السياسية:
خمس سنوات مرت، والطفولة في اليمن ترزح تحت عدوان ظالم رسم مشهداً مؤلماً لأطفال اختطفت أرواحهم أو أصيبوا بعاهات دائمة، وآخرين يعيشون تحت وطأة المجاعة والأمراض والأوبئة وعدم الشعور بالأمان.
عدوان جرّع أطفال اليمن مرارة الحياة، فلم يتذوقوا منها سوى القتل والدمار والتشريد والجوع والمرض والحرمان من أبسط حقوقهم وهو الحق في الحياة.
وفي هذا السياق أكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل أن العدوان واستمرار الحصار واستهداف البنية التحتية اغتال الطفولة في اليمن بحرمانها من حقوق الصحة والحياة.  
وأوضح الدكتور المتوكل لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن تداعيات العدوان على القطاع الصحي  لم تقتصر على الاستهداف المباشر للمرافق الصحية بما في ذلك المخصصة للأطفال والتي لم يسلم منها حتى الخدج، بل امتدت للاستهداف غير المباشر بمنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بأمراض الطفولة، ما نتج عن ذلك ظهور عدد من الأمراض التي فتكت بحياة الأطفال ومنها سوء التغذية وحمى الضنك وغيرها.
وأشار إلى جرائم العدوان بحق الطفولة في اليمن، إذ أن أول المستهدفين بأول صاروخ للعدوان هم الأطفال والنساء بمنطقة بني حوات بأمانة العاصمة حيث استشهد حينها 14 طفلا وست نساء، وغيرها من المجازر التي طالت النساء والأطفال ومنها جريمة ضحيان بصعدة التي راح ضحيتها 60 طفلاً وجريمة حجور في حجة التي أسفرت عن 14 ضحية من النساء وستة أطفال بالإضافة إلى 12 طفلة بمدرسة في سعوان .
وأكد وزير الصحة العامة وفاة 100 ألف طفل سنوياً بسبب العدوان والأمراض والأوبئة ومنها سوء التغذية وعدم وجود الأدوية المنقذة بسبب الحصار.
من جانبه أشار الناطق الرسمي بوزارة الصحة الدكتور يوسف الحاضري إلى أن العالم يحتفل باليوم العالمي للطفولة في الوقت الذي تشهد الطفولة في اليمن أكبر مأساة جراء استمرار العدوان والحصار .
 ولفت إلى أن هناك سبعة آلاف و 200 طفل ما بين شهيد وجريح وأكثر من 800 طفل معاق نتيجة القصف المباشر لطيران العدوان .
وأوضح  الدكتور الحاضري أن عدد الإصابات بمرض الكوليرا حوالي مليونين ومائتي ألف شخص توفي منهم نحو ثلاثة آلاف و 750 شخصاً، يمثل الأطفال نسبة 32 بالمائة منهم. فيما توجد 34 ألفاً و 520 حالة إصابة بالحصبة توفيت منها 273 حالة يمثل الأطفال 65 بالمائة منها .
وذكر أن عدد المصابين بمرضى الدفتيريا أربعة آلاف و 500 حالة ، توفيت منها 253 حالة يمثل الاطفال ما دون الخامسة حوالي 16 بالمائة، مبيناً أن هناك 2.9 مليون طفل دون الخامسة مصابون بسوء التغذية من أصل 5.4 ملايين طفل وبنسبة 55 بالمائة، منهم 400 ألف طفل مصاب بسوء التغذية الحاد الوخيم.
وبيّن الناطق باسم وزارة الصحة أن 86 بالمائة من الأطفال دون سن الخامسة يعانون أحد أنواع  فقر الدم ، و 46 بالمائة من الأطفال يعانون من التقزم، وهناك  80 ألف طفل مصاب باضطرابات نفسية بسبب أصوات الطائرات وانفجارات الصواريخ .
 وأكد أن ستة  مواليد يموتون كل ساعتين بسبب تدهور خدمات الرعاية الصحية ، و 65 طفل دون الخامسة من أصل ألف طفل يموتون بسبب نوع من أنواع الأمراض، لافتاً إلى أن 320 ألف مريض عجزوا عن تلقي العلاج في الخارج بسبب إغلاق مطار صنعاء ، توفي منهم حوالي 42 ألف مريض وتبلغ نسبة الأطفال منهم 30 بالمائة.
وأشار الدكتور الحاضري إلى أن 12 مليون طفل أي كل أطفال اليمن، يحتاجون لمساعدة انسانية وصحية وأن 51 بالمائة من المنشئات الصحية معطلة جزئياً أو كلياً بسبب العدوان والحصار ما أثر بشكل مباشر على تقديم الرعاية للأطفال .