بقلم: آلان ماكنزي

(موقع دي دبليو الالماني، ترجمة: جواهر الوادعي-سبأ)

مع عدم وجود نهاية في الأفق لسنوات من الحرب أو الفوضى السياسية أو الأزمة الإنسانية البائسة, ماذا عن آلاف القتلى المدنيين والمعاناة في اليمن؟ يلتقي برنامج كونفليكت زون (منطقة الصراع) بوزير خارجية البلد.

تسبب الصراع المعقد في اليمن الذي يوصف غالبًا بأنه حرب بالوكالة بين القوات الحكومية المدعومة من السعودية والحوثيين المدعومين من إيران, في أزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم, حيث يعتمد ما يصل إلى 24 مليون شخص – 80 ٪ من السكان – على المساعدات الدولية.

عد اضطرابات الربيع العربي في عام 2011 ونقل السلطة إلى عبد ربه منصور هادي من الرئيس القوي السابق علي عبد الله صالح، بدأ الصراع بشكل جدي في عام 2014 عندما استولى الحوثيون على صنعاء, مما أجبر حكومة هادي على الانسحاب من العاصمة.

في أعقاب غارة جوية بطائرة بدون طيار على منشآت النفط السعودية في سبتمبر الماضي – ورغم أعلان الحوثيون المسؤولية عنها الا أنه تم القاء اللوم على إيران – قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إن خطر “الانجرار إلى حرب بين الدول، وليس فقط بين الوكلاء, هو الآن حقيقي جدا.

تصاعد العنف مرة أخرى الشهر الماضي:

في مؤتمر ميونيخ الأمني في فبراير, قال وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي لبرنامج كونفليكت زون على قناة دي دبليو أن السلام سيأتي وأن السلطة يمكن أن تتقاسمها مع الحوثيين ولكن ليس بالبنادق “التي تشير إلى وجهنا, و لن نتوصل إلى سلام مع الحوثيين, لن أعطي مستقبل اليمن لأولئك الذين يعتقدون أنهم يستطيعون, كما تعلمون أن يأخذوا اليمن لهم وأن لهم هذا الحق الإلهي في حكمنا مثلما يفعلون في إيران, لن نقبل ذلك. ”

هجمات عشوائية:

استضاف تيم سيباستيان مذيع برنامج كونفليكت زون, وزير الخارجية بشأن ما إذا كان لديه ما يقوله حول الآلاف من الضحايا المدنيين والقتلى في غارات التحالف الذي تقوده السعودية.

قال الحضرمي لـ “سيباستيان”: “حسنًا، هذا ليس دقيقًا، في الواقع, الحرب قبيحة, لن اقوم بتجميل الواقع السيء لك أو لأي أحد, الكثير من المدنيين قد ماتوا, نعم، هذا صادم, لكن شكك الوزير في أن حكومته غضت الطرف عن ذلك.

هل كانوا متواطئين في انتهاكات حقوق الإنسان التي قام بها التحالف؟

“لدينا هذا العملاق وهي هيئة تحقيق حققت في أكثر من 170 ادعاء, نعلم أن هناك بعض الأخطاء, لقد أثبتنا وجود بعض الأخطاء”.

قالت هيومن رايتس ووتش في يناير إنه منذ مارس 2015 “قام التحالف بعشرات من الغارات الجوية العشوائية وغير المتناسبة التي قتلت الآلاف من المدنيين واستهدفت مناطق مدنية في انتهاك لقوانين الحرب”.

وقال الحضرمي “هذا أمر فظيع, قتل أي مدنيين في اليمن أمر فظيع, نريد إنهاء هذه الحرب.”

بعد أن وصل الجانبان الآن إلى طريق مسدود، اقترح سيباستيان أن كل تلك التفجيرات وما أسفر عنها من موت وإصابات لم تكن من أجل شيء.

قال وزير الخارجية ” هناك تغيير في الطريقة التي يدير بها التحالف هذه الحرب, لم تعد هناك حملة لاستهداف صنعاء وغيرها من المدن وكرر أن الحرب يجب أن تنتهي لكنه ألقي باللوم على الحوثيين في التأخير.

“كل ما يحدث في اليمن هو رد فعل على تصرفات الحوثيين, يمكن أن نكون في صنعاء في غضون أسبوع واحد إذا فعلوا الشيء الصحيح والشيء الصحيح ليس صعبًا”.

محادثات السلام:

ولكن هل غيرت الحكومة رأيها في أعقاب محادثات السلام؟ واجه سيباستيان الوزير باقتباس لزميله في الحكومة, وزير الإعلام، الذي قال إنه “يرفض رفضًا قاطعًا أي حديث عن المفاوضات”.

أجاب وزير الخارجية: “هذا الكلام بعيد عن السياق, ما قلناه هو: أنا على استعداد للذهاب الآن إلى محادثات السلام إذا كانوا سيتحدثون عن السلام.

ومع ذلك، نحتاج إلى توفر الظروف المناسبة للذهاب”, واتهم الحضرمي الحوثيين بالفشل في الحفاظ على اي اتفاق سابق.

“هذه ليست شروطًا [للتفاوض] … نقول فقط إن عليهم تنفيذ ما يوقعون عليه.

هل من الصعب حقًا طرح هذا السؤال؟ لا يمكننا المضي قدمًا في توقيع الاتفاقات وعدم تنفيذ أي شيء

لانقسام الجنوبي:

الصراع في اليمن له بعد مقلق آخر, في الجنوب كانت هناك اشتباكات بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يدعو إلى الانفصال عن جنوب البلد.

في نوفمبر، وقع الطرفان على اتفاقية في الرياض لتسوية النزاع, لكن الاتفاق يواجه خطر الانهيار.

وفقًا لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية وهو مركز أبحاث يمني, من خلال الاتفاق “وافق هادي و والمجلس الانتقالي الجنوبي على خضوع جميع الأجهزة الحكومية الرئيسية للمملكة العربية السعودية”.

سأل سيباستيان وزير الخارجية عما إذا كانت شروط الاتفاقية جعلت من حكومته مجرد دمى للمملكة العربية السعودية.

ورد الوزير: “هذا ما تفكر به أنت, أنا وزير خارجية اليمن وأقول ما أعتقد أنه مناسب لليمنيين, وليس ما يريده السعوديون وليس ما تريده الإمارات  وليس ما يريده أحد, نعم,نحن في الرياض وسنعود إلى عدن, لكننا نقول ما يدور في عقولنا وهي مسؤوليتنا وقراراتنا.

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.