لماذا تقوم إدارة ترامب بتوسيع حظر السفر؟
مع إضافة ست دول جديدة إلى القائمة، سيؤثر هذا الحظر على ما يسمى بـ "حظر المسلمين" على مئات الملايين من الأشخاص.
بقلم: اندرو نوتي
(صحيفة: الإندبندنت البريطانية, ترجمة : انيسة معيض – سبأ)
ابتداءً من 21 فبراير، توسع إدارة ترامب ما يسمى “حظر السفر” ليشمل ستة بلدان جديدة: نيجيريا وإريتريا وتنزانيا والسودان وقيزغيزستان وميانمار.
يمنع التوسع في حظر السفر مئات الملايين من الأشخاص من الهجرة إلى الولايات المتحدة أو الحصول على أنواع معينة من التأشيرات.
فيما يلي دليل لما يعنيه توسع الحظر بالنسبة للبلدان والأشخاص المتضررين وبعض آثاره الأوسع.
ماذا يفعل الحظر الشامل؟
إن حظر السفر المعمول به منذ عام 2018 يحظر إصدار تأشيرات الهجرة وغير الهجرة للمتقدمين من إيران وليبيا والصومال وسوريا واليمن إلى جانب فنزويلا وكوريا الشمالية.
السودان – الآن في القائمة الموسعة للحظر- كانت من الدول التي شملها الحظر في الأصل ثم تم استبعادها, وكانت تشاد على القائمة لفترة وجيزة، لكن تم استبعادها بعد أن عملت على تحسين الإجراءات الأمنية.
مر الحظر بثلاث مراحل متكررة قبل أن تؤيده المحكمة العليا في يونيو 2018, وقال القضاة المخالفون للحكم إنه “يقوض المبادئ الأساسية للتسامح الديني التي تحميها المحكمة بشكل قاطع في مكان آخر”.
ما هي الدول التي يشملها الحظر الموسع ولماذا؟
قامت وزارة الأمن الداخلي (DHS) الآن بإضافة نيجيريا وإريتريا وتنزانيا والسودان وقيرغيزستان وميانمار إلى قائمتها الخاصة بالبلدان المقيدة للسفر.
وفي بيانها الجديد، قالت الوزارة إن هذه الخطوة هي “نتاج تقييم عالمي شامل ومنهجي أجرته وزارة الأمن الداخلي ومختلف الوكالات”.
وفي معرض شرحه لأساس القائمة الجديدة، قالت وزارة الامن الداخلي: “تم تصميم هذه القيود لأوجه القصور الخاصة بكل بلد، وكذلك المخاطر المتعلقة بالسفر على الوطن, ولا تعكس هذه القيود العداء أو التحيز ضد أي بلد أو منطقة أو عرق أو سلالة أو دين معين”.
هذا التحذير الأخير هو دفاع ضد الاتهامات بأن الحظر الشامل يستهدف المسلمين عن عمد – اتهامات تنبع بدورها من وعد حملته حملة ترامب الانتخابية في عام 2015, عندما دعا إلى “إغلاق تام وكامل في وجه المسلمين الذين يدخلون الولايات المتحدة إلى أن يستطيع ممثلو بلادنا معرفة ما يجري”.
ما هو الاختلاف عن الحظر الأصلي؟
لا ينطبق الحظر الأصلي بالتساوي على جميع الدول السبع, حيث أن إدراج كوريا الشمالية لا معنى له لأن حكومة هذا البلد تقيد بشدة السفر إلى الولايات المتحدة على أي حال، في حين أن الحظر المفروض على فنزويلا يمتد فقط ليشمل عدداً صغيراً من النخبة في البلد.
ومع ذلك، فإن الدول الخمس الأخرى ذات الغالبية المسلمة, يمنع جميع مواطنيها فعلياً من السفر إلى الولايات المتحدة إلا في ظل ظروف معينة, بينما يمكن للأشخاص من البلدان المتأثرة التقدم بطلب للحصول على “إعفاءات” من قيود السياسة، إلا أنهم ما زالوا بحاجة إلى تقديم طلب للحصول على تأشيرات حتى لو تم إعفاؤهم.
نطاق القائمة الجديدة، مع ذلك, أكثر محدودية:
في إريتريا وقيرغيزستان وميانمار ونيجيريا، تقيد الإدارة إصدار تأشيرات الهجرة, فالأساس المنطقي هو أن هذه الدول “لديها نقص كبير” في تبادل المعلومات حول الإرهابيين والمجرمين, كما فشلت أو رفضت تحسين تدابيرها الأمنية.
