عملية البنيان المرصوص.. ووهم الخيار العسكري لدول العدوان
المحرر السياسي :
لا تزال قوى العدوان تعيش في وهم الخيار العسكري للحرب في اليمن ولا تعمل لمسألة السلام عبر الحوار أي أهمية رغم ما تتكبده من هزائم عسكرية في مختلف الجبهات التي كان آخرها الهزيمة النكراء التي لحقت بهم في نهم، وتداعياتها الصاعقة التي افقدتهم توازنهم في ضربة عسكرية محكمة أدت إلى خسرانهم كل شيء في نهم.. فهل بعد هذا درسا يردونه لكي يؤمنون بخيار السلام؟
إن المكابرة في العمل العسكري عبر التاريخ هزيمة وعليه يجب على هؤلاء المكابرين والمتاجرين بدماء وأرواح اليمنيين أن يعوا درس نهم جيدا والتسليم باستحالة الحل العسكري، وأن رهانهم هذا قد سقط وإلى الابد وليس أمامهم غير السلام أو الهزيمة الماحقة وفقدان كل شيء.
وباستقراء لبيان القوات المسلحة الذي صدر يوم أمس الأربعاء حول معركة نهم فقد كشف البيان أن عملية البنيان المرصوص في نهم جاءت للتصدي لمسار عدواني كبير كان يستهدف العاصمة صنعاء، وشنت على إثره هجوما معاكسا أدى إلى تحرير كافة مناطق نهم بمساحة إجمالية تقدر 2500 كيلو متر مربع طولا وعرضا ووقوع الآلف من قوات العدوان بين قتيل ومصاب واسير، ودحر القوات المتمركزة في نهم والمكونة من 17 لواء عسكري و20 كتيبة واغتنام عتادها بالكامل.
هل بعد هذا الانتصار الكاسح سيظل مسئولي قوى العدوان يركبون رؤوسهم في حسم المعركة عسكريا، إنه درس كبير وبالغ الأهمية لكل من في رأسه عقل يفكر وهو يرى ذلك التقدم العسكري الكاسح، والخاطف والسيطرة على أرض المعركة بزمن قياسي لا تنفذه إلا الجيوش المحترفة والمدربة تدريبا عسكريا عاليا.
لقد كشفت معركة نهم عن نوعية المقاتل وعدالة قضيته التي يقاتل من أجلها والعقيدة العسكرية التي يحملها..عدوان على البلاد هو بحد ذاته قضية حتم على المقاتلين حملها والدفاع عنها بكل شرفا ورجولة، وهنا يظهر الفارق الكبير بين الارتزاق والقتال من أجل قضية عادلة يحملها المقاتلين..
المرتزق يقاتل من أجل المال ولا يهمه في ذلك النصر أو الهزيمة بقدر ما يهمه استمرار تدفق المال اليه، بينما من حمل هم الوطن ودحر العدوان يقاتل بكل إيمان بالحق وعدالة قضية الوطن لدحر العدوان.
درس معركة نهم كبير وذات معاني وأبعاد متعددة يفترض أن تأخذ منه دول العدوان العبرة، وأن تنصاع صاغرة لعملية السلام عبر المفاوضات لإيجاد حل سلمي لقضية الحرب في اليمن.