تصعيد عسكري من نوع اخر للعدوان على اليمن
بقلم: احمد عبدالكريم
منذ أن بدأت جائحة فيروس كورونا، انخرطت المملكة العربية السعودية في عدد من الممارسات المشكوك فيها التي يخشى اليمنيين من أن الرياض قد تحاول عمداً نشر الفيروس.
بدأت الحرب العسكرية في اليمن في 26 مارس 2015, لكنها على وشك أن تتخذ بعداً آخر اكثر تعقيداً حيث تتصارع اليمن مع أنظمة الرعاية الصحية المدمرة بالفعل.
وهاهي الان تشهد تصعيد عسكري سعودي جديد وسط تهديد يلوح في الأفق لتفشي فيروس كورونا, حيث يهدد هذا الوباء السكان الذين يكافحون انتشار غير مسبوق للمجاعة والأوبئة والأمراض.
أعلن التحالف الذي تقوده السعودية عن عملية عسكرية جديدة استهدفت ثلاث مدن يمنية رئيسية وهي صنعاء والحديدة وصعدة.
تعرضت صنعاء لأكثر من عشر غارات جوية استهدفت مزرعة لتربية الخيول العربية في جنوب شرق صنعاء، مما أسفر عن مقتل 70 حصاناً وإصابة الكثير, وقتل وأصيب عدد من الفرسان ومربي الخيول في الهجوم, كما استهدفت الغارات حي عطان المأهول بالسكان المدنيين ومطار صنعاء الدولي.
في الحديدة، قصفت الطائرات الحربية السعودية مركز الحجر الصحي الذي تم إعداده لاستقبال الحالات المحتملة اصابتها بفيروس كورونا, كما دمرت الضربات آبار للمياه في جزيرة كمران والتي قيل إنها تعرضت للقصف بثلاث قنابل أمريكية الصنع.
الابار التي تم قصفها كانت توفر المياه النظيفة لأكثر من 10 ألاف شخص, كما استهدفت الغارات الجوية منشآت مدنية في منطقتي الجاح و الصليف, أدت الى سقوط عدداً من الضحايا ودمرت البنية التحتية المدنية التي تم اعادة بناؤها بعد الهجمات السعودية السابقة.
تعهد أنصار الله، الجناح السياسي للحوثيين في اليمن، القوة الرئيسية التي تقاتل لصد القوات السعودية بـ “رد فعل مؤلم”، مشيرتاً إلى أن الغارات السعودية تعد تصعيد خطيراً سيكون الرد علية قصف منشآت حيوية في العمق السعودي، بما في ذلك الأهداف الاقتصادية الحساسة.
استهدف الجيش اليمني الموالي للحوثيين ما أسموه المواقع الاستراتيجية والحساسة في العاصمة السعودية الرياض ونجران وجيزان بواسطة سرب من الطائرات بدون طيار المصنعة محلياً والصواريخ البالستية رداً على الغارات الجوية السعودية التي استهدفت الجوف، مأرب وصعدة الأسبوع الماضي.
بالإضافة إلى القصف الجوي السعودي المتواصل والحصار المفروض على البلد تجتاح اليمن موجات من الأوبئة مثل الدفتيريا والكوليرا وحمى الضنك وإنفلونزا الخنازير والملاريا، مما يجعل من المستحيل على اليمنيين مواجهة وباء مثل فيروس كورونا الذي يجتاح العالم.
وبالنسبة لليمنيين الذين لا يحصلون إلا على القليل من الرعاية الصحية أو لا يحصلون عليها اطلاقاً، فإن جائحة مثل هذه تشكل مصدر قلق إضافي لحياتهم الغير مستقره.
ومن أجل التصدي لجائحة كورونا، رحب الحوثيون بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس لوقف إطلاق النار في البلد الذي مزقته الحرب.
ومن جانبه, قال رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط: “نرحب بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، نؤكد مجددا استعدادنا للتعامل مع جميع مبادرات السلام من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل, ونحن على استعداد للتعاون للانتقال من مرحلة الحرب إلى السلام”.
وحث جوتيريس الأطراف المتحاربة في اليمن على العمل مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث لتحقيق اتفاق وطني، قائلاً: “الحل السياسي هو السبيل الوحيد لحل شامل ومستدام للصراع في اليمن”.
على الرغم من أن تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية، قال إن التحالف يدعم جهود غريفيث في اليمن، فقد شنت الطائرات الحربية السعودية أكثر من 100 غارة جوية منذ صدور بيان جوتيريس, استهدفت خلالها مناطق مأهولة بالسكان في كلاً من الجوف ومأرب والمناطق الحدودية اليمنية.
