بقلم: موريل بارادون

( موقع “ار اف ايه- rfi” الفرنسي– ترجمة: وائل حزام- سبأ )

لم تسجل في اليمن رسميا حتى الان أية حالة مصابة بفيروس كوفيد-19, ولكن البلد يستعد للأسوأ عندما يكون النظام الصحي ضعيفا للغاية والحالة الإنسانية كارثية بالفعل.

مع انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد-19) في جميع انحاء العالم, لا تزال الحرب في اليمن تدور خلف أبواب مغلقة.

ففي 30 مارس تم قصف العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ أواخر العام 2014, حيث استهدفت مقاتلات التحالف العربي الداعمة للحكومة اليمنية، بغارات جوية العاصمة صنعاء وذلك بعد يومين من اعتراض صواريخ تم اطلاقهما من قبل الحوثيين صوب العاصمة الرياض.

 

 

 نظام صحي منهك:

فيما التزمت اطراف النزاع مؤخرا بإبرام هدنة للتعامل مع احتمال وصول وباء كوفيد – 19، الذي يؤثر بالفعل على المنطقة، قال محمد الشماع من منظمة “انقذوا الأطفال”، الغير حكومية والتي تتخذ من صنعاء مقرا لها “كيف يمكننا أن نستعد لمثل هذا الوباء اذا استمرت القنابل في السقوط على صنعاء.

فالنظام الصحي منهك بالفعل وقد دمرته خمس سنوات من الحرب, كما أن البنية التحتية الصحية في البلد تم تدميرها إلى حد كبير, في حين لا تزال صامدة بالفعل وتواجه العديد من الامراض مثل حمى الضنك واوبئة الكوليرا العادية, ناهيك عن سوء انتشار سوء التغذية, وفي حال ظهر فيروس (كوفيد – 19) فان “الأطفال لن يتمكنوا بعد الان من الحصول على ادويتهم في المستشفى, بالرغم من كونهم  في امس الحاجة اليه”.

عدد قليل من الفحوصات ونقص حاد في المعدات الطبية:

رسميا، لم يتم الإبلاغ عن أي حالة مصابة بفيروس كورونا المستجد في اليمن، ولكن تم اجراء 45 فحصا فقط للحالات المشتبه فيها وذلك وفقا لما تحدث به الدكتور عبد الحكيم الكحلاني، الاخصائي في علم الأوبئة والناطق الرسمي باسم اللجنة الفنية المشتركة لمواجهة “كوفيد – 19″، في العاصمة صنعاء, وقد تبين أن الفحوصات التي تم اجرائها كانت سلبية.

وفقا للكحلاني  فان الفحص صعب للغاية لأنه لا تتوفر سوى بعض مئات من اختبارات (PCR) البيولوجية في اليمن، سواء في المناطق الشمالية التي يسيطر عليه الحوثيين او في الجنوب الذي يسيطر عليه القوات الحكومية، فيما تلتزم منظمة الصحة العالمية بتوفير المزيد من الفحوصات وكذلك أجهزة التنفس ومعدات الحماية للعاملين في المجال الصحي، فجميعها بحاجة ماسة اليها.

لكن تسليم المعدات الطبية لا يزال معقدا بسبب الحصار الذي يضرب هذا البلد الذي يشهد حالة حرب, ففي الشمال، اغلق الحوثيون، ايضاً مطار صنعاء الذي كان يُستخدم بالفعل فقط لرحلات التابعة للأمم المتحدة وتوصيل المساعدات الإنسانية، كما اغلق الحوثيين، أيضا، المدارس كإجراء وقائي.

ومن الصعب أيضا توعية السكان في هذا البلد الذي يعد واحد من افقر بلدان العالم، بإيماءات العوائق الشهيرة ضد فيروس كورونا.

كيف يمكنك أن تتعلم غسل يديك عندما لا تتاح لك المياه النظيفة؟ وبالنسبة لـ محمد الشماع، فهو يرى ضرورة التركيز على اعلام السكان وتوزيع مستلزمات النظافة الصحية.

 

 

في عدن، الخوف يسيطر على السكان:

في مدينة عدن جنوب البلد، يخيم الخوف والقلق على السكان, ومن جانبها, أشارت كارولين سيغوين، مديرة برنامج الشرق الأوسط في منضمة أطباء بلا حدود التي لديها فرق موجودة تعمل في اليمن، ان “الخوف سيطر على السكان وقد تم تهديد بعض مديري المستشفيات بالقتل اذا استقبلوا مرضى مصابين بفيروس كورونا”, فالجميع يخلط بين فيروس كورونا وايبولا.

ولذلك، تعمل المنظمة الغير حكومية على انشاء مركز محدد خارج مدينة عدن لاستيعاب المرضى الذين يعتقد انهم مصابون بفيروس كورونا.

وفي عدن، بالإضافة إلى الافتقار التي تعاني منه البنية التحتية والمرافق الصحية فمن الصعب وضع استراتيجيات للتعامل مع وصول فيروس كورونا في غياب السلطة المحلية، وذلك وفق كارولين سيغوين التي قالت أن “المنطقة تحت سيطرة الحكومة، لكن معظم الوزراء يعيشون في المنفى في المملكة العربية السعودية”.

 

ففي بلد يعيش في حالة حرب ويعتمد نحو 80 % من سكانه على المساعدات الإنسانية، وبلد دمر نظامه الصحي، فان وصول فيروس كورونا سيكون له اثار مدمرة, ويتوقع الدكتور الكحلاني أن 70 % من السكان, أي نحو 21 مليون شخص يمكن أن يتأثرون.

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.