ارتفاع حدة الصراع في اليمن
عانت المناطق الشمالية اليمنية حتى العام 2010, من ويلات ست حروب ضارية بين السلطة المركزية في العاصمة صنعاء والحركة الحوثية, حيث سعى هذا الفصيل منذ ذلك الوقت إلى استعادة النظام الإمامي على حساب النظام الجمهوري.
بقلم: أمناى إدير
(صحيفة الوطن الجزائرية الناطقة بالفرنسية, ترجمة:أسماء بجاش-سبأ)
لا يزال اليمن منذ خمس سنوات يعيش في خضم حرب ضروس بين القوات الموالية للحكومة التي تتلقى الدعم من قبل قوات التحالف العربي المنضوية تحت لواء المملكة العربية السعودية وبين الحركة الحوثية, ففي الأسبوع الماضي لقي ما لا يقل عن 83 جندياً موالياً للحكومة اليمنية مصرعهم في هجوم نُسب إلى المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء, وذلك وفقاً لتقارير إعلامية, نقلاً عن مصادر طبية وأمنية.
ومن جانبهم, قال أطباء ومسؤولون عسكريون عقب الهجوم, إن العملية استهدفت
مسجداً في محافظة مأرب الواقعة شرق صنعاء, وقالت المصادر إنه تم تعديل الحصيلة الأولية للقتلى إلى 70 قتيلاً وجرح 50 آخرين بعد وفاة العديد من الجرحى، كما أكدت تلك المصادر أن الحوثيين هم من قاموا بتنفيذ ذلك الهجوم, حيث
يأتي ذلك الهجوم بعد أن قامت القوات الموالية للحكومة بشن سلسلة هجمات على المتمردين في منطقة نهم شمال صنعاء، بدعم من التحالف الذي تقوده السعودية.
وفي الوقت نفسه، حمّل الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الحركة الحوثية مسؤولية الهجوم, كما وصف المتمردين بأنهم “أداة إيران في المنطقة”.
كما قُتل 11 جندياً يمنياً في 7 يناير الجاري، في قصف صاروخي قام بها المتمردون الحوثيون على محافظة الضالع الجنوبية، حيث اتسمت هذه الفترة باشتباكات متفرقة بين القوات الحكومية والانفصاليين.
وباعتبار أنفسهم مهمشين، خاض الحوثيون ست حروب ضد الحكومة المركزية من معقلهم في محافظة صعدة في الشمال منذ العام 2004 وحتى العام 2010، وبرر الرئيس في ذلك الوقت، علي عبد الله صالح، ذلك بأن الحركة الحوثية أرادت استعادة الإمامة على حساب الجمهورية.
وبعد رحيل الرئيس صالح عن السلطة، واصل المتمردون الحوثيون حربهم ضد النظام الجديد, ففي أواخر سبتمبر من العام 2014، تمكن الحوثيون من دخول العاصمة صنعاء وذلك بدعم من أنصار الرئيس السابق صالح، حيث احتلوا العديد من مقار الدولة من بينها مقر الحكومة, وفي منتصف أكتوبر، استولوا على ميناء الحديدة الإستراتيجي والمطل على البحر الأحمر، ثم تقدموا نحو المناطق الوسطى من البلد.
وفي 20 يناير 2015، استولوا على القصر الرئاسي في صنعاء وحاصروا مقر إقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي فر إلى مدينة عدن في الجنوب.
واصل التمرد الحوثي السير قدماً حتى تمكن من دخول العاصمة المؤقتة عدن, وبعدها فر الرئيس هادي مرة أخرى إلى العاصمة الرياض, وفي أواخر مارس من نفس العام، اعلنت المملكة العربية السعودية تشكيل تحالفاً عربي يضم العديد من الدول العربية على رأسها دولة الأمارات العربية المتحدة والبدء بعمليات التدخل العسكري تحت مُسمى عاصفة الحزم.
حظى التحالف العسكري العربي بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية, حيث أخذت واشنطن على عاتقها مهمة تقديم الدعم لدول التحالف في مجال الخدمات اللوجستية والاستخبارات, كما أبرمت الإدارة الأمريكية العديد من صفقات الاسلحة والتي بلغت قيمتها مليارات الدولارات.
توالت العديد من الأحداث في الحرب الاهلية اليمنية, ففي 29 نوفمبر من العام 2017، اشتعل فتيل الأزمة بين الحوثيين والرئيس السابق صالح, وفي 2 ديسمبر، عرض صالح على المملكة الوهابية “فتح صفحة جديدة”، شريطة أن يتم رفع الحصار الذي فرضته دول التحالف في الشهر السابق, وذلك بعد أن شن الحوثيين هجوماً صاروخياً على الرياض, وفي 4 ديسمبر, قُتل صالح على أيدي حلفاءه السابقون “المتمردين الحوثيين” الذين عززوا من نفوذهم وتواجدهم في صنعاء.
لم يكن الوضع في المناطق الجنوبية في اليمن أحسن حالاً مما يحدث في الشمال, ففي نهاية يناير من العام 2018، أنقلب الانفصاليون في الجنوب – وهي دولة مستقلة قبل اندماجها مع الشمال في العام 1990- ضد القوات الحكومية في عدن وحاصروا قصر الرئيس هادي، قبل أن يوقف التحالف السعودي- الإماراتي المعركة.
في 13 يونيو 2018، شنت القوات الموالية للحكومة بدعم من الرياض وأبو ظبي، هجوما على مدينة الحديدة, ومن جانبها, توالت المحاولات الأممية للتوصل لحل الصراع في اليمن, حيث جلس فرقاء الأزمة اليمنية على طاولة المفاوضات في العاصمة السويدية ستوكهولم وبالفعل أعلن الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريس” في 13 ديسمبر من العام نفسهعن توقيع اتفاق وقف اطلاق النار, ولاسيما في مدينة الحديدة الساحلية.
في 7 أغسطس 2019، اندلعت موجة أخرى من الاشتباكات في مدينة عدن بين عناصر انفصالية من قوة “الحزام الأمني” التي دربتها الإمارات والقوات الحكومية المدعومة من الرياض, حيث تمكنت القوات الانفصالية من السيطرة على العاصمة المؤقتة عدنفي 29 أغسطس.
وفي سبتمبر من العام ذاته, تبنى المتمردون الحوثيون هجمات على منشأتي نفط في السعودية, وفي المقابل أشارت الرياض وواشنطن بأصابع الاتهام إلى طهران التي نفت اي دوراً لها في ذلك العمل.
مادة مترجمة فرنسي ليوم الأربعاء الموافق 29 يناير 2020 من الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي بوكالة الأنباء اليمنية “سبأ”