادة، عبر استخدام الأموال الفيدرالية في ترتيب تجارب سريرية على أفضل العقاقير المرتقبة من جانب شركات الأدوية المختلفة.
من المرجح أن يسفر البرنامج عن مخلفات هائلة كثمن لاعتماد السرعة في تطويره. مثلاً، من أجل الشروع في تصنيع لقاح فاعل يستهدف جموع الناس، يمكن أن تموِّل الحكومة إنتاجات ضخمة من بضعة نماذج أولية للقاح قبل الجزم في ما إذا كانت آمنة أو فاعلة، والتسبّب في النتيجة بمخزونات من جرعات لقاح عديمة الفائدة.
ولكن إدارة ترمب تراهن على أنّ مثل تلك المخلفات تُعتبر ثمناً ضئيلاً نسبياً لا بدّ من دفعه في سبيل تسريع عملية الإنتاج الضخم وتحصين المجتمع الأميركي على نحو أسرع، والبدء تالياً بفكّ كثير من قيود التباعد الاجتماعي التي شلّت الاقتصاد الوطني.
في بيان له، قال مايكل كابوتو، المتحدث باسم وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، إنّ “عملية تغيير السرعة” تشكّل امتداداً آخر للقيادة الجريئة للرئيس ترمب وعدم قبوله بأساليب تقوم على “سير العمل على النحو المعتاد” في معالجة أزمة كوفيد-19.
يُشار إلى أنّ التحصين المنتظر الواسع النطاق لن يقضي على جائحة فيروس كورونا تماماً، على الرغم من أنّه ينبغي أن يوقف انتشار كوفيد-19. معروف مثلاً أنّ مئات الآلاف من الأميركيين يصابون بالإنفلونزا الموسمية سنوياً مع أن كثيرين منهم يتلقّون لقاحات مضادّة لها.
يبقى أنّ ترمب طلب إلى أليكس عازار، وزير الصحة والخدمات الإنسانية، تسريع إنتاج اللقاح الشهر الماضي، وخلال نحو أربعة أسابيع منذ ذلك الحين تبلورت خطط “عملية تغيير السرعة”، بحسب “بلومبيرغ”.
أفادت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من الشهر الحالي أنّ 70 لقاحاً لفيروس كورونا قيد التطوير في شتى أنحاء العالم، مع البدء بتجربة ثلاثة لقاحات مرشّحة على البشر فعلاً.
المصدر : الاندبندنت البريطانية
*المقال نقل حرفيا من المصدر وبالضىرورة لا يعبر عن الموقع.