بقلم: ايف بورديلون

(صحيفة ” ليزيكو ” الفرنسية– ترجمة: وائل حزام– سبأ )

 

إن الشرق الأوسط يقف في خط المواجهة امام فيروس كورونا، والآن يتنافس في الانتشار في منطقة الشرق الاقصى على نيل اللقب الذي لا يحسد عليه في منطقة العالم, بعد أن انتشر الوباء إلى أكبر عدد من البلدان مع العامل المشدد للإصابة، أيضا، جراء ـ الحروب والعصيان الذي جعل أي وقاية منه شبه مستحيل.

الفيروس مستفيد من الحرب

ايران، أفغانستان، العراق، الكويت، عُمان، إسرائيل، الامارات العربية المتحدة، مصر ولبنان: غالبية دول المنطقة لديها العديد من حالات وبعضها حالة واحدة على الأقل، وكلها تقريبا جاءت من إيران, فيما لم تقوم المملكة العربية السعودية بالإبلاغ عن أي حالات والتي قد تكون مفاجئة في ضوء التدفقات البشرية الكبيرة المرتبطة بمنطقة مكة المقدسة.

وإذا لم تسجل أي حالة مصابة بفيروس كورونا في اليمن وسوريا، فإن ذلك يرجع أساسا إلى أن هذه البلدان قد دمرتهما الحرب التي اسفرت عن مقتل نحو مليون ومائة ألف شخص، وبالتالي ليس لدى اليمن وسوريا شبكة صحية أساسا.

وفي الوقت الحالي، فإن قطر، المحمية ربما من الاصابة بالفيروس جراء الحظر الشامل الذي تفرضه الرياض عليها، وحتى لو حافظت على تدفق هواء خفيف مع ايران, اما بالنسبة لتركيا، فبالرغم من الشائعات، فهناك حالات مشبوهة.

إن البُلدان المتضررة من فيروس كورونا هي، أيضا، في وضع غير مواتية لاتخاذ تدابير وقائية، وهذه الأخيرة، يفترض بها أن تضمن وجود الحجر الصحي لوجود حالة أمنية مستقرة، وكذا وجود الخدمات الصحية التي تحترم بدقة تلك الإجراءات وكذلك امدادات السوائل من الأقنعة، والمواد الهلامية المظهرة والملابس الواقية للأطباء وليس هذا هو الحال في أيا من تلك البُلدان، باستثناء إسرائيل.

فكيف يمكن ضمان العزل المنهجي أو العثور على اشخاص كانوا على اتصال بشخص مصاب عندما تكون الشرطة مشغولة في قمع حركات الاحتجاجات كتلك التي تهز لبنان أو العراق, أو في أجزاء كبيرة من الأراضي التي تسيطر عليها التوترات المسلحة، كما هو الحال في افغانستان وسوريا واليمن والعراق؟

العديد من المعضلات

أما بالنسبة لإغلاق الحدود، فيمكن أن تثبت انها نظرية في تلك البلدان التي تنتشر فيها شبكات المهربين منذ مدة طويلة فهي بالأساس تعاني من فساد حراس الحدود،  إضافة إلى ذلك، فان تعليق الطرق الجوية يمكن أن يبطئ من انتشار الفيروس، لكنه يعطل، أيضا واردات المنتجات الطبية أو الوقائية.

والسؤال المُلح بشكل خاص في ايران، المنعزلة عن العالم ليس فقط من الناحية الاقتصادية، بعد العقوبات الأمريكية، ولكن أيضا من الناحية الجسدية: جميع حدودها البرية مغلقة وعدد شركات الطيران الجوية التي تخدمها يتقلص كل ساعة، ومع ذلك، فقد أصيب بالفيروس نائب وزير الصحة الإيراني، اراج هريرشي.

إن السلطات الايرانية تواجه، أيضا، معضلة: فهل يجب تعليق الحج الديني، فهو ناقل واضح لانتشار الفيروس، كما يتضح من دور مدينة قم المقدسة في الوباء في ايران؟ ففي ايران، علمنا من أن وزير الصحة مصابا بالفيروس.

كما أن العنصر الأخير المقلق هو مخيمات اللاجئين في لبنان وسوريا والعراق واليمن على وجه الخصوص، فجميعها تمثل بيئة خصبة للفيروس: الاختلاط، وضعف تغذية السكان وعدم كفاية المرافق الصحية.

باختصار، يمكن القول أن الظروف مهيأة لينفجر وباء فيروس كورونا في الشرق الأوسط، مع خطر انتشار الفيروس في إفريقيا بل أن الموقف يزداد قلقا لان التوتر المنتشر في المنطقة يبدو قاتلا بشكل مدهش, فقد توفي ربع الحالات من 61 حالة مسجلة رسميا في ايران، مقابل 1,5 % في الصين.

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.