ـ استخدام كوفيد -19 كسلاح
علاوة على ذلك، اتهمت السلطات في وزارة الصحة اليمنية في صنعاء, السعودية بمحاولة نشر فيروس كورونا عمداٌ، حيث أسقطت الطائرات الحربية السعودية يوم الاثنين صناديق تحتوي على كمامات في منطقة الأهلي بمحافظة الحديدة وبني سعد والطويلة في محافظة المحويت ونقم في صنعاء.
لم يكن عدد الأقنعة مهماً, فما كان مريباً سقوطها في مناطق مكتظة بالسكان، مما تسبب في حالة من الذعر والهلع المتوقع بين المواطنين اليائسين الذين اقتحموا جميع المواقع من اجل حماية انفسهم.
تتهم السلطات اليمنية الحكومة السعودية بإثارة الذعر عمداً بين اليمنيين من أجل تشجيعهم على كسر المبادئ التوجيهية للعزل الاجتماعي والتعجيل بانتشار الفيروس.
فلو أرادت السعودية تقديم المساعدة حقاً لليمنيين كما يقولون، كان من الممكن القيام بذلك من خلال القنوات الرسمية للأمم المتحدة.
قال بعض السكان لـ “مينت برس” أنهم يخشون أيضاً أن تكون الأقنعة ملوثة بالفيروس، فيما حذر المسؤولون اليمنيون السكان من توخي الحذر من المعدات المجانية التي يقدمها التحالف السعودي.
قالت وزارة الصحة إن السعودية أيضاً تحاول نشر الفيروس عن طريق ترحيل اليمنيين من السعودية بأعداد كبيرة، وهي ممارسة حسب اقوالهم انها بدأت الشهر الماضي عندما كان الوباء متفشيا.ً
بالإضافة إلى ذلك، سمح التحالف الذي تقوده السعودية لأربع طائرات ركاب للهبوط في اليمن الأسبوع الماضي وعلى متنها 1000 راكب, وذلك في الوقت الذي أوقفت فيه معظم دول العالم رحلاتها في محاولة لاحتواء الوباء, يُذكر انه لدى التحالف سيطرة شبه كاملة على المجال الجوي اليمني.
قال أنصار الله إن التحالف الذي تقوده السعودية – والذي فرض حصاراً شاملاً على البلاد – سيكون مسؤولاً عن الانتشار المحتمل لفيروس كورونا في اليمن, ومن جانبه, قال القيادي في جماعة انصار الله محمد الحوثي على تويتر أن “أولئك الذين يقتلون اليمنيين بأسلحتهم لن يترددوا في القتل من خلال وسائل أقل تكلفة”.
يعتقد الكثير من اليمنيين أن التحالف الذي تقوده السعودية لن يتردد في نشر الفيروس عمدا في اليمن، خاصة بعد أن فشلت حملتهم العسكرية الدموية التي استمرت خمس سنوات والتي لم يحصدوا خلالها اي انتصار.
من جانبها الولايات المتحدة الامريكية صعبت الوضع الصعب في الاصل والذي يعيشه اليمنيون, فبحسب مسؤولين يمنيين وقادة الأحزاب السياسية الذين تحدثوا إلى الـ مينت برس، فإن الداعم الأساسي للسعودية في حربها على اليمن هي الولايات المتحدة والتي سوف تقوم بخفض تمويلها لمساعدات اعمال الإغاثة في اليمن, بينما يشدد ناشطوا حقوق الإنسان أنه إذا لم تصل المساعدة الإنسانية والطبية لليمن قريباً وبكميات كبيرة، فسيكون انتشار فيروس كورونا في البلد سريعاً وقاتلاً.
فقد اعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً خفض مساعدته لليمن وأوقف حوالي 70 مليون دولار تستخدم لتمويل برامج الرعاية الصحية في البلد على الرغم من نداءات المنظمات غير الحكومية والجماعات الإنسانية وحتى أعضاء الكونجرس لتأجيل القرار بينما تستعد البلد لمحاربة تفشي الوباء.
ـ هل اليمن مصاب بالفعل؟
حتى الآن، لا توجد حالات مؤكدة رسمياً لـكوفيد – 19 في اليمن؛ ومع ذلك، قال مسؤولون في جماعة أنصار الله لـ “مينت برس” أنهم سجلوا حالات بالقرب من الحدود السعودية وجنوب اليمن، ومع ذلك، لم تتمكن “مينت برس” من التحقق من هذه الادعاءات بشكل مستقل.
