الاحتجاج من أجل السلام في اليمن، سلوك جديد
بقلم: كاثي كيلي
( موقع “كامن دريمز”common dreams- الأمريكي- ترجمة: انيسة معيض- سبأ)
بينما يهدد “كوفيد-19″ بوقوع كارثة في اليمن الذي مزقته الحرب، فإن الأمر الأكثر أهمية هو رفع مستوى الوعي حول كيفية انهاء الحرب في البلد.
على مدى السنوات الثلاث الماضية، كان يجتمع عشرات من سكان نيويورك كل يوم سبت في ميدان الاتحاد، الساعة 11:00 صباحاً للقيام بوقفة احتجاجية من أجل السلام في اليمن.
والآن، من ناحية، بسبب الفيروس التاجي كورونا، توقفت الوقفة الاحتجاجية من أجل السلام جذرياً.
في الأسبوع الماضي، طُلب من المشاركين إقامة وقفات احتجاجية فردية في منازلهم, وخلال الوقفات الاحتجاجية العامة، سيقدم مشارك واحد أو أكثر الاحدث حول الأزمة الإنسانية في اليمن، والحرب المستمرة وتواطؤ الولايات المتحدة.
وإذا اجتمعت الوقفة الاحتجاجية من أجل السلام في ميدان الاتحاد في موعدها المحدد، فمن المؤكد أن النشطاء سيلفتون الانتباه إلى كيفية أن المسؤولون الأتراك وجهوا الاصابع الاتهام إلى 20 سعودياً بقتل الكاتب المعارض جمال خاشقجي.
تشير التحقيقات من الجانب التركي في قضية الاغتيال هذه بأصابع الاتهام إلى ضلوع 18 شخصاً وتسمية اثنين من المسؤولين للتحريض على القتل, أحدهم، اللواء أحمد العسيري، المقرب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي كان يشغل منصب نائب رئيس المخابرات في ذلك الوقت.
تبرهن العديد من التقارير الإخبارية على مدى السنوات الخمس الماضية نمطاً من رد العسيري على الاستفسارات حول الهجمات العسكرية التي تشنها قوات التحالف بقيادة السعودية ضد اهداف مدنية بتصريحات مضللة وإنكار صريح ومحاولات للتستر.
على سبيل المثال، في 30 أغسطس 2015, وفقاً لمنظمة هيومن رايس ووتش، شن التحالف السعودي غارة جوية على مصنع تعبئة مياه الشام في ضواحي مدينة عبس بمحافظة حجة، شمال اليمن, حيث دمرت الغارة المصنع وقتلت 14 عاملاً، بينهم ثلاثة صبية وأصابت 11 آخرين.
وفي وقت لاحق من نفس اليوم, قال العسيري لرويترز إن المصنع لم يكن مصنع تعبئة للمياه، بل مكاناً يقوم فيه الحوثيون بتصنيع عبوات ناسفة, لكن جميع الأفراد الذين قابلتهم هيومن رايس ووتش اجمعوا على ما يلي:
المصنع يستخدم لتعبئة المياه ولم يتم استخدامه لأي أغراض عسكرية … وقد توجهت مجموعة من الصحفيين الدوليين إلى موقع الانفجار بعد يومين من وقوع الغارة وصرحوا أنهم لم يتمكنوا من العثور على أدلة على أي أهداف عسكرية في المنطقة, وقالوا إنهم فحصوا الموقع بدقة والتقطوا صوراً ومقاطع فيديو لأكوام من العبوات البلاستيكية المحروقة ذابت دفعة واحدة من حرارة الانفجار, ولم يتمكنوا من العثور على أي دليل على أن المصنع كان يستخدم لأغراض عسكرية.
في هذه الأثناء، كان اليمنيون يحاولون يائسين مواجهة ارتفاع حالات الكوليرا بسبب نقص المياه النظيفة.
في أكتوبر 2015, عندما أعلن شهود العيان أن طائرات التحالف بقيادة السعودية دمرت مستشفى في شمال اليمن تديره منظمة أطباء بلا حدود، قال العسيري لرويترز إن طائرات التحالف كانت تشن غارة على محافظة صعدة ، لكنها لم تقصف المستشفى.
