المملكة العربية السعودية تستقبل الحاخام الإسرائيلي لأول مرة في تاريخ كلا البلدين
بقلم: أيوب لاسري
(موقع” الناس- alnas” الفرنسي, ترجمة:أسماء بجاش- سبأ)
شهد القصر الملكي السعودي في العاصمة الرياض حدث غير مسبوق, حيث استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وفداً من مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات “كايسيد*” والذي ضم الحاخام الإسرائيلي ديفيد روزن.
يعتبر الاعلان عن وجود حاخام اسرائيلي في القصر الملكي السعودي حدثاً غير مسبوق في تاريخ المملكة, وعلى الرغم من أن وكالة الأنباء السعودية الرسمية غطت الحدث، ولم يتم الحديث عن أسماء المشاركين، إلا أنه تم تسريب بعض الصور.
ومن جانبه, احتفل الجيش الإسرائيلي على منصات التواصل الاجتماعي بالحدث, حيث رحب حساب “إسرائيل باللغة العربية” على تويتر بهذه الزيارة التي رأى فيها إنها جزء من “الجهود الحميدة المبذولة لبناء جسور التسامح بين الأديان المختلفة.
قال الحاخام ديفيد روزن:”أن وجود حاخام إسرائيلي في حضرة الملك سلمان بن عبد العزيز أمر مهم للغاية, نظراً لكون المملكة العربية السعودية موطن لأقدس الأماكن الإسلامية في العالم”, وما كان لافتاً للنظر في مبادرة مركز ” كايسيد ” بالتحديد هو أن هذه المبادرة جاءت من عصب الدين الإسلامي المحافظ للغاية, حيث جعل من هذه الزيارة حدثاً تاريخاً شهده العالم الإسلامي.
إن مبادرة حوار الأديان التي تحتضنها العاصمة الرياض كانت واحدة من أهم اللحظات المهمة التي شهدها نهاية العام الماضي، عندما أجتمع قادة الاسلام السني والشيعي مع بعض من قادة الطائفة الأيزيدية الذين تعرضوا للإبادة الجماعية من قبل تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”, وأصدروا بياناً مشتركاً أدانوا فيه تنظيمي القاعدة وداعش وإساءة استخدام الدين, مشيراً إلى أنه من المهم جدا من الناحية النفسية أن تحظى الاقليات بهذا النوع من الدعم.
يوجد العديد من مشاكل بصورة دائمة, والتي تتعلق بمجالات التعاون بين البلدان أو الطوائف الدينية التي لا تتوافق مع معايير الحريات المدنية, لكن من الأفضل أن نتمسك بالأيدي الممدودة باعتبارها فرصة هامة للتقدم.
اعلن وزير الداخلية الاسرائيلي “ارييه درعي” الشهر الماضي انه أصبح الآن بإمكان الاسرائيليين التوجه الى المملكة السعودية لإغراض تجارية ودينية, فهذا الاعلان أعطى الضوء الأخضر للإسرائيليين لزيارة المملكة علنا ولأول مرة منذ قيام دولة إسرائيل.
* يعتبر مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات “كايسيد”, منظمة دولية تأسست عام 2012 من قبل المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا إلى جانب الفاتيكان بصفته عضوا مؤسساً مراقباً. يقع مقر المركز في مدينة فيينا، عاصمة النمسا، ويسعى هذا المركز إلى الدفع بمسيرة الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المتعددة، والعمل على تعزيز ثقافة احترام التنوع، وإرساء قواعد العدل والسلام بين الأمم والشعوب.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.