بقلم: ميلاني أوهايون

(موقع “rts- الإذاعة والتلفزيون السويسري”- ترجمة:أسماء بجاش-سبأ)

حققت أغنيس كالامارد مقررة الأمم المتحدة الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفة, بشكل خاص في اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي والتي تورط فيه بشكل مباشر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان, واستناداً على ذلك, ترى كالامارد, أن المملكة العربية السعودية, ليست في وضع يسمح لها باستضافة قمة مجموعة العشرين المقبلة والمقرر عقدها في 21-22 من نوفمبر 2020 في العاصمة الرياض.

في 2 أكتوبر 2018, أي قبل قرابة  18 شهراً, لقي كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست الصحفي السعودي خاشقجي, مصرعه ببرود داخل مبنى القنصلية السعودية في مدينة اسطنبول التركية, حيث كان يرتاد على مبنى القنصلية السعودية لاستلام الوثائق المطلوبة لإتمام عقد قرانه من خطيبته التركية خديجة جنكيز.

كشف التحقيق في جريمة الاغتيال الدنيئة التي تعرض لها “خاشقجي”- والذي تم تقطيع وتمزيق  أوصاله- الجانب المظلم الذي ترعها السعودية والانجراف الاستبدادي لولي العهد محمد بن سلمان, حيث أشار من خلال البرنامج التلفزيوني الشهير “الجغرافيا السياسية “Géopolitis-, الذي يبث على شبكة راديو وتلفزيون سويسرا, ” ليس لدي أدنى شك في أن الأمير محمد بن سلمان لعب دوراً في عملية الاغتيال هذه, وأعتقد أنه لعب دوراً مهماً جداً”.

وفي نهاية التحقيق الذي دام قرابة ستة اشهر، يلخص التقرير صراحة إلى انها “جريمة دولة” حيث “تلتزم السعودية تماما بالمسؤولية”.

نفت الرياض مراراً وتكراراً أي ضلوع لها في العملية، لكنها أشارت إلى إنها تتحمل “المسؤولية الكاملة، خاصة وأن القتل ارتكبه أفراد يعملون لدى الحكومة السعودية”.

صورة زائفة للعدالة

وفي مواجهة الغضب العالمي، مثل أمام المحكمة الجنائية في الرياض في ديسمبر من العام المنصرم, 11 متهماً بقتل جمال خاشقجي, حيث حُكم على خمسة منهم بالإعدام, وعلى ثلاثة منهم بالسجن لمدة ما مجموعه 24 عاماً، في حين بُرئت المحكمة ثلاثة آخرين.

وفي اعقاب تلاوة الاحكام القضائية في جريمة اغتيال “خاشقجي”, استهجنت كالامار تلك الأحكام الصادرة, حيث قالت:”لقد صدمت بهذا الحكم, وبالنسبة لي، كانت هذه المحاكمة مهزلة للعدالة, فهذه الأحكام عبارة عن صفعة! وكي أكون معكم صريحة وصادقة, لم أكن أتوقع الكثير من العملية التي بدأت في المملكة العربية السعودية, ولكنني لم أعتقد أنهم سيذهبون إلى حد التركيز فقط على الأفراد الذين ارتكبوا الجريمة فقط، وليس على أولئك الذين رعوها, حيث لم توجه, على وجه الخصوص، أي اتهامات إلى سعود القحطاني، المستشار المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان.

القادة العظام يستعدون لمجموعة العشرين

لا تزال المملكة العربية السعودية شريكا استراتيجياً لكلاً من الولايات المتحدة الأمريكية, وفرنسا, وإيطاليا, وإسبانيا والمملكة المتحدة، كون الرياض المستورد الرئيسي لصناعة الأسلحة الغربية.

تأسف كالامار لما وصفته التقاعس الدولي: “لم تكن هناك عقوبات فحسب، بل إننا لا نزال على مستوى عالً جداً، مثل مجموعة العشرين”.

ولدرجة أن المقررة الخاصة تسلط الضوء على نوعاً من “التواطؤ”: “أعرف أنه مصطلح قوي بعض الشيء، كلمة ربما تكون قوية جداً، لكن الدول تدخل نظاماً تدير فيه رؤوسها تماماً”.

ومن المقرر أن تعقد قمة مجموعة العشرين المقبلة في الرياض في الفترة من 21 إلى 22 نوفمبر.

ترى كالامار أن “المجتمع الدولي يجد نفسه متلاعبا به من خلال المشاركة في هذه القمة”:فالمملكة السعودية ليست في وضع يسمح لها باستضافة مجموعة العشرين، لأنها سوف تستخدم تلك اللحظة، وستستخدمها لأغراض سياسية، داخلية ودولية”.

كما يمكن رؤية الغضب في عيون خديجة جنكيز, ومن على نفس المنبر, حيث نددت جنكيز بصمت القوى الدولية العظمى, وقالت: “أن هذا ليس عاراً فقط على العالم المتحضر والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة ولكن ايضا على القرن الحادي والعشرين وحقوق الانسان, وللأسف, وضع القادة مصالحهم الاقتصادية والسياسية قبل حقوق الإنسان والقيم الإنسانية”.

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.