بقلم: وسيلة بلحسين
ترجمة: وائل حزام– سبأ
إن العديد من الاعتقالات التي جرت داخل العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية، توضح رغبه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تقويض كل منافسيه في حالة حدوث خلافة وشيكة, ويأتي هذا التطهير في الوقت الذي تمر المملكة بأزمة نفط كبرى، حيث ستعقد مجموعة العشرين المقبلة لقائها في الرياض في شهر نوفمبر المقبل.
ما الذي جرى في الرياض ؟
يوم الجمعة الماضية الـ 6 من مارس، قام افراد من الحرس الملكي يرتدون ملابس سوداء”، باعتقال ثلاثة امراء من عائلة آل سعود، وذلك وفقاً لما أوردته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية التي كشفت عن هذه المعلومات, حيث طالت عملية الاعتقالات تلك, الأمير احمد بن عبدالعزيز، شقيق الملك سلمان، والأمير محمد بن نايف، ابن شقيق الملك البالغ من العمر 84 عاما، وشقيق الأمير نايف، نواف بن نايف, ووجهت الاتهامات للأمراء المعتقلين بالتخطيط لانقلاب ضد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وها هي حياتهم معرضة لخطر السجن، على الأقل.
لقد تمت هذه الاعتقالات من قبل ولي العهد البالع من العمر 34 عاما، وهو الرجل القوي في البلد الذي يريد تعزيز سلطته من قبل مجموعة العشرين المقبل، التي ستنظم في العاصمة السعودية الرياض في الـ 21 و 22 نوفمبر القادم، في اعقاب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية.
لماذا نفذ محمد بن سلمان عمليات التطهير هذه ؟
منذ أن اصبح عمره 30 عاما فقط، اصبح محمد بن سلمان وليا للعهد في العام 2017، وقام بعمليات قمع لمنتقديه داخل العائلة المالكة وفي أوساط المفكرين وبين نشطاء حقوق الانسان.
وفي نهاية العام 2017، اوقف بن سلمان في فندق “ريتز كارلتون” الفاخر في الرياض نحو 200 شخصية قريبة من السلطة – امراء ووزراء ورجال اعمال– خلال حملة “مكافحة الفساد”.
تم اطلاق سراح جميع من اوقفهم بعد اقرارهم بما نسب اليهم والموافقة على الترتيبات المالية.
ومن ناحية أخرى، في أكتوبر 2018، دفع الصحافي جمال خاشقجي، اغلى سعر لمواقفه العدائية ضد الأمير وذلك من خلال قتله بشكل فضيع على ايدي رجال محمد بن سلمان في مقر القنصلية في إسطنبول بتركيا.
وهذه المرة، أيضا، لم يتم اختيار الأشخاص المستهدفين بشكل عشوائي: فالأمير احمد انتقد وبشكل علني سياسية محمد بن سلمان في اليمن، حيث تخوض الرياض حرب باهظة الثمن منذ مارس 2015.
 الأمير محمد بن نائف، وزير الداخلية السابق والوريث السابق للعرش، تم نفيه في عام 2017, ومن جانبه، يقول الباحث ديفيد ريجولت روز، لقد كان الوحيد المحتمل لمنع محمد بن سلمان من الوصول إلى العرش, فقد كان لا يزال شابا إلى حد ما, حيث يبلغ من العمر 61 عام، مقارنة بالملك الحالي الذي يبلغ من العمر (84) عاما، وقد قاد وبشكل خاص، حملة ضد تنظيم القاعدة في السعودية, فهو شخصية مهمة.
ما هو السياق في المملكة العربية السعودية؟
إن موجة الاعتقالات هذه التي جرت في السعودية تأتي على خلفية ازمة خطيرة في أسواق النفط، التي تأثرت بفيروس كورونا, ولكن، بحسب الباحث ديفيد ريجولت روز، فانه “بسبب الغموض الكبير للنظام السعودي، فمن الصعب ربط هذه الاعتقالات مباشرة بهذا الحدث”.
على كل حال، هذا التطهير الالف يشوه مرة أخرى عملية التحديث التي يرغب فيها محمد بن سلمان في ارتدائها, فمنذ عام 2017، تهدف خطة بن سلمان، خطة رؤية 2030 إلى اعداد اقتصاد المملكة لما بعد النفط، مع الدعوة، على وجه الخصوص، إلى خفض الوزن الديني وتشجيع نشاط المرأة.
إنها خطة مكلفة، ومهددة في حال تفاقمت ازمة النفط, ويختم الباحث ديفيد ريجولت روز حديثه, بأن “الأمير محمد بن سلمان يسعى إلى احتكار للسلطة لوحده، وربما قلق بشأن شخصه, ولا شك في أن هذه المبادرات الأخيرة تتناسب مع هذا القلق الصامت”.
* صحيفة “لا كروا” الفرنسية
*  المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.