إنهاء اسطورة ترامب إنهاء الحروب
لقد أرسل ترامب مزيداً من القوات الجديدة إلى الشرق الأوسط أكثر من الذين عادوا إلى ارض الوطن والآتين من أفغانستان.
بقلم: خوري بيترسن سميث
واشنطن، 21 مارس 2020 (صحيفة” فورين بوليسي إن فوكس” الامريكية, ترجمة: انيسة معيض- سبأ)
كانت هذه هي اللحظة اثناء خطاب “حالة الاتحاد” مطلع هذا العام, تلك اللحظة التي لا أستطيع التوقف عن التفكير فيها, عندما تحدث الرئيس ترامب مع زوجة المجند في الجيش “إيمي ويليامز” خلال خطابه وأخبرها أنه قد رتب لعودة زوجها إلى الوطن من أفغانستان “كمفاجأة خاصة”.
نزل الرقيب تاونسند وليامز عندئذ على الدرج ليجتمع مع أسرته بعد سبعة أشهر من مغادرته, وسط تصفيق الحضور في الكونغرس, قائلين: التم شمل العائلة العسكرية.
كانت تلك الحيلة هي النظرة الوحيدة التي سيحصل عليها الكثير من الأميركيين فيما يتعلق بالواقع الإنساني لحروبنا في الخارج, ليس هناك, كهذا المخرج لحياة أو معاناة الناس في اليمن أو الصومال أو أفغانستان أو غيرها, هذا غير مقبول, وكذلك الاسطورة التي تقل أن ترامب ينهي الحروب فعلاً.
توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع طالبان بشأن عودة 3400 جندي من أصل 12 الف جندي من القوات الأمريكية الموجودة حالياً في أفغانستان، مع التعهد بعودة الكثير إذا تم استيفاء شروط معينة.
إنها خطوة أولى طال انتظارها، حيث أن المسؤولين الأميركيين ادركوا أخيراً أن الحرب تعد كارثة وهم يفاوضون من أجل الخروج.
لكن بالعودة إلى الوراء خطوة يتكشف مشهد أكبر، من غرب إفريقيا إلى آسيا الوسطى، لقد عمل ترامب على توسيع وتعميق الحرب على الإرهاب وجعلها أكثر فتكاً.
بعيدا عن إنهاء الحروب، فقد زادت الغارات الجوية الأمريكية في الصومال وسوريا في ظل إدارة ترامب، مما أدى إلى المزيد من الضحايا المدنيين في كلا البلدين.
في الصومال، من المفترض أن العمليات التي تقوم بها القوات الأمريكية للاستهداف لم تهزم بعد 18 عاماً من الحرب, حيث لاقت صدىً ضئيلاً في الولايات المتحدة، إلا أن الأسبوع الأول من هذا العام شهد تفجير شاحنة في مقديشو أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصاً.
ففي كل مكان، يدفع الناس العاديون، مثلنا تماماً باستثناء الأشخاص الذين يصادف انهم يعيشون في بلدان أخرى، ثمن هذه الحروب, حيث شهد العام الماضي أكثر من 10 آلاف ضحية مدنية أفغانية, خلال السنة السادسة على التوالي في المحاولة للوصول إلى تلك المرتفعات المروعة.
ولا تنسى أن عام 2020 جعل الولايات المتحدة على شفا حرب كارثية محتملة مع إيران, وهو يواصل تصعيد العقوبات على البلد، مدمراً النساء والأطفال والمسنين وغيرهم من الفئات الضعيفة, فالرئيس ترامب لا ينهي الحروب، ولكنه يستعد لمزيد من الحرب.
فعلى مدار العام الماضي، نشر 14 الف جندي إضافي في الشرق الأوسط, بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجنود الموجودين هناك بالفعل.
فإذا بدا هذا مفاجئاً، فهذا جزئياً لأن المشكلة كانت من الحزبين, ففي الواقع، لقد قام العديد من الديمقراطيين في الكونغرس بدعم هذه التصعيدات بالفعل.
في ديسمبر المنصرم، انضم 188 من الديمقراطيين في مجلس النواب إلى الجمهوريين في تمرير ميزانية عسكرية تقارب 740 مليار دولار لاستمرار في الحرب, لقد مرروا الميزانية بعد التخلي عن التدابير المناهضة للحرب التي طرحها ممثل كاليفورنيا باربرا لي وعدد قليل جداً من الذين يحاولون كبح جماح الحرب.
الجدير بالذكر صورة “حالة الاتحاد” المرئية، المتمثلة في انسجام الكونجرس ومشاركته الرئيس للحركة التي قام بها مع عائلة ويليامز, لأنه كان هناك ما يقرب من هذا المستوى من إجماع عام إثر في تمويل وتوسيع الحروب.
لن يكون إنهاء الحروب سهلاً, فهناك الكثير من المصالح القوية من مصنعي الأسلحة إلى السياسيين, حيث يتم استثمارها بشكل كبير, لكن إنهاء الحروب يبدأ برفض فكرة أن المعارضة الحقيقية ستأتي من داخل البيت الأبيض.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.