(موقع منظمة أوكسفام – oxfamsol”, ترجمة:أسماء بجاش-سبأ)

خلفت الحرب التي أطبق مخالبها على اليمن منذ خمس سنوات “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”, وذلك وفقاً للتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة, حيث أصبح اليوم زهاء 24 مليون يمني في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية الطارئة, منهم قرابة 10 ملايين شخص على شفا المجاعة, ومن جانبها, عملت منظمة أوكسفام منذ العام 2015 على تقديم المساعدة المنقذة للحياة لـ  3 ملايين شخص في 9 محافظات, وحتى في أكثر المناطق النائية في البلد, ولكن الاحتياجات المطلوبة لا تزال هائلة.

تفاقم الوضع بشكل مطرد منذ أواخر مارس 2015، عندما أعلنت دول التحالف العربي المنضوية تحت راية المملكة العربية السعودية بدء عمليات التدخل العسكري في اليمن والداعمة للحكومة اليمنية ضد معارضيها الحوثيين.

فبعد مرور 5 سنوات على تدهور الوضع الاقتصادي وانعدام الأمن الغذائي وانهيار النظام الصحي، لا يزال اليمنيون يعانون, في حين لا تزال رقعة الفقر في اتساع مستمر.

اليمن تعاني من نقص في المياه

عكفت منظمة أوكسفام وشركاؤها في اليمن على تزويد مليون شخص بالمياه النظيفة والصالحة للشرب من خلال الشاحنات وإصلاح أنابيب المياه التي دمرت بفعل الرصاص والقنابل جراء احتدام العمليات القتالية.

يعتبر مشروع تحلية وحدة المياه  في مدينة عدن أحد المشاريع الرئيسية للمنظمة والتي تحول مياه البحر إلى مياه صالحة للشرب لما يقرب من 3000 قروي, فهذا المشروع سمح لـناصر فقيه وحفيدته للحصول على المياه النظيفة مقابل مبلغ زهيد، في بلد تضاعف فيه سعر المتر المكعب منذ العام 2015.

ومن جانبه, يقول يقول ناصر, أن هذه المياه يتم استخدامها للشرب والطبخ وعمل الشاي, كما أنها مياه نظيفة وقبل كل شيء أرخص بكثير من تلك التي كانوا يشترونها من البائعين المتجولين الذين يأتون إلى قرية من وقت لأخر.

وهذا العام تخطط منظمة أوكسفام لتجهيز الوحدة بثلاثة أنابيب إضافية لتزويد عدداً أخر من القرى النائية.

الطاقة الشمسية في مواجهة نقص الكهرباء

المضخات اللازمة لتزويد المنازل بالمياه أصبحت اليوم خارج  مجال الخدمة جراء انقطاع التيار الكهرباء أو انعدام قطع الغيار أو الأضرار الناجمة عن القتال ولمعالجة هذا النقص، لذلك قامت أوكسفام بتركيب 3 أنظمة إمداد تعمل بواسطة الألواح الشمسية، كما هو الحال هنا في قرية المسيمر.

أشار منذر العطار، المهندس المختص ومصمم المشروع في منظمة أوكسفام, إلى أن الناس الذين يعيشون في هذه المنطقة يجدون صعوبات جمة في العثور على المياه الصالحة للشرب أو الطبخ, وبفضل هذا النظام، سنتمكن من ضخ المياه من عمق الأرض وتزويد القرى المحيطة, وهذا أمر أساسي لمنع انتشار الأمراض، مثل الكوليرا.

النظافة تشكل تحدياً بصورة يومية للنازحين

أشارت التقارير الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى وجود 4 ملايين نازح داخلي في البلد, لجأ معظمهم إلى ذويهم وأقاربهم, بينما يعيش آخرون في مخيمات مؤقتة، مثل سميحة علي التي هربت مع ابنيها من حرب العصابات والشوارع والقصف المتواصل على مدينة تعز.

واليوم تعيش سميحة مع ابنيها في مخيم تابع للمنظمة يضم 1000 شخص, حيث قامت  أوكسفام ببناء دورات للمياه هناك, كما تقوم المنظمة كذلك بنقل المياه بواسطة الشاحنات.

يواجه اليمن اليوم ضرورة مطلقة لمنع انتشار الأمراض شديدة العدوى مثل الكوليرا, خاصة في بلد شهد انتشار العديد من الأوبئة، بما في ذلك تلك التي تجاوزت حاجز المليون مصاب في العام 2018, وهو أسوأ انتشار للوباء منذ بدأه في العام 1949.

اقتصاد يلفظ أنفاسه الأخيرة

مع اندلاع الصراع الدائر في اليمن, فقد الملايين من الناس وظائفهم, ونتيجة لذلك، لم تعد لديهم الوسائل اللازمة والكافية لإطعام أنفسهم أو لعلاج أنفسهم، وهي حالة تفاقمت وتزداد جراء الصعوبات اللوجستية التي تواجهها جميع المنظمات غير الحكومية العاملة في البلد والمرتبطة بإيصال الأغذية والأدوية وغيرها من أنواع الإغاثة, ولمساعدة الأسر الأكثر ضعفاً، قامت أوكسفام على توزيع الأموال على 500 أسرة في محافظة لحج الجنوبية.

كان محمد علي سالم وزوجته وأطفالهما الذين فرو من الحديدة تاركين كل شيء وراءهم أحد المستهدفين من تلك الحملة, نظراً لكونهم أيضاً يعيشون في مخيم للنازحين، إلى جانب 300 أسرة أخرى ومن خلال هذه المساعدة غير المشروطة يمكنهم دفع تكاليف الرعاية الصحية والغذائية.

نصف الميزانية العمومية البلجيكية

واستجابة لنداءات التي أطلقتها الأمم المتحدة قدمت الحكومة البلجيكية الأموال للحد من انتشار الأوبئة مثل الكوليرا ومكافحة المجاعة, وفي مجلس الأمن أيضا، عملت بلجيكا على رفع القيود المفروضة على الوصول إلى المنظمات غير الحكومية والسماح لنا بالوصول إلى السكان الذين مُنعوا من التزود بالغذاء والماء بسبب القتال.

في فبراير المنصرم، علق إقليم فالونيا مبيعات الأسلحة إلى القوات الجوية السعودية، وانحنت لضغوط المنظمات غير الحكومية مثل أوكسفام, ومع ذلك، لا تزال الأسلحة تمر عبر ميناء أنتويرب البلجيكي ولا تزال حكومة والون تبيع الأسلحة للحرس الملكي والحرس الوطني السعودي، وهما مشكلتان رئيسيتان بحسب منظمة أوكسفام التي لا تزال تعكف على مواصلة الضغط على السلطات البلجيكية.

إن تقديم المساعدة الإنسانية ليس آمناً ولا بسيطاً بالنسبة للمنظمات غير الحكومية العاملة في الميدان, ولكن هذا الأمر بالغ الأهمية بالنسبة لليمنيين الذين أصبح بقائهم اليومي صعباً للغاية.

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.