بقلم: وهيب الفيومي، ميريام بيلي

(موقع” راديو وتلفزيون بلجيكا- rtbf” الناطق بالفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش-سبأ)

أعلن اليمن عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا بين اوساط سكانه في محافظة حضرموت، جنوب البلد.

إن تأكيد ظهور الفيروس التاجي في هذا الجزء من العالم يثير العديد من المخاوف والعواقب الكارثية الوخيمة, نظراً لما تعانيه اليمن جراء خمس سنوات من الصراع المدمر الدائر فيها.

ومن جانبها, أشارت كلير ها دونج رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في اليمن, إلى المخاوف التي تعتلي السكان اليمنيين والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية جراء وصول الفيروس إلى هذا البلد الغارق في مستنقع من الأزمات.

“في اليمن، يعتمد حوالي ثلثي السكان على المساعدات الإنسانية , أي ما يعادل أكثر من 24 مليون يمني/ تصوير:  أسيا أحمد- وكالة الصحافة الفرنسية”

–         ما هو خطر انتشار الوباء في اليمن؟

عرجت رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في اليمن على مدى خطورة انتشار الوباء الذي ترى فيه خطراً محدق متربص بالسكان, حيث أن جميع سكان اليمن تقريباً يمكن اعتبارهم “في خطرحقيقي”, نظراً للكيفية التي تنتشر فيها الأوبئة الأخرى, مثل الكوليرا, والملاريا, وحمى الضنك, والحصبة والدفتيريا… فهذه الأوبئة تجعل من الناس في حالة يرثى لها, كما أن سوء التغذية المنتشر إلى حد كبير بين أوساط المدنيين، وذلك نتيجة لخمس سنوات من الحرب, لذلك لدينا في هذا البلد سكان ذو بنية صحية ضعيفة جدا، وهو أمر لا يبشر بالخير, بالإضافة إلى أن هؤلاء السكان ذو الحالة الصحية المتدنية لن يتمكنوا من الحصول على الرعاية الصحية الكافية في المستشفيات، نظراً لانهيار النظام الصحي الذي لن يكون قادرا على مواجهة انتشار هذا الوباء.

لقد جثا النظام الصحي في اليمن على ركبتيه بسبب احتدام العمليات القتالية, بمعنى أن البلد لن يتمكن من التعامل مع تبعات انتشار جائحة كوفيد-19, ناهيك عن كون   العاملون في القطاع الصحي في المناطق الشمالية من اليمن، لم يتقاضوا رواتبهم منذ خمس سنوات.

كما يفتقر البلد اليوم للحد الأدنى من الحفاظ على النظافة الصحية، لاسيما في مخيمات النازحيين, حيث لا يوجد صابون، ولا معدات حماية وقائية، حتى للعاملين في القطاع الصحي, وفي حال انفجار الوباء الفظيع والقاتل للغاية, فأن هذا هو خطر حقيقي اخر يتربص بهذا البلد.

–         ما هو فضاء احتواء هذا الانفجار؟

وفي بعض المناطق اليمنية، حاولت السلطات جاهدة لاتخاذ تدابير احترازية لاحتواء انتشار هذه كوفيد-19, ولكن هذه التدابير لا تزال محدودة جدا ومن المتوقع أن تكون فعاليتها محدودة, حيث أن هناك عدد قليل من الناس الذين يعيشون في منازلهم, وغالباً ما يعيشون في عائلات كبيرة الحجم, وهذه الروابط الاجتماعية القوية جدا، هي التي أبقت السكان المدنيين مستمرين على الرغم من الحرب والتدهور الاقتصادي، ولكنها لا تتوافق مع تدابير البعد الاجتماعي, لذلك نحن خائفون جدا من أن الفيروس سوف يتفشى.

وضعت المنظمات الإنسانية غير الحكومية العاملة في اليمن آليات لمواجهة جائحة “كوفيد-19″، لكنها تواجه قيوداً خطيرة في مزاولة عملها.

تشرح رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود الوضع في اليمن, حيث أشارت إلى أن المنظمة عملت على إنشاء مراكز خاصة بالفيروس التاجي, ولكنها محددة, فالأول في الجنوب في مدينة عدن، والثاني في المناطق الشمالية في صنعاء، لعلاج الاشخاص الذين يتطلب دخولهم المستشفى, وقد نفذنا تدابير عزل صارمة في جميع المستشفيات التي نعمل فيها، حتى لا تصبح مستشفياتنا أماكن ينتشر فيها الفيروس, كما اننا لا نزال نواجه الكثير من العقبات.

وهناك قيود إدارية وأخرى أمنية معتادة عند السفر إلى هذه المنطقة التي تعيش حالة حرب, ولكن هناك الآن تعقيدات جمة في الحصول على التعزيزات والمعدات من الخارج, فمنذ منتصف مارس، تم إغلاق مطارين في اليمن, لذلك لا يمكننا احضار اي شخص بعد الآن, كما لا يمكننا الحصول على تعزيزات من فرق اخرى, ومع إغلاق العديد من المطارات الأخرى في جميع أنحاء العالم، فإن مشكلتنا الكبرى هي أن نتمكن من الحصول على الأدوية والمعدات الطبية لدعم هذه الزيادة في الانشطة.

–          ما هي الأولوية اليوم؟

في مواجهة المخاطر المتنامية وصعوبة وضع استجابة مرضية، ناشدت رئيسة لمنظمة أطباء بلا حدود في صنعاء المجتمع الدولي, حيث قالت: “نحن نتفهم أن بلدان أوروبا قد تأثرت بشدة جراء هذه الأزمة, ولكن يجب علينا إعادة فتح الممرات الإنسانية على الأقل، حتى نتمكن من جلب المعدات والتعزيزات إلى بلد معدم مثل اليمن الذي يعتمد فيه ثلثي السكان البالغ عددهم 24 مليون شخص وفقاً للأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة على المساعدات الإنسانية الطبية والغذائية بشكل يومي.

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.