بقلم: كاترين آمان

 

موقع” سويس إنفو  العالمي*” السويسرية, ترجمة:أسماء بجاش-سبأ)

 

على مدى السنوات الخمس الماضية، اشتدت رحى الصراع الدائر في اليمن منذ أواخر مارس من العام 2015.

 

سويسرا، دولة محايدة ليس لها ماض استعماري، أضف إلى كونها تحظى بمكانة مرموقة في المنطقة, يمكن لها أن تساهم في نجاح الحل السلمي للأزمة اليمنية, ومع ذلك، هناك أصوات ناقدة تقول أن الاتحاد السويسري لا يخدم سوى المصالح الاقتصادية له قبل كل شيء.

 

في سويسرا، عندما نتحدث عن الأزمة في اليمن، فإن الأمر يتعلق بشكل رئيسي بالصادرات السويسرية من المعدات الحربية والعسكرية إلى المملكة العربية السعودية, حيث لطالما تعرضت الرياض إلى انتقادات لاذعة لتورطها في الصراع الدائر في اليمن وتجاهلها لقوانين حقوق الإنسان.

 

 

ففي يناير المنصرم، تم تسليط الضوء على قضية استخدام الرياض للمدافع السويسرية الصنع والمضادة للطائرات في استهداف الحوثيين في اليمن, كما خلقت زيارة أويلي ماورير عضو المجلس الإتحادي السويسري ورئيس الفرع السويسري للدفاع ووزير الدفاع للإتحاد إلى العاصمة الرياض بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي جدلاً حاداً وواسعاً, حيث يعتقد الناشطون في مجال حقوق الإنسان والسياسيون من حزب اليسار أن العاصمة السويسرية برن جعلت من مصالحها المالية الخاصة في المرتبة الأولى متجاوزة بذلك مبدأ احترام حقوق الإنسان.

 

 

سويسرا في وضع جيد في المنطقة:

 

نسجت سويسرا علاقات جيدة مع إيران، التي تلعب دوراً في الصراع اليمني من خلال دعمها للحوثيين, أضف إلى ذلك, فمنذ مارس من العام 2018, لعبت العاصمة السويسرية برن دورا فاعلا في تمثيل المصالح الإيرانية في الرياض وبالمثل المصالح السعودية في طهران, ومن المؤكد أن العلاقات الدبلوماسية هذه لا ترقى إلى مستوى دور الوساطة.

 

وبحسب ما كتبت المراسلة السابقة لدى منطقة الشرق الأوسط لصحيفة ” نويه تسايتونغ مونيكا بوليغر” الألمانية, أنه بالرغم من ذلك, ستكون سويسرا داعمة لعملية السلام في المنطقة وحاضنة لأي حل سلمي في اليمن, كما أكدت على أن العاصمة السويسرية لا تقيم علاقات جيدة مع الرياض وطهران فحسب، بل فهي تحظى أيضاً بالاحترام في جميع أنحاء المنطقة وذلك بفضل وضعها كبلد محايد يعزز المبادئ والحقوق الإنسانية, ناهيك عن كونها متنصلةً من أي نوايا إمبريالية.

 

تدعم سويسرا وتؤيد عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة, وباعتبارها بلداً مضيف، فقد عملت في السابق بدعم عدة جولات من المفاوضات في الفترة ما بين عامي 2015 و 2018, وعندما استشعرت وزارة الخارجية الاتحادية أهمية دورها كوسيط للسلام, وتطرقت إلى أن العملية معقدة جداً وأن الجهود تحتاج إلى تنسيق دقيق لتحقيق السلام في المنطقة في ظل الأمم المتحدة.

 

نظرة على مستقبل مجهول: صبي  يعتلي أحد المباني التاريخية في مدينة صنعاء القديمة التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون/ تصوير: يحيى عرهب/ نوفمبر 2019.

 

ترى إلهام مانع, وهي كاتبة ليبرالية وناشطة حقوقية يمنية حاملة للجنسية السويسرية وأستاذ مشارك في العلوم السياسية في معهد العلوم السياسية بجامعة زيورخ وعضو في اللجنة الفيدرالية السويسرية لحقوق المرأة, أنه لا يزال من  السابق لأوانه الحديث عن التدخل السويسري السلمي.

 

 

ففي بادي الأمر, يجب أن يجلس جميع أطراف الصراع حول طاولة المفاوضات, وفي هذه الحالة، يمكن لسلطنة عمان, الجارة الشرقية لليمن أن تلعب دوراً رئيسياً في هذا الملف, كونها تحظى بعلاقات جيدة مع جميع أطراف الصراع في المنطقة بسبب موقفها المحايد والبناء.

 

 

الخبرة السويسرية:

 

عرجت إلهام مانع على أنه يمكن لسويسرا أن تلعب دوراً محورياً فيما يخص الأزمة اليمنية, وذلك عندما يتعلق الأمر بجمع أطراف فرقاء الأزمة اليمنية, وهذا لن يكون بالمهمة السهلة، لأن الحكومة اليمنية تواجه صعوبات جمة بشكل متزايد في تقديم حلول للصعوبات التي تخيم على البلد, حيث تعود هذه الصعوبات إلى ما قبل تصاعد الصراع  في العام 2015، إذ يلوح في الأفق حرب أهلية منذ سنوات في المناطق الشمالية, في حين تخيم الرهانات الانفصالية في الجهة الجنوبية من البلد.

 

 

تدعم سويسرا في اليمنpn، من بين أشياء أخرى، العديد من مشاريع مياه الشرب/ تصوير: يحيى عرهب

 

تختم الكاتبة والناشطة إلهام مانع حديثها:” بأن الصراع دفعنا إلى أن نرى أنفسنا منحازين إلى أحد طرفي الصراع, كما لم نعد نعتبر أنفسنا بشراً أو يمنيين, فنحن لا نستبعد أن نرى سويسرا وعُمان تعملان معاً بالفعل, ولن أفاجأ إذا اكتشفنا أن سويسرا كانت نشطة بالفعل في الملف اليمني”.

 

*  موقع” سويس إنفو  العالمي: إحد الوحدات التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية

 

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.