لم تتراجع واشنطن عن دعمها في حرب اليمن
(موقع “ديموكرسي ناو” الأمريكي – ترجمة: انيسة معيض-سبأ)
في اليمن، قُتل 31 شخصاً في غارات جوية سعودية مدعومة من الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينهم نساء وأطفال, حيث شنت الغارات على محافظة الجوف الشمالية بعد ساعات من قول أنصار الله أنهم أسقطوا طائرة مقاتلة سعودية في نفس المنطقة.
ومن جانبها, وصفت الأمم المتحدة غارة الطائرات بدون طيار بأنها “مروعة”, حيث تأتي الضربة القاتلة في أعقاب تصاعد أعمال العنف في شمال اليمن ومرور خمس سنوات على نشوب الحرب.
أدت الحرب إلى مقتل أكثر من 100 ألف شخص و نزوح أكثر من ذلك العدد بكثير، وذلك منذ اندلاع الصراع في عام 2015.
أشارت الأمم المتحدة إلى أن انصار الله والتحالف السعودي والإماراتي المدعوم من الولايات المتحدة قد اتفقوا على عملية كبرى لتبادل الأسرى وهي الأولى من نوعها خلال حرب طويلة الامد.
إيمي غودمان: هذا هو البرنامج الاخباري الديمقراطية الآن! أنا إيمي غودمان، ونحن ننظر الآن إلى اليمن، حيث قُتل 31 شخصاً في غارات جوية شنت بقيادة المملكة العربية السعودية – والإمارات العربية المتحدة المدعومة من الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع ومن بين ضحايا تلك الغارة العديد من النساء والأطفال, معاً اليوم شيرين الاديمي، باحثة وناشطة يمنية وأستاذ مساعد في جامعة ولاية ميشيغان.
جاءت الضربات في محافظة الجوف الشمالية بعد ساعات من قول الحوثيين إنهم أسقطوا طائرة مقاتلة سعودية في نفس المنطقة, في حين وصفت الأمم المتحدة غارة الطائرات بدون طيار بأنها “مروعة”, ولوصف ما حدث يروي شاهد عيان:” أنه وبينما نحن هنا, استهدفت القوات الجوية السعودية الأمريكية الليلة الماضية سيارة مدنية, كما استهدفوا قرى في منطقة مالحة السكنية، مما تسبب في وقوع عشرات الشهداء والإصابات”.
إيمي غودمان: شنت هذه الغارة القاتلة في أعقاب تصاعد العنف في شمال اليمن واستمرار الحرب هناك على مدار خمس سنوات, حيث كانت حصيلة هذه الحرب أكثر من 100 الف شخص، وتشرد أكثر من ذلك بكثير، منذ بدء الصراع في عام 2015, في حين قالت الأمم المتحدة انه في يوم الأحد تمت الموافقة من قبل أنصار الله والتحالف السعودي -الإماراتي المدعوم من الولايات المتحدة على تنفيذ عملية كبيرة لتبادل ألاسرى وهي عملية التبادل الأولى من نوعها في خضم حرب طويلة الامد.
ولمزيد من المعلومات، نذهب إلى لانسنغ ميشيغان، حيث انضمت الينا شيرين الأديمي، باحثة يمنية وناشطة وأستاذ مساعد في جامعة ولاية ميشيغان.
البروفيسور الأديمي، أهلاً بك مرة أخرى في البرنامج الاخباري الديمقراطي الآن! هل بإمكانك التحدث بالضبط عما حدث في نهاية هذا الاسبوع؟
شيرين الأديمي: حسناً ، في نهاية هذا الأسبوع, شنت غارة جوية، للأسف، أستهدفت المدنيين في اليمن, حدث هذا، كما ذكرتي سابقاً، مباشرة بعد أن أسقط أنصار الله اليمنيين طائرة سعودية، وهو أمر غير مألوف كثيراً في اليمن، نظراً لأنهم لا يمتلكون الكثير من الإمكانات مثل تلك التي يمتلكها التحالف الذي تقوده السعودية.
ولكن كانت هناك تقارير تقول إنه كان هناك بعض الأطفال الذين تجمعوا حول هذه المنطقة، كما تعلمون، التي يوجد فيها الحطام، بينما شنت غارة أخرى استهدفت هؤلاء الأطفال وبعض المنازل المجاورة, وبالتالي، فليس من غير المعتاد أن يقوم التحالف الذي تقوده السعودية بضرب المدنيين, الا انه لم يتناهى الى سمعي عما اسفرت عنه المجزرة بأنه 31 شخصاً حقاً، كما تعلمين, في هذه اللحظة, على الرغم من أنها كانت شائعة بالتأكيد على مدار السنوات الخمس الماضية.