وبحسب أنصار الله، أصيب ما لا يقل عن عشرة من المسلحين التابعين للسعودية في جبهة ميدي بالقرب من محافظة حجة بفيروس كورونا، ولكن لم يتم تأكيد هذه الأرقام رسمياً من قبل الهيئات الطبية.
ومن جانبها, اتخذت السلطات اليمنية بالفعل إجراءات وقائية عن طريق إغلاق المنافذ الخاضعة لسيطرتها ومنع التجمعات العامة، فمن المرجح أن يتم التغلب عليها بسرعة إذا كان هناك تفشي للفيروس، لأنها تكافح بالفعل للحفاظ على الخدمات الأساسية في ظل الحصار السعودي المستمر والهجمات القاسية على مدى الخمس السنوات الماضية.
تعتبر العاصمة صنعاء، على وجه الخصوص، والتي يعيش فيها أربعة ملايين شخص، بما في ذلك 1.5 مليون نازح من المحافظات الاخرى، عرضة بشكل خاص لانتشار المرض, فالمدينة مكتظة بالسكان وتعاني من نقص حاد في خدمات الصرف الصحي والبنية التحتية المدنية التي تم تدميرها على مدى خمس سنوات من الحرب.
قُتل أكثر من 100 ألاف شخص في اليمن منذ يناير 2016, وفقاً لتقرير صادر عن مشروع بيانات النزاع المسلح، فيما يخشى الأطباء اليمنيون أنه إذا لم يتم احتواء فيروس كورونا، سيتضاعف هذا الرقم في غضون أيام.
مع انشغال العالم بعدد الحالات والوفيات العالمية التي يحصدها فيروس كورونا، في اليمن يلقى أكثر من 10 ألاف شخص حتفه كل عام نتيجة لتفشي الأمراض والأوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك وغيرها، معظمهم من الأطفال.
إذا كان المرء قد استطاع تفادي الموت بسبب الحرب أو المرض، فسيواجه الآن احتمال الموت لا محاله اذا اصيب بفيروس كورونا، في بلد يحتاج 19.7 مليون شخص فيه إلى الرعاية الصحية الأساسية، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ـ شُل نظام الرعاية الصحية في اليمن بسبب سنوات من الحرب:
قد تكون البلدان التي لديها أنظمة رعاية صحية قوية قادرة على مقاومة الفيروس، إلى حد ما على الأقل، ولكن الحصار المستمر وقصف البنية التحتية المدنية وخاصة المستشفيات، قد شل النظام الصحي في البلد، مما جعله غير قادر على التعامل حتى مع أبسط احتياجات السكان الصحية.
علاوة على ذلك، أصبح من الصعب الحصول على العلاج واللوازم الطبية، بما في ذلك أجهزة التنفس والمعقمات الطبية وأدوات التنظيف، منذ أن اغلق التحالف بقيادة السعودية مطار صنعاء الدولي في أغسطس 2016.
عملت الرياض على فرض حصار على ما يعتبر بالأصل واحد من أفقر البلدان على وجه الأرض وفرض سيطرة صارمة على جميع جوانب الحياة في اليمن, حيث فرض الحصار قيودا على حركة التنقل في البلد، مما يعني أن من يحدد دخول كلاً من الإمدادات الطبية والسماح لطواقم أفراد الطوارئ الطبية من الوصول هي السعودية.
في الواقع، اصبحت الحياة لشعب اليمن بشكل تام تحت الحصار و مصيرهم بالكامل تقريباً في أيدي السعودية.
أن معظم الخدمات الصحية حول العالم تغلب عليها فيروس كورونا، فإن الاستهداف المتعمد والهجمات على مرافق الرعاية الصحية في اليمن على مدى السنوات الخمس الماضية زاد الامر سوءاً, حيث دمر التحالف بقيادة السعودية 385 مستشفى ومرفق صحي, فمعظم المرافق المتبقية البالغ عددها 300 في البلد إما مغلقة أو بالكاد تعمل.
المنظمات الدولية، التي اصبحت بلدانها تعاني بالفعل من الوباء، لن تفعل الكثير لتوفير الأدوية والإمدادات الطبية اللازمة لمساعدة اليمن على مواجهة كوفيد -19.
ـ وفقاً لمركز عين الإنسانية لحقوق الإنسان والتنمية في اليمن, دمرت أكثر من 250000 غارة جوية للتحالف بقيادة السعودية:
– 8610 منشأة خدمية.
– 15 مطارا.
– 6404 أهداف متعلقة بخدمات النقل.
– 866 متجراً للأغذية.
– 387 محطة وقود.
– 668 سوقاً محلياً.
– 736 شاحنة كانت محملة بالطعام.
