الخبيرة الاميركيه في الشرق الأوسط : أنظمة الدفاع الجوي اليمنية قد تغير المعادلات
السياسيه :
” أنظمة الدفاع الجوي اليمنية الجديدة والمصمّمة محلياً ستشكل بالتأكيد نقطة تحول” في الحرب التي تقودها السعودية ضد اليمن .. الكلام يعود للخبيرة الاميركية في قضايا الشرق الاوسط راندي نورد ..
وقالت الخبيرة الاميركيه في حوار مع وكالة تسنيم الإيرانية: “عندما شنت السعودية وحلفاؤها هذه الحرب ضد الانتفاضة الشعبية بقيادة أنصار الله في عام 2015, لم يتوقعوا أن تستمر أكثر من بضعة أسابيع أو أشهر”..
وفيما يلي نص الحوار:
– وكالة تسنيم: في الآونة الأخيرة، كشفت القوات المسلحة اليمنية النقاب عن أربعة أنظمة دفاعات جوية جديدة مصممة محليا, إلى أي مدى تعتقدين أن هذا قد يغير مسار المعركة ضد النظام السعودي الغازي؟
– راندي: أعتقد أن أنظمة الدفاع الجوي اليمنية الجديدة ستكون بالتأكيد نقطة تحول في هذه الحرب, فعندما شنت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها هذه الحرب ضد الانتفاضة الشعبية بقيادة أنصار الله في عام 2015, لم يتوقعوا أن تستمر أكثر من بضعة أسابيع أو أشهر، حيث أعلنت الرياض بفخر أنها دمرت مخزون الأسلحة وتوقعت أن تكون النهاية, ومع ذلك، بدأت اليمن على الفور في تصنيع وبناء صواريخها وأنظمتها الدفاعية وقواتها الخاصة بعد أن بدأت السعودية الحرب. أعطى هذا الأمر الجيش اليمني واللجان الشعبية ميزة جديدة وغير متوقعة على الأرض والبحر والآن في جواً, فطوال فترة حرب الإبادة الجماعية هذه التي ستدخل عامها السادس في مارس، اعتمدت السعودية بشكل أساسي على الغارات الجوية للحفاظ على وجودها, ولا يخفى على احد أن هذه الغارات الجوية تستهدف بشكل روتيني ومنظم التجمعات المدنية مثل حفلات الزفاف والجنازات والأسواق الشعبية المزدحمة والمنازل ومخيمات اللاجئين، وما إلى ذلك, ومن الواضح أيضا أن هدف الرياض من وراء هذه الغارات الجوية هو بث الرعب والأزمات بين السكان المدنيين لأنهم يستهدفون أيضا البنية التحتية الحيوية مثل محطات معالجة المياه والمصانع والمزارع والمناطق الريفية والمواقع الأثرية القديمة والمباني الحكومية.
قبل الكشف عن أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، لم يستطع اليمن الرد على هذه الهجمات الإرهابية على المدنيين إلا بضرب أهداف اقتصادية وعسكرية سعودية بعد وقوعها, ولكن بالطبع، لا يمكنك وضع ثمن عوضاً عن أرواح المدنيين الأبرياء, أما الآن تسمح أنظمة الدفاع الجوي الجديدة لليمن باتخاذ نهج دفاعي واستباقي تجاه الغارات الجوية السعودية.
لم يعد اليمنيون عاجزين لأن القوات المسلحة اليمنية يمكنها الدفاع عن المجال الجوي للبلد ومطاردة الطائرات المقاتلة.
وهذا يمثل مشكلة كبيرة للتحالف السعودي، و خاصة الرياض، لأنها تعتمد بشكل رئيسي على الغارات الجوية, وقد يرغم الدفاع الجوي اليمني الجديد السعوديين في النهاية إلى إنهاء الحرب أو على الأقل إيقاف حملاتها الجوية.
تسنيم : في منتصف فبراير، استهدفت وحدات الدفاع الجوي اليمنية طائرة حربية سعودية وأسقطتها في محافظة الجوف رداً على العدوان المستمر للنظام السعودي على البلد, وفي وقت لاحق، صرح المتحدث باسم حركة الحوثي أنصار الله اليمنية إن عملية الإسقاط تلك تشير إلى أن وحدات الدفاع الجوي اليمنية أحرزت تقدماً ملحوظاً في مجال الدفاع. ما رأيك بهذا؟
راندي: أعتقد أننا جميعا نراقب التقدم العسكري في اليمن وكنا ننتظر هذا اليوم, لقد رأينا اليمن يكشف النقاب عن الصواريخ البحرية والصواريخ الباليستية بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى وبنادق القنص وأنظمة الدفاع الأخرى المثيرة للإعجاب, ومع ذلك، فإن أنظمة الدفاع الجوي مهمة للغاية لأنها سوف تنقذ أرواح المدنيين. كانت تلك الطائرة التي أسقطت في فبراير في طريقها لاستهداف منزل لمدني, إن أنظمة الدفاع الجوي هذه مهمة جدا لحماية المدنيين والدفاع عن المجال الجوي اليمني.
