تصاعد القتال بشكل حاد في اليمن، مما يعرض جهود السلام للخطر
بقلم: أحمد الحاج
نيويورك, 8 فبراير 2020(وكالة اسوشيتد برس، ترجمة: جواهر الوادعي-سبأ)
أدى تصاعد حاد في القتال الدائر بين التحالف العسكري الذي تقوده السعودية والحوثيين في اليمن إلى مقتل وجرح مئات الأشخاص على مدار الأسبوع الماضي، وذلك وفقا لما ذكره مسؤولون وزعماء قبليون يوم الاثنين الماضي.
كثف التحالف العربي المدعوم من الولايات المتحدة الذي يكافح من أجل استعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، غاراته الجوية على أهداف جماعة الحوثي شمال شرق العاصمة صنعاء بعد فترة هدوء استمرت شهرا، في حين قام الحوثيون بقصف المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
هدد الارتفاع المفاجئ في أعمال العنف عبر خطوط المواجهة التي طال أمدها بخطر تفاقم الصراع المستمر منذ خمس سنوات وتعقيد محادثات السلام غير المباشرة بين المملكة العربية السعودية والحوثيين الذين تدعمهم إيران.
دعا مجلس الأمن الدولي إلى إجراء مشاورات طارئة صباح يوم الثلاثاء بناءً على طلب بريطانيا بشأن آخر التطورات وقالت سفيرة بريطانيا لدى الامم المتحدة كارين بيرس أن المجلس سيتلقى جلسة فيديو مغلقة من مبعوث الامم المتحدة لليمن مارتن جريفيث.
ركزت الفصائل المتحاربة قواتها في ثلاثة مناطق رئيسية: نهم، على بعد نصف ساعة بالسيارة من العاصمة, والجوف، وهي منطقة جبلية شمالية, ومأرب، وهي المحافظة الغربية التي شهدت واحدة من أكثر هجمات المتمردين دموية في وقت سابق من هذا الشهر.
ووفقًا للمراقبين كان القتال هذا الأسبوع هو الأكثر حدة والذي شهدته تلك المناطق منذ ثلاث سنوات.
وقال مسؤولون حوثيون ان موجة من أكثر من اربعين غارة جوية شنتها قوات التحالف ضربت أهداف للحوثيين، ودمرت العديد من دباباتهم وعرباتهم المدرعة, وطلب هؤلاء المسؤولون عدم الكشف عن هويتهم.
على الرغم من الخسائر الفادحة على كلا الجانبين، فإن الحوثيين يسيطرون على الأرض، حسب قول المسؤولين.
استولى المتمردون على خط إمداد رئيسي يربط مأرب بالجوف وكانوا يقتربون من عاصمة المحافظة الشمالية الغربية, حيث أسفر القصف المدفعي على الحي عن مقتل ثلاثة مدنيين.
وبحسب البيان الحكومي, فأن الرئيس عبد ربه منصور هادي كان طوال اليوم، على تواصل مع القادة العسكريين والمحافظين المحليين وأكد على الحاجة إلى “الارتقاء بالمؤسسات العسكرية إلى أعلى مستوى من التدريب والتسليح واليقظة”.
أثارت الانتكاسات العسكرية اليمنية شكاوى أخيرة بأن الجيش يفتقر إلى التقدم التكنولوجي الذي دفع الحوثيين إلى التقدم.
كما اندلع القتال يوم الاثنين في مدينة تعز الكبيرة التي تسيطر عليها الحكومة، حيث سقطت قذيفة هاون أطلقها الحوثيون على سوق مزدحم، مما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وجرح عشرة اخرين.
وفي الوقت نفسه، أسفرت المواجهات العنيفة في محافظة البيضاء عن مقتل ثلاثة عشر مقاتلاً من الجانبين.
تعهد رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك سعيد بأن القوات الحكومية “ستواجه بقسوة” الحوثيين، التي اتهمها بمحاولة “إطالة أمد الحرب وتخفيف الضغط والعزلة الدولية على إيران”, وقال إن الهجمات الحوثية تشير إلى “رفضهم الصريح لجهود السلام”.
لمدة شهور، أثارت مفاوضات القناة الخلفية في عمان بين الرياض والحوثيين آمال متواضعة في المصالحة, لكن العنف المتصاعد بشكل حاد قد وضع العملية السياسية على أرض مهزوزة ومن المتوقع استئناف المحادثات في عمان الأسبوع المقبل.
قال بيتر ساليسبري، الخبير في الشأن اليمني في المجموعة الدولية للأزمات، إن المتمردين الحوثيين قد يستخدمون نجاحاتهم العسكرية لكسب النفوذ في أي مفاوضات سياسية في المستقبل, ويبدو أن كلا الجانبين يريد نوعاً من الهدنة, لكن الخطر يكمن في أنه إذا شعر الحوثيون أنهم في المقدمة، فسوف يستمرون في إحراز تقدم كبير وهذا سيجعل هذه المفاوضات صعبة للغاية”.
اليمن، أفقر بلد في العالم العربي، تعامي من الحرب منذ أن استولى المتمردون الحوثيون على العاصمة وطردوا حكومة هادي في عام 2014, وقد تسبب الصراع في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة الاف شخص وتشريد أكثر من ثلاثة ملايين ودفع البلد إلى شفا المجاعة.
الأمراض القاتلة المحتملة، مثل الكوليرا تنتشر مع انهيار أنظمة الصحة العامة والصرف الصحي في البلد.
وبعد ضغوط دولية مكثفة على التحالف الذي تقوده السعودية، أعلنت وزارة الخارجية يوم الاثنين أنه لأول مرة منذ سنوات، ستبدأ اليمن رحلات جوية مباشرة للمرضى المصابين بأمراض خطيرة والذين يلتمسون العلاج الطبي في مصر والأردن.
ولإضعاف الحوثيين، يفرض التحالف حصاراً على مطار صنعاء الدولي، إلى جانب موانئ أخرى في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون, حيث أعاق الإغلاق إيصال المساعدات الإنسانية ومنع آلاف المرضى اليمنيين من السفر إلى الخارج للحصول على رعاية عاجلة.
ومن جانبها, أشارت الوزارة إلى أن الرحلات الطبية هذه بمثابة خطوة إنسانية تهدف إلى تخفيف معاناة المواطنين غير القادرين على تحمل مشقة السفر برا إلى مطارات أخرى, إذ أن الرحلات الجوية ستبدأ الشهر المقبل.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.