كما أفاد التقرير الصادر عن المركز، بمناسبة الذكرى الخامسة للحرب أنه تم قصف:
– 16 ميناء.
– 297 محطة كهرباء ومولدات كهربائية.
– 19900 خزانات وشبكات مياه.
– 1953 منشأة حكومية.
علاوة على ذلك، تم تدمير أو إتلاف ما لا يقل عن 458061 منزل.
ـ اولاً المجاعة و الآن الجائحة:
وفقا للأمم المتحدة ، فإن أولئك الذين يعانون من سوء التغذية هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا واليمن تعيش أسوأ مجاعة في العالم., بالإضافة إلى أن 22.2 مليون يمني بحاجة ماسة للغذاء، بما في ذلك 8.4 مليون مهددون بالموت جوعاً.
وبحسب المنظمة العالمية، يعاني اليمن من اسوء مجاعة منذ أكثر من 100 عام نتيجة للحرب التي قادتها السعودية بدعم من الولايات المتحدة.
استهدف التحالف الذي تقوده السعودية سبل المعيشة في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء في اليمن، وقصف المزارع، والأنظمة الغذائية، والأسواق ، ومرافق المياه، والبنية التحتية للنقل، وحتى مكاتب الإرشاد الزراعي.
أما في المناطق الساحلية، تم استهداف قوارب الصيد ومرافق تجهيز الأغذية وتخزينها مما أدى إلى تقويض سبل العيش للسكان وتعطيل إنتاج الغذاء المحلي مما اجبرهم على الفرار إلى المدينة.
الآن، يتخطى مستوى انعدام الأمن الغذائي في اليمن ليشمل 70 بالمائة من السكان, كما أن 50 بالمائة من الأسر الريفية و 20 بالمائة من الأسر الحضرية يعانون من انعدام الأمن الغذائي، أي ما يقرب من ثلث اليمنيين ليس لديهم ما يكفي من الغذاء لتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية.
أصبح الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن والتقزم مشهداً مألوفا و متكرراً، خاصة في المناطق الريفية.
ـ دمرت القنابل الأمريكية المتطورة التي أسقطتها طائرات التحالف بقيادة السعودية ما لا يقل عن”
– 1834 مضخة ري
– 109 آبار ارتوازية وسطحية.
– 1170 شبكة ري حديثة.
– 33 وحدة ري بالطاقة الشمسية.
– 12 حفاراً.
– 750 من الالات و المعدات الزراعية.
– 940400 مزرعة.
– 7531 احتياطياً زراعياً.
– 30 مشتل إنتاجي.
– 182 مزرعة دواجن.
– 359944 خلية نحل.
كما دمرت الهجمات السعودية ما لا يقل عن:
– 45 منشأة مائية (سدود وحواجز وخزانات) بشكل كامل, وما لا يقل عن 488 بشكل جزئي, بما في ذلك سد مأرب التاريخي.
حتى 20 مارس 2020 استهدفت الهجمات السعودية جميع موانئ تفريغ الأسماك في اليمن، كما تم تدمير ما لا يقل عن:
– 220 قارب صيد.
قتل 222 صياداً.
ووفقاً لوزارة الثروة السمكية اليمنية، فإن هذا يؤثر على حياة أكثر من مليوني شخص يعيشون في المدن والقرى الساحلية.
علاوة على ذلك، تسببت الحرب التي ألحقت دمارا باقتصاد اليمن الهش بالفعل في فقدان الآلاف من اليمنيين لوظائفهم, حيث أوقفت العديد من الشركات المحلية والأجنبية اعمالها في البلد, وبحسب وزارة الشؤون الاجتماعية اليمنية، هناك أكثر من 5 ملايين شخص بدون عمل.
حتى الآن، لم يتم دفع رواتب العاملين في القطاع العام بانتظام منذ بدء الحرب، وسيطرت المملكة العربية السعودية على البنك المركزي اليمني، مما جعل السكان الفقراء الاكثر عرضة لخطر الوقوع ضحية للأوبئة و الامراض.
صحيح أن الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا، تجعل مصلحة مواطنيها أولاً ومشاكلهم وتحدياتهم.
ومع ذلك، فإن هذه الدول تقدم الدعم للرياض على جميع المستويات، بالرغم من كون هذا الدعم يساعد في انهيار القطاع الصحي في اليمن بالتزامن مع تفشي أسوأ جائحة في التاريخ الحديث.
5 ابريل 2020 (موقع “- mintpressnews منتبرس نيوز” الانجليزي, ترجمة: نجاة نور- سبأ)
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي موقع (السياسية).