بقلم: مهدي خلفات

 

(راديو وتلفزيون بلجيكا- rtbf” الناطق بالفرنسية, ترجمة:أسماء بجاش-سبأ)

 

هل يتجه العالم نحو حرب عالمية ثالثة؟ وعلى إيه حال، فإن شيئا واحدا يبدو مؤكداً, وهو أن جميع كبار الشخصيات في النظام الإيراني قد قطعوا وعداً بانتقام لمقتل الجنرال قاسم سليماني.

 

 

“لا شك في أن الأمة إيرانية العظيمة والدول الحرة الأخرى في المنطقة سوف تأخذ بثأرها من الولايات المتحدة الأمريكية “الإجرامية” جراء ارتكابها هذه الجريمة المروعة”      الرئيس الإيراني/ حسن روحاني

 

 

يجمع هذا الاختفاء جميع الساسة الإيرانيين من المتطرفين والمحافظين إلى الأكثر انفتاحاً وإصلاحاً, في الرسالة التي استحضرها المرشد الأعلى للثورة الإسلامية “علي خامنئي” الذي وعد بانتقام شرس ينتظر القتلة الذين لطخوا أيديهم القبيحة بدمه وبدم الشهداء الآخرين.

 

لن تظل إيران دون رد فعل، فهي مسألة مبدأ و فوق كل شيء مبدأ اعتزاز وطني, ولكن هناك قضية هامة, والتي تكمن في ميزان القوة العسكرية, بيد أنها حقاً غير متناسبة مع الجانب الأمريكي: لا الحرب التقليدية ولا الجيش ضد الجيش يمكن تصوره, ولكن نظراً لوجود إيران في المنطقة، فإن الإيرانيين قادرون على الوصول إلى المصالح الأمريكية أو حلفاءها.

 

ما هي الأهداف المحتمل استهدافها؟

 

على الجانب المستهدف، فأن إيران مدللة نظراً لطول قائمة الاختيار, حيث سيصبح العراق أول ميادين القتال, إذ تعج الأراضي العراقية بالجنود الأمريكيون والبالغ عددهم قرابة 5 آلاف جندي.

 

ومن جانبه, فقد أعطى الزعيم الشيعي “مقتدى الصدر” عقب الإعلان عن عملية تصفية الجنرال “قاسم سليماني” الأوامر لمقاتليه في جيش المهدي بالوقوف على أهبة الاستعداد والجاهزية التامة, إذ تم بذلك إعادة تنشيط الميليشيات التي تم حلها رسميا منذ عشر سنوات تقريباً والتي زرعت الرعب والخوف في صفوف الجنود الأمريكيين في العراق.

 

ومن الأهداف المحتملة أيضاً السفارات الأمريكية في المنطقة, كما إن الدول القريبة من الولايات المتحدة الأمريكية ستكون في مرمى الهجمات المحتملة: المملكة العربية السعودية، التي عانت بالفعل من هجمات على ترابها والتي شنها الشيعة في اليمن انتقاما من الحرب التي تقودها الرياض وحلفائها عليهم, وفي الجهة الشمالية, توجد إسرائيل مع حزب الله الموالي لإيران، ومن الشرق, هناك سوريا الشيعية ممثلة بالرئيس بشار الأسد وحماس في قطاع  غزة من الجنوب.

 

 

النفط في مضيق هرمز:

 

اتُهمت إيران بصورة متكررة خلال العام 2019, بمهاجمة ناقلات النفط قبالة السواحل الإماراتية أو الاستيلاء على السفن وتهديد الملاحة البحرية بالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي, كما يشتبه أيضا أن طهران كانت وراء الهجوم المدوي الذي استهدف عصب المنشآت النفطية السعودية في بقيق وخريص، والتي كان لها تأثير كبير على صادراتها من النفط ومشتقاته, وبالتالي يمكن أن يكون التعامل مع إمدادات النفط خيارا انتهجته إيران.

 

هل الهجمات على الأراضي الأمريكية ممكنة؟

 

كانت إيران في الماضي قادرة على ارتكاب أعمال تم فرضها عليها, مثال الهجوم الذي شهدته جادة  شانزليزية في العام 1986, عندما تم تفجير قنبلة كانت مخبأة في أحد صناديق القمامة داخل أحد المراكز التجارية المشهورة “غاليري كلاريدج” في الحي الباريسي النابض بالحياة، مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة ثمانية آخرين,  حيث تبنت الهجوم جماعة تسمى “لجنة التضامن مع السجناء السياسيين العرب والشرق أوسطيين” وهي جماعة تقول أنها تسعى إلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين في فرنسا, إذ أعلنت الجماعة أن الهدف من الهجوم هو الضغط على الحكومة الفرنسية للإفراج عن ثلاثة من المعتقلين الذين تم تصنيفهم من قبل قصر الاليزية “كإرهابيين” .

 

تتهم إيران بالحفاظ على شبكات قادرة على القيام بهذه الأنواع من الإيماءات في جميع أنحاء العالم، ومن جانبه, فقد خاطر الرئيس ترامب برؤية تفعيل هذه الشبكات, وهذا بمثابة رهان ضخم للرئيس ترامب.

 

وفي حين أن رئيس السلطة الرائدة في العالم غالباً ما يلجأ إلى الخطاب الحربي، إلا أنه اظهر حتى الآن قدراً كبيراً من ضبط النفس عند القيام بشن الهجوم، كما هو الحال عندما تم إلغاء الغارات الجوية في اللحظة الأخيرة ضد الجمهورية الإسلامية في يونيو 2019.

 

وبعد مرور ثلاث سنوات على وصوله إلى البيت الأبيض، سيتعين على رجل الأعمال السابق، في الواقع أن يتعامل مع أول أزمة سياسية خارجية له، على خلفية محاكمة إقالته من مجلس الشيوخ والحملة الانتخابية قادمة التي تبشر بان تكون عدوانية جدا, بالإضافة إلى أن الجانب الأمريكي قد غير من نبرته, حيث قال وزير الخارجية مايك بومبيو أن الولايات المتحدة تريد “وقف التصعيد” بعد مقتل الجنرال الإيراني.

 

مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي

 

 

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.