بقلم: بل تريو

(صحيفة “الاندبندنت”, البريطانية- ترجمة: انيسة معيض- سبأ)

أفاد تقرير جديد أن التحالف بقيادة السعودية شن عشرات الغارات الجوية في اليمن منذ أسبوع على إعلان الهدنة لمساعدة البلد على مكافحة الفيروس التاجي المميت كورونا.

ومن جانبها, حثت الأمم المتحدة جميع الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات خوفاً من أن الأعمال العدائية لن تؤدي إلا إلى عرقلة الجهود المبذولة للقضاء على كوفيد -19، بعد أن أعلنت الدولة أول حالة اصابة فيها في 10 أبريل.

أطلق التحالف الخليجي وقفا لإطلاق النار من جانب واحد قبل أسبوع وذلك استجابة للنداء العالمي الذي وجهه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس الذي دعا إلى هدنة عالمية واسعة لمواجهة هذا الوباء.

لكن الحوثيين رفضوا عرض الخليج معتبرين اياه خدعة واستمرت الاشتباكات منذ ذلك الحين، مما يلقي بظلال من الشك على اتفاقية سلام مستقبلية.

قال مشروع بيانات اليمن إنه سجل ما لا يقل عن 106 غارات جوية بقيادة السعودية، ونحو 26 غارة في اليمن خلال الأسبوع الماضي منذ إعلان وقف إطلاق النار وكانت العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون هي الأكثر تضرراً.

وعلى الرغم من الانخفاض في الأسبوع السابق، قالت مجموعة المراقبة إنها تتابع بانتباه أسوأ شهر من القصف منذ نوفمبر 2018.

سجلت وكالة وتش دوغز 227 تفجيرا في شهر مارس بزيادة نحو 50 % عن شهر فبراير وأكبر عدد من الغارات الجوية في شهر واحد خلال عام ونصف.

ومن جانبها, قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 500 شخص، ثلثهم من الأطفال، قتلوا في اليمن خلال الربع الأول من عام2020، على الرغم من ظهور الوباء العالمي.

أحرز الحوثيون تقدماً في مناطق في وسط البلد وأفادت التقارير ايضاً أنهم قاموا بإطلاق  صواريخ على اراضي المملكة العربية السعودية.

وفي يوم الخميس، أخبر مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارك غريفيث مجلس الأمن الدولي أن المحادثات بين الحكومة المعترف بها والمدعومة من الخليج والحوثيين “تحرز تقدماً جيداً للغاية”, أعتقد أننا نتحرك نحو توافق في الآراء بشأن المقترحات، ولاسيما بشأن مبدأ وقف إطلاق النار واسع على مستوى البلد , وأضاف “لا يمكن أن يكون هناك وقت أكثر ملائمة للطرفين للالتزام بإيقاف الأسلحة وإنهاء الصراع من خلال حل سياسي سلمي”.

حذر الأطباء من الأثر القاتل لوباء فيروس كورونا في اليمن، حيث تعمل فقط نصف المراكز الطبية فقط بعد حرب لا تزال مستمرة منذ خمس سنوات.

لقد نتج عن الحرب بالفعل أكبر أزمة إنسانية في العالم من حيث الارقام حيث يعتمد 80 % من السكان أو حوالي 24 مليون شخص على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء على قيد الحياة, في غضون ذلك، تم الدفع  بثلثي سكان البلد إلى حافة المجاعة.

قال مارك لوكوك، منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، أ هذا الأمر أضعف العديد من اليمنيين، مضيفاً أن “علماء الأوبئة يحذرون من أن كوفيد- 19, في اليمن يمكن أن ينتشر بشكل أسرع وعلى نطاق أوسع وبنتائج مميتة أكثر مما هو عليه الحال في العديد من البلدان الأخرى”.

اندلعت الحرب لأول مرة عندما سيطر الحوثيون المدعومون من طهران على البلد وأطاحوا بالرئيس اليمني المعترف به عبد ربه منصور هادي, حينها شنت السعودية وشركاؤها من المذهب السني، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة ومصر والسودان، حملة قصف في مارس 2015 لإعادة حليفهم هادي إلى سدة الحكم.

وعلى الرغم من المحاولات العديدة لوقف إطلاق النار والهدنات، بيد أنه لم يتحقق أي منها.

قال عبد السلام، المتحدث باسم الحوثيين، الخميس أن اقتراح السلام الحالي للأمم المتحدة يتجاهل مطلباً رئيسياً للحوثيين وهو رفع الحصار الجوي والبحري الذي تفرضه السعودية، والذي يساعد المسؤولين لإلقاء اللوم جزئياً لتأجيج الأزمة الإنسانية في البلد, كما أن الحوار في ظل اطلاق النار والحصار ليس سوى تكتيك حرب قوي يعمل لصالح الخيار العسكري”.

تتراكم الضغوط بسبب النقص الهائل في تمويل الأمم المتحدة حيث حذرت الأمم المتحدة من أنها ستغلق برامجها الإنسانية الرئيسية في اليمن.

قال لوكوك إنه ما لم يتمكنوا من الحصول على دعم مالي إضافي بسرعة، سيتم إغلاق 31 من برامج الأمم المتحدة الـ 41 في البلد في الأسابيع القليلة المقبلة, وهذا قد يعني أن ما يصل إلى مليون نازح لن يتلقوا الإمدادات الأساسية وسيتم قطع برامج التغذية, مما يؤثر على 260 الف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد و 2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية المتوسط”.

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.