بدأت المملكة العربية السعودية وقطر محادثات سرية لإنهاء الأزمة الدبلوماسية التي عصفت بمنطقة الخليج, حيث لا تزال مستمرة في سرد فصولها منذ يونيو 2017.

 

بقلم: باسكال ايرولت

 

(صحيفة”لوبينيون-” lopinion الفرنسية, ترجمة:أسماء بجاش-سبأ)

 

بعد مرور عامين ونصف على بدء الأزمة الدبلوماسية بين قطر والسعودية المتحالفة مع مصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين، يضاعف الجانبان من إيماءات التهدئة والاسترضاء السياسي والإعلامي, في حين لا تزال الصراعات الإقليمية متعددة, خاصة فيما يخص القضية الليبية.

 

فقد حان الوقت لنبذ التعنت والبدء بنسج خيوط من الاسترخاء بين قطبي الأزمة الخليجية: الرياض والدوحة, وتكثيف الجهود الرامية لإنهاء الأزمة الخليجية, وذلك بعد الهجوم التي تعرضت له منشآت النفط السعودية في منتصف سبتمبر المنصرم, حيث وجهت فيه الرياض وواشنطن بأصابع الاتهام لطهران.

 

قال وزير خارجية دولة قطر “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني”: “لقد كسرنا حالة الجمود التي خيمت على قنوات التواصل, لبدء التواصل بالفعل مع الجانب السعودي”, فنحن في السيادة القطرية نريد النظر وتسليط الضوء على المظالم … والبحث عن الحلول التي يمكن أن تحمينا في المستقبل من أي أزمة محتملة أخرى”.

 

في يونيو 2017, قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية مع قطر التي تواجه تهم بدعم الحركات الإسلامية ونسج علاقات مع إيران المنافس الإقليمي الرئيسي في المنطقة للمملكة السعودية, حيث تم فرض حصار بري وجوي على إمارة الغاز.

 

وضعت هذه الدول الأربع أمام الدوحة سلسة لشروط المكونة من ثلاثة عشر بنداً لاستئناف العلاقات الدبلوماسية معها، منها تعليق سلسلة قنوات الجزيرة التلفزيونية القطرية، إنهاء  التقارب المزعوم مع طهران و إغلاق قاعدة الريان العسكرية وإنهاء التعاون العسكري القطري مع تركيا, لكن هذه الأزمة الطويلة مكلفة للغاية بالنسبة للرياض وجارتها الدوحة.

 

ومن جانبها, تسعى الولايات المتحدة أيضا إلى تحقيق المصالحة بين اثنين من شركائها الاستراتيجيين في المنطقة.

 

ولبدء هذا الانفراج، زار رئيس الدبلوماسية القطرية العاصمة الرياض في أكتوبر لحضور اجتماعات وصفت بالسرية, حيث أشار أستاذ الاتصالات الاستراتيجية في باريس “نضال شوكير”: أن  الدولتان -الرياض والدوحة-  لعبت أيضا دوراً هاماً في الدبلوماسية من خلال كرة القدم, حيث لمسنا هذا الدور أثناء بطولة كأس الخليج في دورته الرابعة والعشرون التي نظمتها الدوحة, وخلال هذه الدورة تمكن المنتخب السعودي من تحقيق الفوز على نظيره القطري في نصف نهائي, وبعدها أظهر اللاعبون من كلا الفريقين الروح الرياضية والصداقة التي يتحلون بها.

 

سافرت فرق كرة القدم من  كلاً من السعودية والإمارات والبحرين إلى قطر لحضور كأس الخليج في أوائل ديسمبر, في حين لم يُسمح للجماهير القطرية بحضور بطولة كأس آسيا 2019 التي استضافتها دولة الإمارات في وقت سابق من هذا العام.

 

لا تزال الرياض متمسكة ببعض المطالب التي فرضتها على جارتها, لكن يمكن للمملكة أن تتخلى عن البعض منها والتي تعتبر غير واقعية، مثل قطع العلاقات مع أنقرة وإغلاق قناة الجزيرة.

 

 

 

وفي أعقاب ذلك، استقبل الملك سلمان بحفاوة الوفد الذي ترأسه رئيس الوزراء القطري عبد الله بن خليفة ال ثاني خلال مشاركته في القمة الأخيرة لمجلس التعاون الخليجي المنعقدة في الرياض.

 

كأس العالم 2022:

 

لا تزال الرياض متمسكة ببعض المطالب التي فرضتها على جارتها, ولكن اليوم يمكن أن تتخلى عن البعض منها والتي تعتبر غير واقعية، مثل قطع العلاقات مع أنقرة وإغلاق سلسة قنوات الجزيرة, في حين انخفضت بالفعل الهجمات التي شنتها وسائل الاعلام ووسائل الاعلام الاجتماعي بين الجارتين.

 

ومن جهتها، تريد الدوحة إعادة فتح الحدود البرية بسرعة وإعادة الوصول إلى المجال الجوي السعودي، حيث يجبرها هذا الأمر على تحويل رحلاتها.

 

القضية مهمة لدولة قطر, وفي حال الإبقاء على الحظر الجوي فأن قطر سوف تواجهه المزيد من صعوبة في استضافة كاس العالم 2022, حيث تعول قطر كذلك على القدرة الفندقية في الرياض لاستيعاب العدد الفائض من السياح.

 

الانفراج بين الأشقاء المتحاربين لا يزال هشاً, حيث تتشارك في معركة شرسة ضد جماعة الإخوان المسلمين، إذ تعتبر الأزمة الليبية على وجه الخصوص نقطة توتر, نظراً لتعارض دولة الإمارات مع دولة قطر وحليفتها التركية  اللتان تقدمان الدعم لحكومة رئيس الوزراء الليبي فايز السراج, وهذا بمثابة تعترض مع الإمارات العربية المتحدة ومصر اللتان تدعمان الجنرال خليفة حفتر الذي أطلق محاولة جديدة لغزو “طرابلس” العاصمة.