يتطلع الحوثيون في اليمن إلى مأرب الغنية بالنفط بعد تحقيقهم مكاسب سريعة
رجل قبلي يمني يدعم القوات الموالية للرئيس اليمني المدعوم من الرياض خلال القتال ضد الحوثيين في مأرب، شرق العاصمة صنعاء، في 2017 /وكالة الصحافة اليمنية
(موقع “ميدل إيست آي” البريطاني ،ترجمة: جواهر الوادعي-سبأ)
تسعى حركة الحوثيين اليمنية، بعد أن حققت مكاسب سريعة في محافظة صنعاء إلى الدخول في المناطق الغنية التي تسيطر عليها الحكومة في مأرب والتي تضم بعض أهم موارد النفط والغاز في البلد.
المعركة من أجل مأرب هي آخر التطورات في نزاع يمني طويل بين حركة الحوثيين والتحالف المدعوم من الغرب بقيادة السعودية والذي تدخل في اليمن عام 2015 لإعادة حكومة عبد ربه منصور هادي.
يوم الأربعاء، قال الناطق باسم الحوثيين يحيى سريع إن مقاتليه صدوا هجوماً شنته عليهم القوات الموالية لهادي في منطقة نهم التي تقع على بعد 60 كيلومتراً شمال شرق العاصمة صنعاء.
وفقا لسريع، شنت القوات الموالية للحكومة هجومها على نهم في منتصف يناير, مشيراً إلى أن هزيمتهم سمحت للحوثيين بشن هجوم مضاد عنيف والاستيلاء على الحي بأكمله, فقد حررت عملية البنيان المرصوص 2500 كيلومتر مربع من الأراضي، وفقد العدو آلاف القوات.
والآن يتطلعون إلى المضي قدماً في عملية تسمى “البنيان المرصوص”، سعياً إلى الاستيلاء على الأجزاء الواقعة تحت سيطرة قوات الرئيس هادي في محافظة مأرب القريبة.
ومن جانبها, لم تعلق الحكومة المعترف بها دوليا على بيان جماعة الحوثي.
الجنود المؤيدون لهادي “خذلوا” الجيش:
تراجعت قوات هادي الآن, حيث كانوا قد تحدثوا ذات مرة عن الاستيلاء على العاصمة الحوثية صنعاء، ويناقشون الآن طرق الدفاع عن مأرب، مركز النفط والغاز الاستراتيجي.
بالإضافة إلى حقولها النفطية ومصفاة نفطها الأكثر أماناً، فإن مأرب هي أيضاً منتج رئيسي للغاز الطبيعي وتمد البلد بأكملها.
وبعد خسائرهم في نهم، أقال هادي القائد العسكري المحلي وعين قائداً جديداً.
قال إبراهيم، وهو مقاتل مؤيد للحكومة في محافظة مأرب، إن بعض الجنود الموالين “خذلوهم” وانسحبوا من المعارك، مما تسبب في خسائر كبيرة بين قواتهم, كنا نخطط للتقدم نحو صنعاء، لكن عرقلت محاولتنا انسحاب كتيبة من الجنود، مما أعطى الحوثيين فرصة لمهاجمتنا, لقد كانت هذه خيانة للجنود وزعيمهم، لأنها دمرت معنويات المقاتلين الآخرين.
يوم الجمعة الماضي، أقرت الحكومة بتقدم الحوثيين، قائلة إنها نفذت “انسحابا تكتيكياً” لقواتها من مواقع معينة شرق صنعاء والتي احتفظت ببعضها لمدة ثلاث سنوات.
لم يكن إبراهيم مقتنعا بادعاءات الحكومة, حيث قال “لو كان هذا انسحاباً تكتيكياً، لما تحدثت الحكومة عن ذلك, كان ينبغي على الحكومة إجراء تحقيق مع القائد الذي أمر قواته بالانسحاب، تاركاً للآخرين الوقوع في أيدي الحوثيين.