هذا يعني أن المعلومات التي يعتبرها طالب التأشيرة “تهديداً” قد لا تكون متاحة في وقت تقديم الطلب ولأن “الأفراد الذين دخلوا الولايات المتحدة بتأشيرات هجرة يصعب إزالتها” فإن وزارة الأمن القومي ترى أن تقييد هذه التأشيرات هو السبب الوحيد الآمن للعمل.
وفي الوقت نفسه، يبدو أن أداء كل من السودان وتنزانيا أفضل مقارنة بالمعايير الأمنية للإدارة, وعلى هذا الأساس، قررت الإدارة فرض قيود على تأشيرات التنوع والمعروفة أيضاً باسم “البطاقة الخضراء” التي تصفها وزارة الأمن الوطني بأنها “عقوبة أقل خطورة” بالنظر إلى عدد أقل بكثير من الأجانب المتضررين”.
من هو المتأثر وغير المتأثر؟
أوضح إعلان وزارة الأمن الداخلي أن صلاحيات الحظر الممتد تقتصر فقط على من يتقدمون للحصول على التأشيرات المسؤلة, ولا يزال بإمكان الأشخاص الموجودين في الخارج والذين لديهم تأشيرة صالحة بالفعل ولم يدخلوا الولايات المتحدة بعد القدوم إلى الولايات المتحدة، ولا يزال بإمكان المقيمين الموثقين قانوناً الموجودين بالفعل في الولايات المتحدة الإقامة هناك.
قالت الوزارة إن العديد من الزوار الآخرين لن يتأثروا أيضاً: “لا يزال بإمكان أفراد الأسرة زيارة أحبائهم ولا يزال بإمكان الشركات توظيف مرشحين مؤهلين ويمكن القيام بزيارات أخرى على أساس مؤقت بتأشيرة غير المهاجر”, كما حدد البيان أن المسافرين الذين كانوا بالفعل في طريقهم إلى الولايات المتحدة عندما دخل الحظر حيز التنفيذ لن يتأثروا.
كيف يمكن للبلدان الخروج من القائمة؟
أكدت وزارة الامن الداخلي, أنه من الممكن لأي دولة رفع الحظر: “تعكس القيود التي يفرضها الرئيس ثقتنا الأكبر في أن هذه البلدان يمكنها إجراء تحسينات ذات مغزى في فترة زمنية معقولة, إذا قامت البلدان المحظورة بتحسين إجراءاتها، ويمكن للرئيس إزالة قيود سفر في أي وقت”.
هناك سابقة لهذا, تمت إضافة تشاد إلى قائمة الحظر الأصلية في عام 2017, لكن تمت استبعادها في الربيع التالي بعد تحسين ممارسات تبادل المعلومات الخاصة بها وجعل جوازات سفرها أكثر أماناً.
كيف تم استقبال الحظر؟
قوبل التوسع في الحظر بالغضب من العديد من الجهات, فقد غرد على تويتر المرشح الرئاسي الديمقراطي بيرني ساندرز قائلاً: “أول أوامري التنفيذية ستكون عكس كل شيء فعله الرئيس ترامب لتحويل المهاجرين إلى شياطين وإيذائهم، بما في ذلك حظره العنصري والمثير للاشمئزاز تجاه المسلمين”.
وفي غضون ذلك، أقرت اللجنة القضائية بمجلس النواب “قانون عدم الحظر” الذي يلغي الحظر تماماً ويحد من قدرة الرئيس على فرض قيود مستقبلية على الدين, بالنظر إلى التركيبة الحزبية للكونغرس، وليس من المتوقع أن يصبح قانون.
وفي الوقت نفسه، ولأن القائمة الموسعة تضم العديد من البلدان الأفريقية – بما في ذلك أكثر دول القارة سكاناً، نيجيريا – فإن ما يقدر بنحو 25 % من جميع السكان الأفارقة يتأثرون الآن بهذه السياسة، مما دفع البعض إلى تسميتها “الحظر المفروض على إفريقيا”.
يصف حساب في صحيفة النيويورك تايمز كيف يشعر النيجيريون الذين يعيشون في الولايات المتحدة بالقلق من أن الحظر سوف يقطع العلاقات الأسرية ويؤذي البلدين.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.