(موقع “راديو فرنسا الدولي- rfi” ترجمة: أسماء بجاش- سبأ)

 

اليمن، بعد مرور ثلاثة أيام على الهجوم الذي استهدف سوقاً في محافظة صعدة الواقعة شمال البلد والذي أودى بحياة 17 مدنياً, لم تتضح بعد الملابسات الدقيقة للانفجار, وبحسب المنظمات غير الحكومية العاملة في البلد، فإن التحالف المنضوي تحت راية المملكة العربية السعودية هو المسؤول عن ذلك.

يعتبر هذا الهجوم هو الثالث من نوعه خلال شهر ديسمبر والذي يستهدف هذه المنطقة في شمال اليمن, حيث اعترف التحالف العسكري بقيادة الرياض في 25 ديسمبر بأنه قام بعملية جوية في المنطقة التي يوجد بها السوق.

ومن جانبها, أشارت رضية المتوكل، رئيسة منظمة “مواطنه” لحقوق الإنسان إلى أن سكان هذه المنطقة الحدودية وقعوا مرة أخرى في مرمى النيران.

الوضع في محافظة صعدة، هذه المنطقة من شمال اليمن، خاص جداً, لأنه حتى قبل الحرب الحالية، فقد شهدت المنطقة حروباً عدة بين الحركة الحوثية والقوات الحكومية في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح, إذ لطالما تجاهلت السلطة المركزية في العاصمة صنعاء منذ فترة طويلة منطقة صعدة بالكامل, وبالتالي خيمت الظروف القاسية والمأساوية للغاية على الحالة المعيشية للسكان المدنيين.

ومع اندلاع ثورات الربيع العربي في العام 2011, والتي جابت المنطقة العربية, حيث كان لليمن نصيباً منها, تمكنت الحركة الحوثية المسلحة  من السيطرة على صعدة.

كان الوضع البري والجوي معقداً للغاية في تلك المنطقة, حيث تأثرت المنطقة الشمالية بشكلٍ كبير، أكثر من أي محافظة أخرى، جراء الغارات الجوية التي يشنها  التحالف بقيادة السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وضع صعب للغاية بالنسبة للسكان المدنيين

لقد عاش السكان المدنيون في محافظة صعدة عدة حروب لسنوات عديدة, حيث أصبح الوضع مريعاً على كافة الأصعدة, وبالرغم من كون هذا الهجوم ليس بالجديد, إلا أن الشيء المختلف والوحيد في هذا الهجوم, أنه يأتي في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات بين الحوثيين والسعوديين.

ذكرت التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة أن الهجوم الذي وقع في 26 ديسمبر على سوق الرقو في محافظة صعدة أسفر عن سقوط 17 مدنيا من بينهم 12 مهاجرا اثيوبياً و إصابة 12 آخرين.

وقع هجومان آخران بالفعل وفي 22 و 27 ديسمبر من العام الماضي, على هذا السوق الواقع في صعدة التي تعتبر معقل الحركة الحوثية، مما أسفر عن مقتل مدنيين وأيضا مهاجرين في كلا الهجومين.

وبحسب التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة، فقد سقط 89 مدنيا ما بين قتيل وجريح منذ نوفمبر في هجمات استهدفت نفس السوق.

ووفقا للعديد من المنظمات الإنسانية، فمنذ اندلاع الصراع الدائر في اليمن في اواخر مارس من العام 2015, حصد الصراع في اليمن ارواح عشرات آلاف من المدنيين, بالإضافة إلى نزوح وتشريد 3.3 مليون شخص و 24.1 % شخص ما زالوا بحاجه ماسه إلى المساعدة، حيث ينظر لليمن حاليا باعتبارها  اسوا أزمة إنسانية في العالم.

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.