على الرغم من النجاحات التي حققها الحوثيون في الآونة الأخيرة، إلا أن إبراهيم متشائم من أنه يمكنهم الاستيلاء على مناطق هادي في مأرب في أي لحظة كما يزعم وأشار إلى أن المعارك الأخيرة كانت لها خسائر فادحة على الحوثيين، حيث قتل المئات أو أصيبوا أو اعتقلوا.
المقاومة المحلية هي أيضا المفتاح
قال الجندي: “لولا دعم المقاتلين القبليين، فإن الحوثيين سيطروا على محافظة مأرب بأكملها, حيث طلب زعماء القبائل من مقاتليهم الانضمام إلى المعارك, وهذا شجعنا على القتال, فالحكومة لم تفعل شيئاً”.
بالنسبة لإبراهيم، فإن الافتقار إلى القيادة في صفوف الموالين لهادي كان أمراً مهيناً, حيث قال: “لم أعد مستعداً للقتال تحت هذه القيادة، ولم يعد زملائي كذلك, نحن على استعداد لمواصلة القتال في ظل زعيم قبلي، ولكن ليس تحت قيادة الجيش الذي لا يهتم بنا.
الحوثيون “يقاتلون لأسباب أيديولوجية”
قال محمد، الصحفي المقيم في مأرب والذي يتابع التطورات عن كثب، إن الحملة الإيديولوجية للحوثيين منحتهم ميزة في معارك مأرب, فهم لا ينسحبون لأنهم يؤمنون بالقتال إلى أقصى حد، في حين أن معظم القوات الموالية لهادي تقاتل من أجل المال.
محمد، الذي يفضل استخدام اسمه الأول لأسباب أمنية، يرى أن قوات هادي كانت أكثر توحدا عندما بدأت الحرب في عام 2015, ومع ذلك، يعتقد اليوم أنها أضعف بكثير, وإن قواته ليست موالية للبلد، انها موالية لقادة مختلفين، ولكل قائد خطة وأجندة خاصة به.
يعتقد الصحفي أن الحوثيين كان لهم دور في إحباط معنويات القوات الموالية لهادي في مأرب من خلال إرسال بعض مقاتليهم للتسلل إلى القوات المتنافسة في مأرب، بدعوى أنهم تحولوا إلى جانبهم, كما أن القوات الموالية لهادي في مأرب تقبل أي مقاتل يصل من مناطق الحوثيين، معتبرة أنه نصر, وأضاف “لكنني أعتقد أن الحوثيين يرسلون بعض رجالهم للعمل سراً داخل الجيش اليمني في مأرب, ففي مأرب، تتكون قوات هادي من مجموعة من المقاتلين من أماكن مختلفة، متوحدين بشكل بسيط, وهذا يتركهم مفتوحين للتسلل, وأن عملاء الحوثيين ربما يكونون قد هزموا الروح المعنوية في الصفوف التي انسحبت بشكل مثير للجدل.
أشار محافظ مأرب، سلطان العرادة، هو أيضا زعيم قبلي, في كلمة ألقاها يوم الأحد إن الوضع مستقر في مدينة مأرب، عاصمة المحافظة.
أعرف رجالي وشجاعتهم, وأعتقد أنهم سوف ينتقمون للجيش الوطني وللبلد, كما قدم سكان مأرب المساعدة للجيش اليمني بسرعة في نهم.
“لقد منعت بقية الرجال من الانضمام إلى المعارك بعد أن رأيت أن هناك ما يكفي من المقاتلين على خط المواجهة”.
واقترح المحافظ أن الحماس لصد أي هجوم للحوثيين على مأرب هو أمر لا حدود له, وقال “حتى الأشخاص الذين يتلقون العلاج في الخارج اتصلوا بي، مؤكدين أنهم سيعودون لدعم أبطال الجيش الوطني”.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.