وفي 15 أغسطس 2016, استهدفت حملة قصف بقيادة السعودية مرة أخرى مستشفى في شمال اليمن تديره منظمة أطباء بلا حدود, سقط خلالها 19 شخصا.
تم قصف مستشفى عبس بعد يومين من الغارات الجوية السعودية التي قصفت مدرسة في شمال اليمن، مما أسفر عن مقتل عشرة طلاب وإصابة العشرات.
ومع ذلك، استمر المسؤولون السعوديون في الإصرار على أنهم قصفوا أهدافاً عسكرية فقط, وتعليقاً على الهجوم الذي استهدف المدرسة, قال العسيري أن الأطفال القتلى دليل على أن الحوثيين يجندون الأطفال ويستخدمونهم كحراس ومقاتلين, كما قال” كنا نأمل أن تتخذ منظمة أطباء بلا حدود إجراءات لوقف تجنيد الأطفال في الحروب بدلاً من البكاء عليهم في وسائل الإعلام”.
وفي واحدة من أكثر الهجمات دموية للحرب، في 8 أكتوبر 2016, قصفت الطائرات المقاتلة بشكل متكرر قاعة مليئة بالمشيعين خلال جنازة مسؤول في العاصمة صنعاء, قتل على أثرها 140 شخصا على الأقل وأصيب 550 آخرون.
ومن جانبه, أشار العسيري، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية، إلى أن هناك أسباباً أخرى للانفجار، وذكر فيما بعد أن التحالف لم يقم بأي غارات بالقرب من القاعة, ولكن مسؤولي الأمم المتحدة الغاضبين، المدعومين بمقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، أصروا على أن الغارات الجوية قد اودت بحياة المعزين.
لقد انحازت الولايات المتحدة بشكل متواصل إلى الرياض، حيث عملت على تزويدها بالأسلحة وتدريب قواتها المسلحة والتغطية عليها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة, لكن وكالة “ديفينس ون”، وهي وكالة أنباء أمريكية تقديم أخبار وتحليلات لقادة الأمن القومي وأصحاب المصلحة، أصدرت مؤخراً توبيخاً شديدا لولي عهد المملكة محمد بن سلمان, واستنكروا “البغض الإنساني الذي كشفت عنه حرب الرياض في اليمن” كما وصفوا قيادته بأنها “تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط مثل منافستها الإيرانية”, وحثت الوكالة واشنطن على التوقف عن التمكين “سلوك الرياض المتهور”.
إن اتهام تركيا لـ 20 مواطناً سعودياً بالقيام بعملية القتل وإصرارهم على تحمل العسيري المسؤولية قد يساعد في تحريك محكمة الرأي العام للوقوف في وجه كل الدعم لحرب المملكة المستمرة في اليمن, وعلى وجه الخصوص الآن، مع التركيز الشديد على الرعاية الصحية الأمريكية، حان الوقت للاعتراف أنه في السنوات الخمس الماضية قصفت غارات التحالف الجوية المدعومة من الولايات المتحدة مرافق الرعاية الصحية اليمنية 83 مرة, وبينما يهتم الآباء هنا بالأطفال أثناء إغلاق المدارس، يجب تذكيرهم أنه منذ 13 ديسمبر 2018, كان يقتل أو يصاب بمعدل ثمانية أطفال يمنيين كل يوم, كما أن معظم الأطفال الذين قتلوا كانوا يلعبون بجانب البيت مع أصدقائهم أو كانوا في طريقهم إلى المدرسة أو عائدين منها.
ووفقاً لمشروع بيانات اليمن، فقد قتل أو جرح أكثر من 18400 مدني على يد السعودية وحلفائها الخليجيين منذ بداية حملة القصف في عام 2015.
لدى قادة الأمن القومي الأمريكي وأصحاب المصلحة في الحرب، وهم يخضعون للحجر الصحي في منازلهم، فرصة استثنائية لوضع معيار جديد والاشتراك مع الوقفة الاحتجاجية من أجل السلام في اليمن فعلياً, وقد ينضم البعض إلى طلاب جامعة ييل في 9 أبريل، من شروق الشمس إلى غروبها، في يوم الصيام الوطني من أجل السلام في اليمن, حيث يدعوننا للتعهد بدعم أطباء بلا حدود ومجموعات الإغاثة الأخرى في اليمن.
* كاثي كيلي ناشطة في منظمة اللاعنف.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.