الكلفة البشرية المروعة للحرب على اليمن
بقلم: دانييل لاريسون
(مجلة”امريكان كنسرفيتف”, ترجمة: انيسة معيض-سبأ)
أدى القتال في الحرب على اليمن إلى مقتل 100.000 شخص على الأقل, حيث أشار تقريراً صادر عن مشروع قاعدة بيانات يتقصى اعمال العنف أن الحرب الأهلية في اليمن قتلت أكثر من 100 ألف شخص منذ العام 2015.
وجاء في التقرير الجديد الذي قدمه مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها “ACLED” أن عدد القتلى يشمل أكثر من 12 ألف مدني قتلوا في هجمات استهدفت المدنيين بشكل مباشر.
يحصي التقرير عدد الوفيات الناتجة عن القتال والضحايا في صفوف المدنيين فقط، ولكن الحرب ادت إلى دمار هائل أكثر بكثير مما ذكره هذا العدد وحده, حيث تقدر الخسائر في الأرواح الناجمة عن الجوع والمرض جراء سياسات الحرب والتحالف بأكثر من 130 ألف شخص, ومن المحتمل أن يكون ذلك في النهاية احصى منخفض.
تستمر الأزمة الإنسانية التي سببتها الحرب في إزهاق أرواح اليمنيين الأبرياء بسبب الظروف الكارثية التي نشأت نتيجة أكثر من أربع سنوات ونصف من القصف والحصار والحرب الاقتصادية.
ومن جانبها, أصدرت منظمة أوكسفام بيانا ردا على الخبر, قال فيه محسن صديقي، المدير القطري للمنظمة في اليمن:”هذا دليل آخر على التدمير الطائش و الحرب الظالمة في اليمن, إن عدد القتلى الحقيقي أعلى بكثير عندما تؤخذ في الاعتبار الوفيات المرتبطة بنقص الأدوية والغذاء والمياه النظيفة, حيث أن المدنيون هم الذين يدفعون الثمن الباهظ لهذا الصراع الوحشي, يجب أن يكون هذا بمثابة دعوة لاستيقاظ جميع الأطراف للاتفاق على وقف لإطلاق النار على مستوى البلد والعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى سلام دائم, كما يجب على الدول المصدرة للأسلحة أن تكف عن تأجيج القتال عن طريق تزويد الأطراف المتحاربة بالسلاح”.
يفتقر أكثر من نصف السكان إلى مياه الشرب النظيفة, كما تفشى سوء التغذية, إذ يعاني مليوني طفل من سوء التغذية الحاد, في حين يعاني 360 الف طفل دون سن الخامسة من سوء تغذية شديد.
وحتى لو انتهت الحرب غداً، فإن نصف الأطفال دون سن الخامسة يعانون من توقف النمو بسبب نقص الغذاء, إذ يوجد هناك 20 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن ربع مليون شخص على وشك الموت جوعاً في الوقت الراهن, حيث شددت المنظمة على أن “ما يقرب من ربع مليون شخص على شفا المجاعة، إن لم يكن هناك تدخل عاجل”.
من المهم أن نتذكر أن المجاعة في اليمن هي من صنع الإنسان وأنها ناتجة بشكل رئيسي من خلال إجراءات وسياسات الحكومات العميلة المدعومة من الولايات المتحدة, الشعب اليمني يتضورون جوعاً فقط، بل يتضورون جوعاً, حكومتنا متواطئة في هذه الجريمة. ولو بدا اني اردد كأسطوانة مشروخة, فهذا لأنني أعتزم مواصلة تكرار هذه النقاط الرئيسية مراراً وتكراراً حتى يفهم الأمريكيون ما تفعله حكومتنا بهذا البلد منذ ما يقرب من نصف عقد.
وجد مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح والأحداث ACLED”” مرة أخرى أن التحالف السعودي كان مسؤولاً عن الغالبية العظمى من الإصابات في صفوف المدنيين من خلال حملة القصف العشوائي, فالتحالف الذي تقوده السعودية وحلفاؤه مسؤولون عن أكثر من 8 الالاف حالة وفاة ناجمة عن الاستهداف المباشر للمدنيين منذ عام 2015, كما تسببت الضربات الجوية للتحالف في حوالي 67٪ من حصيلة القتلى في صفوف المدنيين الذين تم الإبلاغ عنهم.
لقد دعمت الولايات المتحدة حملة القصف طوال هذا الوقت، لذا فإن حكومتنا مسؤولة عن التمكين من قتل كل هؤلاء الآلاف من الناس.
كان 2019 ثاني أسوأ عام في الحرب من حيث عدد القتلى في الصراع:
أوضح مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح والأحداث ACLED أن ما يقرب من 20 ألف شخص قد قتلوا هذا العام، مما جعل 2019 بالفعل ثاني أكثر الأعوام دموية على الإطلاق بعد 2018, حيث بلغت حصيلة القتلى فيه 30.800 قتيل.
ورغم أن هذا العام كان ثاني أكثر الأعوام دموية منذ بداية الحرب، إلا أن اخبار اليمن خبأت مرة أخرى ولم تعد في الواجهة في معظم التغطية الإعلامية الغربية.
يبدو كما لو أن انتباه العالم لا يعاود التركيز إلى هناك إلا إذا وقعت مذبحة مروعة بشكل خاص أو وصل الصراع إلى حد مروع.
يحتاج اليمن إلى وجود نهاية للحرب الاقتصادية الطاحنة التي تمارس على السكان المدنيين، وهو بحاجة إلى إنهاء القتال، وهذه الحاجة أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.