“هذه احدى نتائج ازمة فيروس كورونا، ومنذ عدة أسابيع يخوض العالم معركة أخرى وهي معركة النفط”

 

( موقع”فرانس انفو-  franceinfo”الفرنسي- ترجمة: وائل حزام– سبأ )

 

انخفض سعر برميل النفط إلى حد كبير ليصل سعره إلى ما بين 25 و 30 دولار، فالمملكة العربية السعودية وروسيا يناوران، بينما الدول المنتجة الأخرى تراقب الضربة وتراجع ميزانيتها جراء هذا الانخفاض … فما الذي سيحدث في بلد الذهب الأسود؟

 

إن اول شيء يجب قوله هو أن وباء فيروس كورونا قلل بشكل كبير من الحاجة إلى النفط.

 

فقد توقفت الصين عن الإنتاج منذ شهرين واليوم يعيش العالم بأكمله في خمول ويشتري كميات قليلة من النفط, فعلى سبيل المثال: الطائرات لم تعد تحلق, حيث وأن قطاع الطيران يستهلك 8 % من الاستهلاك العالمي للنفط.

 

لذلك فان الطلب على شراء النفط قد قل, لكن من ناحية أخرى، يوجد في الوقت الحالي دائما الكثير من النفط في السوق وذلك لان روسيا والسعودية المنتجين الكبار للنفط، رفضوا تخفيض انتاجهم للنفط في أوائل شهر مارس  الجاري.

 

حرب أسعار لا يستفيد منها أحدا:

 

إن الروس ليسوا بحاجة إلى حوالي 40  دولار  للبرميل الواحد من النفط من أجل موازنة ميزانياتهم وليس السعوديون من يحتاج إلى 80 دولار للبرميل الواحد من النفط من أجل موازنة ميزانياتهم, وليس الاميركيون الذي يحتاجون إلى 50 دولار للبرميل الواحد من النفط من أجل موازنة ميزانياتهم، وهو ما يعادل سعر تكلفة استغلال الغاز الصخري وليس هناك مصلحة لجميع الدول الأخرى المنتجة للنفط التي ستعاني اقتصاديا اذا انهار سعر النفط .

 

دعونا نفكر في الجزائر وفنزويلا وأيضا نيجيريا، اول منتج افريقي اعلن للتو عن تخفيضات في ميزانيته ليتجاوز ويتجنب ازمة اقتصادية خطيرة للغاية .

 

اذا لم يكن هناك مصلحة لدى أي شخص من انخفاض سعر النفط، فلماذا روسيا والسعودية لا يستمعون لبعض؟ انها في الأساس قصة غرور.

 

فروسيا لم يعجبها الطريقة التي ارادت بها السعودية فرض هذا الانخفاض من الإنتاج, حيث وجد الرئيس الروسي فلادمير بوتن أن بلاده لم يكن عليها الرد على نوع ما من الإنذار السعودي، خاصة وأنها قللت من أثر فيروس كورونا Covid-19 على المدى الطويل.

 

ومع تصعيد روسيا، صعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أيضا، من خلال فتح أبواب الإنتاج. إن هذه المعركة يمكن أن تستمر في هذا الملعب لفترة طويلة لان روسيا والسعودية لديهما شيء يحملهما قليلا في لعبة مصارعة الذراع هذه, ولكن مرة أخرى، فإن الولايات المتحدة الأميركية هي من تخاطر بإطلاق صفارة نهاية هذه المعركة.

 

فقد حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه سيتحدث عن الموضوع عندما يحين الوقت وقد يكون ذلك قريبا.

 

وفي هذه الاثناء وكالعادة، فان الشعوب التي تعتمد على النفط هي من سوف تدفع في حياتها اليومية ثمن هذه الحرب غير المجدية.

 

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.