بقلم: دانييل لاريسون*

 

(موقع” ذا اميريكان كونسيرفاتيف- the American conservative”, ترجمة: انيسة معيض-سبأ)

 

أفاد التحالف السعودي إنه ارتكب جريمة أخرى جديدة من سلسلة جرائم الحرب التي ارتكبها وهي المذبحة الأخيرة في صفوف المدنيين في اليمن التي وقعت في وقت سابق من هذا الأسبوع, حيث وعد التحالف الذي تقوده السعودية بالتحقيق في هذه العملية العسكرية وعلى ضوء تلك الجريمة قالت الأمم المتحدة انها أسفرت عن مقتل 17 مدنيا على الأقل في أحدث ثلاث هجمات شنت هذا الشهر على احد الأسواق.

فظائع التحالف السعودي في اليمن لم تتوقف إذ تدعم حكومتنا مجرمي الحرب المسؤولين عن هذه الفظائع التي لم ينته بعد.

لازال المدنيون الأبرياء على الأرض اليمنية هم من يدفعون ثمن سياسة الولايات المتحدة التي لا يمكن الدفاع عنها لدعمها هذه الحرب.

عندما يقوم التحالف السعودي بإجراء تحقيق في واحدة من المذابح، فإننا نعرف بالفعل ما الذي سيختتم به التقرير إذ انهم سوف يزعمون إما أنه كان حادثاً أو أنهم سيحاولون إلقاء اللوم على الناس الذين تم استهدافهم, نحن نعرف ذلك لأن فريق تقييم الحوادث المشترك (JIAT) التابع للتحالف موجود لتبرئة التحالف من هذه الجرائم قدر الإمكان.

إن قيام التحالف بالتحقيق بنفسه سيؤدي إلى نتيجة عكسية غير سارة ومثيرة للغضب مثل الحكم في محاكمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي الوهمية حيث اقفل الستار دون عقاب.

أضاف المالكي أنه تم إحالة القضية إلى فريق تقييم الحوادث التابع للتحالف تمشيا مع التزامه بالقانون الدولي الإنساني, ونظراً لعدم وجود “التزام بالقانون الدولي الإنساني” من قبل التحالف السعودي، في اشارة الى قضية  فريق تقييم الحوادث المشترك  التي تتوءم معها كثيراً, فالتحالف يرتكب الجرائم  بحق الإنسانية دون رادع في اليمن لأن أفراده العسكريين يعلمون أنهم لن يواجهوا أي عواقب لقتل المدنيين بالعشرات أو أكثر في وقت واحد.

إن فريق التقييم الخاص بهم وجد لإظهار التحالف السعودي بأنه يقوم بما ينص عليه القانون الدولي على محمل الجد بينما ينتهكونه بشكل روتيني في الممارسة العملية.

أكثر من عشرة أشخاص قتلوا في هذا الهجوم الأخير الذي شن على سوق في صعدة

قالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة “ليز غراندي” أن التقارير الأولى أظهرت أن 17 شخصاً، من بينهم 12 إثيوبيا، لقوا مصرعهم في هذا الحادث كما أصيب 12 شخصاً بجروح في غارة على سوق الرقو في صعدة، وهي منطقة قريبة من الحدود السعودية التي يسيطر عليها الحوثيين.

ووفقاً لما ذكرته الامم المتحدة, فقد أدى هجوم مماثل في 20 نوفمبر إلى مقتل وإصابة 28 شخصاً, كما أدى هجوم آخر في 27 نوفمبر إلى مقتل أو إصابة 32 آخرين.

يشن التحالف السعودي هجمات عشوائية على مناطق مدنية في جميع أنحاء اليمن منذ ما يقرب من خمس سنوات، لكن محافظة صعدة كانت الأشد تضرراً واحد أكثر المناطق استهدافاً في البلد, وبمجرد بدء حملة القصف تقريباً، أعلن التحالف السعودي بشكل غير قانوني أن صعدة بالكامل تعد هدفاً عسكرياً لها ولحلفائه.

ليس من قبيل المصادفة أن العديد من أفظع المجازر التي ارتكبت بحق الأبرياء قد وقعت في تلك المحافظة، بما في ذلك مذبحة “ضحيان” التي وقعت في أغسطس عام 2018, حيث وقعت مذبحة الحافلة هذه وسط سوق مكتظ بالناس, وهذا لم يمنع الطائرات السعودية من التحليق وقتل أكثر من 40 طفلاً ولم يمنعهم من تنفيذ الغارات على هذا السوق عدة مرات على التوالي.

التحالف مسؤول عن التسبب في وقوع المزيد من الضحايا المدنيين اليمنيين طوال مدة الحرب, ليس فقط الجرائم خلال الأسابيع القليلة الماضية فقط، إذ أن التحالف يتحمل مسؤولية قتل العشرات والعشرات من المدنيين في السوق, إن السعوديين وحلفائهم سيفلتون من العقاب إلى حد كبير لأن رعاتهم الغربيين يهتمون بمبيعات الأسلحة على كل شيء آخر، ولأنه لا يوجد أحد يتحدث عن ضحاياهم اليمنيين.

كلما اطالت الولايات المتحدة الدعم لهذه الحرب واستمرت في التغافل عن جرائم التحالف السعودي، فإن جرائم الحرب السعودية ستستمر وستزداد بمباركة من حكومتنا.

*دانييل لاريسون كبير المحررين في القيادة الجوية التكتيكية “TAC”.

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.