بقلم: آن بينيديكت هوفنر

( صحيفة “لاكروا” الفرنسية– ترجمة : وائل حزام– سبأ)

ما هو النداء الذي اطلقته الأمم المتحدة؟

“عضب الفيروس يوضح جنون الحرب”, اذا، مع تزايد اعداد ضحايا كوفيد 19 فيروس “كورونا”, دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في 23 مارس الى وقف فوري عالمي لإطلاق النار في جميع انحاء العالم, وقال ان الوقت قد حان لوضع حد للسيطرة على الصراع المسلح والتركيز معا على المعركة الحقيقية من اجل حياتنا و ان وقف اطلاق النار امر بالغ الأهمية من اجل المساعدة على انشاء ممرات إنسانية, ومن اجل فتح نوافذ ثمينة لحل النزعات بالطرق الدبلوماسية واستعادة الامل في الأماكن الأكثر تضررا”.

ان وقف الاعمال العدائية هو الامر الوحيد الذي يمكن ان يسمح للمنظمات الإنسانية بالعمل في البلدان التي وصلت اليها النظم الصحية في الغالب الى “مرحلة الانهيار التام”، حيث يعتبر العاملين في مجال الصحة “بانهم أهدافا”.

ما هي العواقب ؟

في اليوم نفسه, دعت قوات سوريا الديمقراطية– المتحالفة مع الولايات المتحدة الأميركية في الحرب ضد داعش– جميع اطراف النزاع السوري الى الامتناع عن أي مبادرة او عمل عسكري.

وفي اليوم التالي, تعهدت حركة قوات الدفاع في جنوب الكاميرون (سوكادف) لوقف الاعمال العدائية اعتبارا من 29 مارس ولمدة أربعة عشر يوما.

وفي الفلبين, اصدرت الأوامر الى مقاتلي الجيش الشعبي الجديد – الجناح المسلح للحزب الشيوعي الفلبيني– بـ ” وقف الهجمات والانتقال الى موقع دفاعي حتى الـ 15 من ابريل “.

ان النداء الذي اطلقه الأمين العام للأمم المتحدة تم الاستماع اليه في اليمن, البلد الذي دُمر بعد خمس سنوات طويلة من الحرب, حي قالت الحكومة اليمنية المدعومة من قبل التحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية, ان “الوضع السياسي والاقتصادي والصحي في اليمن يتطلب وقف جميع التصعيد وتضافر الجهود الدولية والإنسانية للحفاظ على حياة المواطنين, كما قال الحوثيين المدعومين من ايران, انهم “منفتحون على جميع الجهود والمبادرات “.

لا ينبغي استبعاد الطابع الانتهازي وحتى الخطابي البحت في بعض هذه التصريحات, فبدون شك، ان هذا هو الحال الذي وصل اليه اليمن, حيث وصل المتحاربين الى مرحلة “الاستنفاذ المتبادل” وذلك بحسب ما أشار اليه ميشيل دوكولوس, المستشار الخاص في معهد مونتين الفرنسي (مركز أبحاث وسطي)، والذي قال وحتى في سوريا اصبح النظام غير مستعد لاستئناف الهجوم على ادلب”.

هناك عنصر اخر من عناصر السياق : ايران وسوريا شرعتا في حملة قوية للمطالبة برفع العقوبات الدولية عليهما.

وبدوره يقول السفير الفرنسي السابق في سوريا، ميشيل دوكلوس انه “لا يمكنهم (سوريا وايران) التحدث بهذه اللغة والاحتفاظ بالصراع “.

كيف يمكن دعم هذه الدعوة ؟

بدون التضليل او الحديث حول صدقه ودوافعه, يتساءل البعض عن إمكانية إعطاء هذه الدعوة مضمون “لهذا النوع من هدنة الله الحديثة”، وذلك على حد تعبير السفير السابق لسوريا الذي قال انه ” يمكن ان يكون ذلك من خلال أجهزة المراقبة مثلما اعتادت الأمم المتحدة, وللقيام بذلك سيتعين على أعضاء مجلس الامن استئناف الحوار فيما بينهم والتأكد من ان مراحلهم المحلية تنفذ التزاماتهم “.

في الواقع، وفقا لدبلوماسي نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس برس”: “تم توزيع مشروع قرار بين الأعضاء الخمسة الدائمين حول تأثير كوفيد – 19 على حالات السلام والامن على جدول اعمال مجلس الامن.

ومن جهة أخرى, كتب الرئيس الفرنسي ايمانيويل ماكرون في 26 مارس على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”, انه “يحضر مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ودول أخرى مبادرة جديدة مهمة لمواجهة ازمة كوفيد – 19”.

وبالنسبة لعالم السياسية والأستاذ في معهد العلوم السياسية في بارس، بيرتراند بادي، فان الدعوة التي اطلقها الأمين العام للأمم المتحدة تهمل جانبا اساسيا من الصراع الحالي وهي : “اللامركزية” الكبرى, ويضيف “باستثناء سوريا وليبيا والحالة الأفغانية, فان النزاعات الجديدة تتصرف قليلا ممثل هذا الفيروس الجديد: فالعدو لم يعد اماميا ولكنه ضعيف الهوية وغير مرئي وبالتالي لا يمكن السيطرة عليه من قبل الدبلوماسية الدولية”.

وفي رايه ينبغي ان يفهم هذا التعبير عن ” هدنة الله ” فقط بمعني “مجازي جدا “: فهو نداء تطلقه ” سلطة أخلاقية اكثر من سلطة سياسية وفي سياق كان يمكن اعتباره بمثابة الالفية في العصور الوسطى وبالتالي دفعت الى البداية “.

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.