من اللافت للنظر كيف أن اليمن نجح في بناء منظومات الصواريخ والمعدات العسكرية محلية الصنع خلال هذه الحرب.
فقبل بداية الحرب، كان اليمن يعتمد على دول أخرى مثل الولايات المتحدة للحصول على المساعدات عسكرية, وبالطبع، يأتي الدعم العسكري من الولايات المتحدة بمقابل, حيث يجب على الدول التي تستعين بها قبول السياسات السياسية والتجارية الصديقة للولايات المتحد، كاستضافة قواعد أمريكية، أو دعم أو على الأقل غض الطرف عن الكيان الإسرائيلي. كان حال اليمن مثل مصر قبل بدء الحرب, حيث كان عليها استضافة المدارس الوهابية السعودية, كما كانت ايضاً ملاذ آمن لإرهابيي القاعدة.
إن تقدم الجيش اليمني الآن يعني أن اليمنيين يمكن أن يصبحوا مستقلين لأنهم لا يحتاجون إلى الاعتماد على أي شخص لتأمين أرضهم بعد الآن, كما ستتسنى لليمن فرصه للتركيز على اقتصادها وبنيتها التحتية العامة لتحسين الحياة المدنية ونأمل رفع الحصار.
تسنيم: أطلقت السعودية وعدد من حلفائها الإقليميين حملة مدمرة ضد اليمن في مارس 2015 بهدف إعادة حكومة الرئيس السابق الهارب عبد ربه منصور هادي إلى السلطة وسحق الحركة الحوثية “أنصار الله”, حتى الآن، فشلت في تحقيق النصر في حربها بل انها في الواقع غرقت في مستنقعها. ما هو تعليقك حول هذا؟
راندي: إصرار الرياض على دعم حكومة هادي تعتبر مزحة في هذه المرحلة لأسباب كثيرة.
أولاً: لنتجاهل كل شيء آخر، انتهت ولاية هادي منذ سنوات بناءً على فترة الولاية الدستورية في اليمن, ومع ذلك، فإن انتخابات التي أجريت في العام 2012, والتي يزعم هادي أنها شرعيته قد تم التخطيط لها بوضوح لدفع هادي إلى السلطة.
تم تنظيم الانتخابات خلف أبواب مغلقة في الرياض وكان هادي هو المرشح الوحيد وقاطعت العديد من الأحزاب والجماعات الرئيسية الانتخابات.
وعلى الرغم من كل هذا، تزعم الرياض وما يسمى المجتمع الدولي أن هادي هو الرئيس الشرعي لليمن.
ليس فقط إدعاء هادي بالسلطة غير شرعي، لكن حزبه أيضا يفتقر إلى أي دعم شعبي على أرض الواقع.
ففي المحافظات الشمالية حيث يعيش معظم سكان اليمن، تتمتع حركة أنصار الله بدعم جماهيري واسع, حتى في المحافظات الجنوبية التي أقام فيها التحالف السعودي عاصمة مرتجلة، لا يزال هادي لا يتمتع بأي دعم.
إن الأحزاب التي تدعمها الإمارات على أرض الواقع قد منعته من دخول اليمن, وهذا الرجل يعيش في فنادق الرياض! أي نوع من الرؤساء هذا لا يعيش حتى في بلده من الخوف؟
هذه حرب باهظة الثمن بالنسبة للمملكة وليس لديها أي شيء لتكشف عنه, هادي لم يعد إلى السلطة، بينما أصبح أنصار الله أقوى من ذي قبل.
أرامكو مشتعلة بالفعل والمستثمرون باتوا يخشون من الاستثمار في المملكة, كل شيء أعطى نتائج عكسية.
عاجلاً أم آجلاً، يجب على الرياض أن تقر بالفشل إن لم يكن لأي شيء آخر سوى الحفاظ على أراضيها.
إذا أرادت الرياض أن تقدم على فعل الشيء الصحيح، سوف تتراجع العملية السياسية في اليمن وتسمح لليمنيين بإجراء محادثات سلام وانتخابات وطنية, لم يحدث هذا حتى الآن، لكن ربما قد تتغير الأمور هذا العام.
* راندي نورد هي محللة جيوسياسية وإستراتيجية ومؤسس “أخبار الجغرافيا السياسية المستقلة في العالم” حيث تغطّي السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط مع التركيز بشكل خاص على قضايا اليمن, يتم نشر أعمال راندي في موقع مينت برس و يمن برس والأخبار اليمنية وغيرها الكثير من الصحف والمواقع.
* ترجمة: نجاة نور- سبأ
* تم ترجمة الحوار حرفياً من المصدر ولا يعبر عن رأي الموقع .