خبراء امميون يطالبون بتحقيق أمريكي في مزاعم القرصنة السعودية لهاتف جيف بيزوس
بقلم: ستيفاني كيرشغسنر
(صحيفة “ذي جارديان” البريطانية، ترجمة: جواهر الوادعي-سبأ)
يطالب خبراء الأمم المتحدة بإجراء تحقيق فوري من قبل الولايات المتحدة في أدلة تشير إلى أن الملياردير جيف بيزوس ومالك صحيفة واشنطن بوست، تم اختراق هاتفه بواسطة برامج تجسس تم أرسالة من خلال رسالة عبر تطبيق واتساب وتم إرسالها من الحساب الشخصي لولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان.
وقال المقرران الخاصان – أجنيس كالامارد وديفيد كاي – في بيان مشترك إنهما “قلقان للغاية” جراء الأدلة التي استعرضاها بشأن المراقبة الواضحة لبيزوس فيما وصفوه بأنه “جهد ممكن للتأثير، إن لم يكن لإسكات صحيفة واشنطن بوست عن الكتابة فيما يخص السعودية”.
صدر البيان بعد أن كشفت صحيفة الجارديان يوم الثلاثاء أن بيزوس، وهو الرئيس التنفيذي لشركة أمازون وأغنى رجل في العالم، يبدو أنه قد تم اختراق هاتفه المحمول في عام 2018 بعد تلقيه رسالة على ما يبدو تم إرسالها من حساب الواتساب الشخصي للأمير محمد.
في أحد أكثر الفضائح غير العادية، قال مقررو الأمم المتحدة إنه وفقاً لتحليل الطب الشرعي، أرسل “ولي العهد رسائل واتساب” إلى بيزوس في نوفمبر 2018 وفبراير 2019, حيث كشف عن معلومات خاصة وسرية عن الحياة الشخصية لبيزوس والتي لم تكن متاحة في أي مصادر عامة”.
هذا وكان ملحقا تم تقديمه ضمن تقريرهم مزيداً من التفاصيل عن الحادثة المزعومة في نوفمبر 2018 عندما تم إرسال صورة واحدة إلى بيزوس من حساب الواتساب لولي العهد “مع تعليق توضيحي ساذج”.
كانت الصورة، وفقاً لمقرري الأمم المتحدة، هي “امرأة تشبه المرأة التي يرتبط بيزوس معها بعلاقة غرامية قبل أشهر من انتشار قضية بيزوس علناً”.
وبعد شهرين، في يناير 2019, نشرت مجلة ناشيونال انكويرير طبعة خاصة كشفت هذه القضية, و نفت AMI ، التي تمتلك التابلويد سوبر ماركت بالولايات المتحدة أي تورط لـ “طرف ثالث” في التأثير على تقاريرها.
في يوم من التطورات الدراماتيكية التي هددت بتعميق الأزمة في الرياض، قال مقررو الأمم المتحدة:
– تم الإفصاح عن تفاصيل التحليل الفني المتطور الذي أسس “أسباب الاعتقاد المعقول” بأن بيزوس كان ضحية “مراقبة تدخليه عبر اختراق هاتفه نتيجة لإجراءات تنسب إلى حساب واتساب والمستخدم من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”.
– يُعتقد أن جهاز هاتف بيزوس الخاصiPhone” ” قد تمت قرصنته في 1 مايو 2018 عبر ملف فيديو MP4 تم إرساله من ولي العهد, وفي غضون ساعات من استلام ملف الفيديو ، بدأ “تسلل” ضخم للبيانات وزادت كمية البيانات الخارجة من الهاتف بشكل كبير واستمرت دون اكتشافها لعدة أشهر.
– يزعم أن “التفسير الأكثر ترجيحاً” للكم الهائل من البيانات التي تخرج من الهاتف هو أنه تم اختراقه بواسطة برامج التجسس مثل تلك التي طورتها مجموعة NSO, وهي شركة مراقبة إسرائيلية خاصة, ويعزى التقييم إلى “تحليل لأحد الخبراء باحتمال وجود أسلحة إلكترونية”, في حين نفى مكتب الإحصاء الوطني على الفور تورطه قائلاً: “يمكننا أن نقول بشكل لا لبس فيه أن تقنيتنا لم تستخدم في هذه الحالة”.
– أصدر تحذيراً صارخاً للحاضرين البارزين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ومن المعروف أن العديد منهم التقوا مؤخراً ولي العهد, وقالت كالامارد إنها تريد “إثارة إنذار” للأشخاص في جميع أنحاء العالم الذين تعاملوا مع الرياض حول “هشاشة أنظمتهم الإلكترونية”.
وفي حديثها لصحيفة الغارديان حول أجندة دافوس ، قالت كالامارد: “أشعر بخيبة أمل لأن المنظمين لم يركزوا على مسألة المراقبة على جدول أعمالهم, وأضافت جميعهم ضعفاء للغاية, إن الكشف عن احتمال أن يكون لملك المملكة العربية السعودية في المستقبل مشاركة شخصية في استهداف الملياردير ومالك صحيفة واشنطن بوست يجب أن يسلط الضوء من جديد على مقتل جمال خاشقجي.
قتل خاشقجي، صحفي كاتب لصحيفة الواشنطن بوست، في أكتوبر 2018 بعد خمسة أشهر من “الاختراق” المزعوم لجهاز بيزوس.
كالامارد هي مقرر الأمم المتحدة الخاص والمعني بالإعدامات الموجزة والقتل خارج نطاق القضاء ومؤلفة تقرير سابق يقدم أدلة مفصلة عن تورط الإدارة السعودية في مقتل خاشقجي مع سبق الإصرار في قنصليتها في اسطنبول, بالرغم من نفي ولي العهد أي تورط له في القتل.
