بقلم: مايكل جانسين

(صحيفة ” أيريش تايمز” الأيرلندية، ترجمة: جواهر الوادعي-سبأ)

على الرغم من مرور خمس سنوات من الحرب المدمرة، لم يعد أنصار الله الحوثيين ولا أعداؤهم السعوديون مستعدين لوقف القتال في اليمن, يعتبر الحوثيون أنفسهم مدافعين عن استقلال اليمن وتعتبر السعودية  نفسها راعية لشرعية الحكومة, وبما أن الحوثيين لا يزالون يسيطرون على الشمال ويحكمون غالبية السكان، فإنهم واثقون من النصر.

بصفته مؤلفاً للحرب المأساوية، لا يستطيع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن يفقد مصداقيته عن طريق التنازل والهزيمة.

لقد سحب نظيره وشريكه الإماراتي محمد بن زايد قواته العام الماضي، لكن السعودية مستمرة عن طريق تلقي الدعم والإمداد المستمر من الأسلحة من الولايات المتحدة.

بعد هدوء استمر عدة أشهر، استؤنفت الأعمال العدائية في منتصف يناير وتصاعدت, حيث سيطر الحوثيون على الحزم، عاصمة محافظة الجوف الواقعة بالقرب من الحدود مع محافظة مأرب الغنية بالنفط وشنوا هجمات على قواعد القوات الموالية للحكومة في محافظة الحديدة الساحلية.

شنت الطائرات الحربية السعودية هجمات مضادة على مواقع الحوثيين في الجوف وشنت غارات على ميناء الصليف الذي يسيطر عليه الحوثيون في الحديدة.

وفي زيارة لمأرب نهاية الأسبوع الماضي، في حين فر عشرات الآلاف من المدنيين من الجوف، دعا مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيثس إلى “وقف فوري وغير مشروط” للأعمال العدائية, وقال أن اليمن في منعطف حرج: سنقوم إما بإسكات الأسلحة واستئناف العملية السياسية أو أننا سوف ننزلق مرة أخرى إلى صراع واسع النطاق.

المقاتلين

“القتال يجب أن يتوقف الآن, إن المغامرة العسكرية والسعي لتحقيق مكاسب إقليمية غير مجدية, إن المقاتلين سيجرون اليمن فقط إلى سنوات عديدة أخرى من الصراع”.

قدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر اليمني الطعام والخيام والبطانيات ومستلزمات النظافة إلى سبعين ألف نازح في الجوف, إلا أن الأعمال القتالية الجارية أعاقت جهود الإغاثة.

قال المدير الإقليمي للجنة الدولية، “فابريزيو كاربوني”: “في بلد لا يكاد يعمل فيه نصف المرافق الصحية، فإن [تصاعد القتال] مقلق للغاية, نذكر جميع أطراف النزاع بأن الوصول إلى العاملين الصحيين أمر ضروري وأنه يجب إبقاء المرافق مفتوحة ولا يتم استهدافها مطلقاً خلال العمليات العسكرية, لذا يجب حماية الطاقم الطبي وسيارات الإسعاف والمرافق الصحية دائماً”.

بعد غضبهم من سوء إدارة عملية الانتقال ما بعد الربيع العربي من الاستبداد إلى الديمقراطية، طرد الحوثيون الحكومة اليمنية المؤقتة من العاصمة صنعاء عام 2014.

التدخل

بزعم أن الحوثيين الشيعة يتلقون الدعم من منافستها الإقليمية إيران، تدخلت كل من المملكة العربية السعودية السنية والإمارات في مارس 2015 بهدف إعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السلطة, على الرغم من الاعتراف الدولي به كرئيس لليمن، إلا أن شرعيته قد انتهت.

في عام 2014, تم انتخابه بدون معارضة لمدة عامين, حيث تم تمديدها حتى عام 2015, والآن يقيم في العاصمة السعودية الرياض، ونادراً ما يزور عدن العاصمة المؤقتة لحكومته.

وفقا للأمم المتحدة، فإن اليمن، أفقر دولة في المنطقة، كما تعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ومن بين ثمانية وعشرين مليون نسمة، هناك اربعة وعشرون  مليون نصفهم من الأطفال بحاجة إلى المساعدة الدولية.

مات مائة ألف يمني على الأقل بسبب العنف, كما يعاني خمسة وثمانون ألف من سوء التغذية والأمراض، ناهيك عن نزح 3.6 مليون شخص.

حتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن حالات إصابة بفيروس كورونا في اليمن، حيث قد يؤدي إدخال مرض فتاك آخر إلى زيادة تدمير السكان الذين يعانون بالفعل من الكوليرا وحمى الضنك والملاريا والأمراض المنقولة عن طريق الماء.

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.