إيمي غودمان: وهل يمكنك التحدث عن دور الولايات المتحدة في ما يحدث الآن، وإلى أي مدى الوضع كارثي, بعد أن وصفته الولايات المتحدة بأنه الوضع الأكثر تأزماً في العالم؟
شيرين الأديمي: لا توجد أزمة على الأرض أسوأ مما هي عليه في اليمن، وفقاً للأمم المتحدة، أكثر من 80٪ من السكان بالكاد قادرين على العيش, لقد واجه الكثير من الناس بالفعل المجاعة وفارق الحياة الكثير بسبب الجوع، كما أن الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك منتشرة في البلد، ليس بسبب الغارات الجوية فحسب، بالطبع، فالغارات عطلت نظام الرعاية الصحية في اليمن وأنظمة أخرى، ولكن أيضاً بسبب الحصار الذي يفرضه السعوديون والإماراتيون.
لقد كانت أمريكا شريكة للسعوديين منذ إدارة الرئيس أوباما ولم يبدوا أي تراجع, كما تعلمون، فقد واصلوا دعمهم من خلال مبيعات الاسلحة التي تقدر بمئات المليارات من الدولارات ولكن أيضاً المساعدة في شن الغارات, وحتى نوفمبر 2018, كانوا يقومون بالتزويد المقاتلات السعودية بالوقود في الجو وما زالوا يقدمون المعلومات الاستخبارية وصيانة المركبات والطائرات والقيام بتدريب الطيارين.
وهكذا، فإن الولايات المتحدة تشارك في كل خطوة في هذه الحرب, ونحن نعلم أن هذا غير دستوري, حيث أصدر الكونغرس قراراً ينص على أن هذا غير دستوري, ومع ذلك، تواصل إدارة الرئيس ترامب تقديم دعم واسع النطاق للسعوديين والإماراتيين، وبدونه لن تتمكن هذه الحرب من الاستمرار بنفس المستوى.
إيمي غودمان: هل يمكنك التحدث عما يحدث في الكونغرس الأمريكي، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة تدعم من خلال الأسلحة النظام السعودي الذين تربطه بإدارة ترامب تحالف وثيق جداً ؟ هل يمكنك التحدث حول ما يحدث في الكونغرس؟ ما الذي تم اقراره؟ وما لم يتم اقراره؟
شيرين الاديمي: حسناً، لقد استغرق الأمر عدة سنوات للقيام بذلك, كان هناك الكثير من المعارضة من قبل ولكن تحت قيادة السناتور ساندرز في مجلس الشيوخ ورو خانا في مجلس النواب، تمكنوا من تمرير قرار قوى الحرب الذي كما تعلمون يستحضر قانون سلطات الحرب لعام 1973, حيث يمنح الكونجرس “وليس الرئيس” الحق في اتخاذ قرار الدخول في الحرب .
وهكذا، أعلنوا أن هذه حرب غير دستورية, إنها حرب تنتهك قوانيننا, بالطبع، لقد تسببت الحرب بخسائر فادحة في اليمن وتعتبر أسوأ ما رأيناه في التاريخ الحديث, لكن الأهم من ذلك، حسب الكونغرس، أنهم يحاولون إيقاف ذلك من خلال التشريعات.
ولسوء الحظ، استخدم الرئيس ترامب حق النقض ضد هذا القانون, وهكذا، كما تعلمون, يعد هذا من العوائق الثابتة.
في الآونة الأخيرة، حاولوا تعديل قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2020 ليشمل بعض الأحكام التي من شأنها أن تمنع الولايات المتحدة من تقديم المساعدة للتحالف وأي نوع من انواع تخصيص الميزانية لمساعدة السعوديين والإماراتيين في حربهم على اليمن.
ولسوء الحظ، تم إحباط ذلك في اللحظة الأخيرة أيضاً وكما تعلمون، كانت هناك جهود، لكن كان من الصعب جداً محاولة لفت الانتباه والوصول إلى الحصول على جهد مستمر في هذا الصدد والحقيقة هي أن اليمنيين يموتون كل يوم بأعداد هائلة, الأرقام التي نعرفها الآن مرعبة، لكنها لا تخبر عن الحد الكامل للخسائر التي نشهدها في اليمن.
