بقلم: بن هوبارد وسعيد البطاطي

( صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية, ترجمة: نجاة نور- سبأ)

بيروت- لبنان, أعلنت المملكة العربية السعودية أنها وحلفاءها سيلتزمون بوقف لإطلاق النار من جانب واحد في الحرب على اليمن ابتدءاً من ظهر يوم 9 من ابريل, حيث تعتبر هذه الخطوة بمثابة تمهد الطريق لإنهاء الصراع الوحشي المستمر منذ خمس سنوات.

قال مسؤولون سعوديون أن وقف إطلاق النار اتى لإتاحة الفرصة للبدء في محادثات السلام التي دعت اليها الأمم المتحدة، وايضاً بسبب مخاوف من انتشار فيروس كورونا في اليمن الذي يعتبر أفقر بلد في العالم العربي، واليوم اصبح يعاني من نظام رعاية صحية شبه مدمر جراء خمس سنوات من الحصار والصراع.

هذه البادرة هي الأولى من قبل أي حكومة متورطة في صراع مسلح لوقف الأعمال العدائية على الأقل جزئياً بسبب جائحة فيروس كورونا الذي أصاب العالم بصدمة. ومن جانبه, دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى وقف إطلاق النار الإنساني في جميع أنحاء العالم منذ أسبوعين بسبب انتشار الوباء.

في حين أن اليمن هي واحدة من الدول القليلة في العالم التي لم يعلن فيها عن حالة مؤكدة مصابة بالفيروس، لكن عمال الإغاثة يخشون من أن تفشي المرض هناك سيكون مدمراً للبلد التي مزقتها الحرب لسنوات، حيث تكافح السعودية نفسها لمنع انتشار الفيروس بما في ذلك داخل الاسرة المالكة.

قال المسؤولون سعوديون أن وقف إطلاق النار سيستمر لمدة أسبوعين وسيشمل الحلفاء العرب لهم والقوات التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والتي تم إسقاطها فعلياً في عام 2014 عندما اجتاحت الجماعة المسلحة المتحالفة مع إيران والمعروفة باسم “الحوثيين” على مناطق واسعة  شمال غرب البلد والعاصمة صنعاء.

تخوض السعودية وحلفاؤها الحرب منذ مارس 2015 لصد الحوثيين واستعادة الحكومة اليمنية، ولكن دون تحقيق أي نجاح يذكر.

قال مسؤولون سعوديون بشرط عدم الكشف عن هويتهم أنة لم يتم التشاور مع الحوثيين قبل إعلان وقف إطلاق النار واحتفظت المملكة بحق الرد إذا أطلق الحوثيون صواريخ على الأراضي السعودية.

لكن قبل الإعلان السعودي بوقت قصير، نشر مسؤول كبير في جماعة الحوثي وهو محمد علي الحوثي خطة تفصيلية من ثماني صفحات لإنهاء الحرب في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الأطراف المتحاربة تتنافس لإظهار اهتمام أكبر بالسلام من أعدائها.

عندما طرح التساؤل عن سبب قيام السعوديين فجأة وبعد خمس سنوات من الحرب باقتراح وقف لإطلاق النار على الصعيد الوطني، قالت إيلانا ديلوزيير، الباحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمختص بالشأن اليمني، أن السبب يمكن وراء انتشار هذا الوباء الذي يجتاح العالم, حيث أشارت إلى أن فيروس كورونا هو الجواب, لقد أثار الفيروس مخاوف الجميع في اليمن, ووصفت الإعلان السعودي بأنه “أكبر تنازل وأكبر إجراء لبناء الثقة قد قدمه السعوديون منذ بداية الحرب, وبدا أن السعوديين يستخدمونها كوسيلة لقياس استعداد الحوثيين للتفاوض, مضيفتاً: إنها حقاً حالة اختبار.

وهذا يعني أن النجاح الفوري لوقف إطلاق النار سيعتمد إلى حد كبير على امتثال الحوثيين، الذين لم يرد قادتهم فوراً على الإعلان السعودي.

فقد حققت قواتهم مكاسب ضد القوات اليمنية المدعومة من السعودية في الأشهر الأخيرة، مما قد يجعلها مترددة في تقديم تنازلات, لكنهم قد يرون فوائد للانخراط في عملية سلام، إذا شعروا أن هذا الاعلان يعترف بالقوة التي اكتسبوها خلال الحرب.

قال مسؤولون سعوديون أن الحكومة اليمنية التي يعيش معظم مسؤوليها في الرياض على نفقة المملكة، وافقت على وقف إطلاق النار أيضاً، لكن لم يصرح مسؤولون يمنيون للصحفيين عبر الهاتف لإعلان وقف إطلاق النار.

بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار كتب خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي، على تويتر أن المملكة ستمنح الأمم المتحدة 500 مليون دولار للعمل الإنساني في اليمن و 25 مليون دولار لمكافحة فيروس كورونا.

وعلى الرغم من هشاشة وقف إطلاق النار إلا أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث أشاد بالإعلان في بيان له مؤكداً إنه يجب أن تُخلق بيئة خصبة لبدء محادثات السلام, كما أشار إلى أنه يجب على الأطراف المتحاربة الآن الاستفادة من هذه الفرصة والإيقاف الفوري لجميع الأعمال العدائية بأقصى سرعة وإحراز تقدم نحو سلام شامل ومستدام.

حتى قبل تفشي الوباء، فقد صنفت الأمم المتحدة اليمن بأنها تعتبر أسوأ كارثة إنسانية من صنع الإنسان في العالم، حيث تواجه الغالبية العظمى من سكان البلد البالغ عددهم 28 مليون نسمة الجوع والمرض وأنواع الحرمان الأخرى.

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.