وقالت كالامارد إنها كانت قد توقفت سابقاً عن اتخاذ قرار بشأن الطبيعة الدقيقة لتورط الأمير محمد في مقتل خاشقجي, كما أشارت إلى أن أحدث المعلومات، إذا كانت صحيحة، وضعت “ولي العهد في قلب حملة المراقبة والقرصنة”.
قبل إصدار بيان الأمم المتحدة بشأن القرصنة المشتبه بها، رفضت الرياض تقارير صحيفة الجارديان حول التورط الواضح لوريث المملكة ووصفتها بالـ”سخيف”.
وقالت سفارة المملكة في واشنطن: “نحن ندعو إلى إجراء تحقيق في هذه المزاعم حتى نتمكن من الحصول على كل الحقائق”.
كما قدم كالامارد وكاي، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية التعبير مزيداً من المعلومات حول الطبيعة الظاهرة لمراقبة هاتف بيزوس، قائلين إن الخبراء التقنيين قد قدروا “بثقة متوسطة إلى عالية” أنه تم التسلل إليه عبر فيديو MP4 وانه تم إرسال الملف من حساب واتساب يستخدمه ولي العهد.
ووفقاً لجدول زمني مفصل قدمه مقررو الأمم المتحدة، قال خبراء الأمم المتحدة أن بيزوس التقى الأمير محمد في “عشاء صغير” في لوس أنجلوس في 4 أبريل 2018, وتبادلا أرقام الهواتف التي تتوافق مع حساباتهما على الواتساب.
كما أوضحت الأمم المتحدة أنه بعد أسابيع، أي في 1 مايو, تم إرسال رسالة من حساب الواتساب الخاص بولي إلى العهد إلى بيزوس.
ينص الجدول الزمني للأمم المتحدة أن “الرسالة هي ملف فيديو مشفر, ثبت لاحقاً، مع التأكد من أنه برنامج تنزيل الفيديو يصيب هاتف السيد بيزوس بكود ضار”.
في غضون ساعات من استلام الملف الضار، أشار التحليل الفني إلى تسلل “ضخم” و”غير مسبوق” للبيانات من هاتف الملياردير الذي استمر لعدة أشهر أخرى.
وفي بيانهم، قال مقررو الأمم المتحدة: “إن ظروف وتوقيت القرصنة ومراقبة بيزوس تقوي أيضاً دعم إجراء مزيد من التحقيقات من جانب الولايات المتحدة وغيرها من السلطات ذات الصلة بشأن الادعاءات بأن ولي العهد أمر أو حرض أو على الأقل كان على علم بالتخطيط لكنه فشل في إيقاف المهمة التي استهدفت قتل خاشقجي في إسطنبول.
“في الوقت الذي كان من المفترض أن تحقق فيه الرياض في مقتل خاشقجي ومقاضاة من تعتبرهم مسؤولين، كانت تشن حملة سرية على الإنترنت ضد بيزوس وأمازون مستهدفينه بشكل رئيسي كمالك لصحيفة واشنطن بوست”.
يقاضي واتساب حالياً “NSO” وتتهم شركة المراسلة المملوكة لشركة Facebook NSO بأنها وراء الهجمات السرية على أكثر من 100 من نشطاء حقوق الإنسان والمحامين والصحفيين والأكاديميين.
لقد دافعت “NSO” في الماضي عن نفسها بقوة ضد دعوى شركة واتساب وقالت مراراً وتكراراً أن برنامج مراقبة التوقيع المعروف باسم Pegasus, يستخدم فقط كأداة لإنفاذ القانون يمكن أن تساعد في منع الجريمة والهجمات الإرهابية.
وفي بيان صدر يوم الأربعاء، قالت الشركة إنها “مصدومة ومنذهلة” بتقرير اختراق هاتف بيزوس لكنها أصرت على “أن تقنيتنا لم تستخدم”, وإذا كانت هذه القصة صحيحة، فهي تستحق إجراء تحقيق كامل من قبل جميع الهيئات التي تقدم هذه الخدمات للتأكد من أن أنظمتها لم تستخدم في هذا الاعتداء, كما ذكرنا عندما ظهرت هذه القصص لأول مرة قبل أشهر، يمكننا أن نقول بشكل لا لبس فيه أن تقنيتنا لم تستخدم في هذه الحالة”.
ووفقاً للمقررين الخاصين بالأمم المتحدة، فإن الحرس الملكي السعودي “حصل من مجموعة NSO”” على برامج التجسس التابعة لشركة Pegasus في نوفمبر 2017, ويعتقد أنه شارك في استهداف المنشقين السعوديين, حيث أشار بيانهم: “تم اختراق قرصنة هاتف بيزوس خلال الفترة من مايو-يونيو 2018, والتي تم فيها اختراق هواتف اثنين من المقربين من جمال خاشقجي، يحيى عسيري وعمر عبد العزيز، بزعم استخدام برنامج Pegasus الضار.
وأضاف مقررو الأمم المتحدة: “يجب أن تخضع المراقبة من خلال الوسائل الرقمية لأشد مراقبة صارمة، بما في ذلك من قبل السلطات القضائية وأنظمة الرقابة على الصعيدين الوطني والدولي للحماية من سهولة إساءة استخدامها, فهذا يؤكد الحاجة الملحة إلى وقف بيع ونقل تكنولوجيا المراقبة الخاصة على المستوى العالمي.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.