إيمي غودمان: في أواخر الشهر الماضي، أعاد بيرني ساندرز، المرشح الديمقراطي للرئاسة، إلى جانب السناتور الجمهوري عن ولاية يوتا مايك لي والسناتور الديمقراطي كريس مورفي من كونيتيكت، تقديم هذا القرار لإنهاء الدعم العسكري الأمريكي للهجمات التي تقودها السعودية على اليمن وهذا ما تحدث به ساندرز, في مؤتمر صحفي, حيث قال: وفقاً للأمم المتحدة، يمكن أن تؤدي الحرب في اليمن إلى إنبثاق اكبر المجاعات خلال أكثر من 100 عام، حيث يواجه حوالي 100 مليون شخص خطر المجاعة في واحدة من أفقر بلدان العالم ونتيجة لهذه الحرب، ووفقاً لمنظمة “إنقاذ الطفولة”، فإن حوالي 85 الف طفل في اليمن قد ماتوا بالفعل بسبب الجوع, كما سيواجه ملايين آخرون شبح الموت، إذا استمرت هذه الحرب الرهيبة.
إيمي غودمان: إذن ، ما الذي اثمره هذا التصريح؟
شيرين الاديمي: كما تعلمون، كان هناك معارضة قوية, فبمجرد أن يستخدم ترامب حق النقض ضد مشروع القانون، فنحن بحاجة إلى أغلبية الثلثين لإلغاء حق النقض الذي لم نتمكن من تحقيقه.
كان هناك دعم جمهوري وتقريبا دعم ديمقراطي كامل بالإجماع الآن، لكن الأمر سيستغرق الكثير, وفي هذه المرحلة، كما تعلمون، فإن دعم المرشحين مثل بيرني ساندرز ، الذين التزموا بإنهاء هذه الحرب، أمر مهم حقاً.
الملايين والملايين والملايين من الأرواح اليمنية يواجهون خطر محدق وبالتالي، من المهم حقاً الاستمرار في الوصول إلى ما نبتغيه من جوانب مختلفة، لأن العمل لا يمكن أن يتوقف بسبب حق النقض، ولكنه جعل الأمور صعبة للغاية.
لكن قانون صلاحيات الحرب هو أحد تلك الأفعال التي يمكن الاحتجاج بها مراراً وتكراراً من قبل أي عضو في الكونغرس وهكذا، لدينا هذا الجانب لمواصلة تحقيق الهدف.
إيمي غودمان: الآن، العلاقة بين ترامب ومحمد بن سلمان,هل يمكنك التحدث عن كيفية تأثير ذلك على ما تفعله الولايات المتحدة؟ كما تعلمون، أن جاريد كوشنر، و آخرين، من قادة وول ستريت كانوا في ما يسمى دافوس الصحراء بالمملكة العربية السعودية مع محمد بن سلمان.
وهذا بعد كل المعلومات التي تم الحصول عليها، وبالطبع، بما في ذلك عملية القتل الوحشية، التي تعرض لها كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست خاشقجي.
كتبت صحيفة الجارديان مقالاً يقول إن الديمقراطيين في مجلس النواب قد شرحوا بالتفصيل كيف دفع كبار مسؤولي إدارة ترامب، بمن فيهم مايكل فلين وجاريد كوشنر إلى تزويد الحكومة السعودية بالتكنولوجيا لبناء محطات الطاقة النووية, وقد يضع ذلك الرياض على طريق تطوير أسلحة نووية ويزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط, هل يعد هذا مصدر قلق لك؟
شيرين الاديمي: بالتأكيد وأعتقد أنه ينبغي أن يكون مصدر قلق للجميع, لقد أثبت النظام السعودي أنه متهور تماماً, وقد دفع محمد بن سلمان، على وجه الخصوص، بدولة بأكملها إلى حافة المجاعة, إنه يقتل ويجوع الملايين في اليمن ونحن نواصل دعمه, إنه يحاكم ويضطهد أبناء بلده الذين يظهرون أي نوع من الانشقاق عليه ونحن نواصل دعمه, وبالتالي، لا أعتقد أن هذا هو الرجل الذي يحتاج إلى امتلاك المزيد من التكنولوجيا التي تسبب المزيد من الموت والدمار.
كانت إدارة ترامب واضحة تماماً فيما يتعلق بالسبب وراء دعمهم لمحمد بن سلمان, لقد قال ترامب مرات عديدة إن السعوديين يدفعون نقداً, وهكذا، فقد انتخبنا رجل أعمال في البيت الأبيض، وهو يعمل بإستراتيجية على غرار ما يقوم به رجال الأعمال، حيث يشعر بالقلق في الغالب حول مقدار الأموال التي ستجلبها الولايات المتحدة ، ليس على حسابه فقط، بالطبع، القانون الدولي والاعتبارات الأخلاقية والإنسانية ولكن أيضاً قانوننا ودستورنا.
لذا، لن يكون هناك ما يعوق الحصول على المال عن طريق السعوديين ولقد كان محمد بن سلمان مشاركاً سعيداً للغاية، كما تعلمون، مع إدارة ترامب في السلطة.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.