عجز الرياض عن سداد 3.4 مليار دولار كندي لأوتاوا
يرتفع معدل المديونية السعودية بمقدار 200 مليون دولار مع انتهاء كل ربع منذ بداية العام 2019
بقلم: ليفون سيفونتس
(موقع” هيئة الإذاعة الكندية, الناطق بالانجليزية- ترجمة: انيسة معيض- سبأ)
لا تزال المملكة العربية السعودية مدينة بحوالي 3.4 مليار دولار من المدفوعات المتأخرة للمركبات الخفيفة المدرعة المصنعة في كندا، وذلك وفقاً لآخر النتائج المالية الفصلية الصادرة عن شركة جنرال ديناميكس الأسبوع الماضي.
صادقت الحكومة الليبرالية على صفقة مثيرة للجدل قدمتها حكومة المحافظين السابقة في العام 2014, حيث تنص على تزويد السعوديين بمئات المركبات القتالية المتقدمة من نوع LAV 6.0″” المستخدمة لنقل القوات إلى ساحة المعركة.
تعتبر LAV 6.0 مركبات عسكرية ذات عجلات مزودة بمختلف الأسلحة، بما في ذلك المدافع الآلية والمدافع الرشاشة ومدافع الهاون والصواريخ المضادة للدبابات.
يتم تصنيع المركبات من طرف شركة جنرال داينامكس لاند سيستم (GDLS-C) في مصنعها في مدينة لندن التابعة أدارياً لمقاطعة اونتاريو الكندية.
تبلغ قيمته العقد الذي توسطت به وتديره الشركة الكندية التجارية (CCC) 14 مليار دولار، وهي شركة تابعة لشركة (كراون) التي تساعد الشركات الكندية في مجال الطيران والدفاع والبنية التحتية وغيرها من القطاعات على إبرام عقود مع الحكومات الأجنبية.
ووفقا لبيانات الأرباح الربع سنوي الصادرة عن شركة جنرال ديناميكس، فإن ديون السعودية المتأخرة قد زادت بمقدار 200 مليون دولار في كل ربع منذ بداية السنة.
كما أشار موقع الشركة التجارية الكندية “CCC” إلى أن كل عقد تم توقيعه له تأثير قانوني لكونه تم توقيعه باسم الحكومة الكندية، مما يوفر للمشترين من الحكومات الأجنبية تأكيداً بأنه سيتم تسليم العقد وفقاً للشروط والأحكام المتفق عليها.
المدفوعات البطيئة
يعني هذا الاتفاق أن الشركة المصدرة تعمل كمقاول من الباطن وتتقاضى رواتبها من قبل الحكومة الفيدرالية بمجرد أن تتلقى أوتاوا المدفوعات من المشتري الأجنبي.
ومن جانبه, اعترف رئيس شركة جينرال داينمكس ومديرها التنفيذي فيبي نوفاكوفيتش بأن المدفوعات من الرياض “بطيئة”, حيث أشار إلى أنه لا يوجد خلاف على حقيقة أن الأمر مستحق, فهي مسألة وقت ببساطة, وما زلنا نأمل أن نحلها بحلول نهاية العام.
وفقاً للخبراء, فإنه ليس من الواضح ما إذا كان دافعو الضرائب الكنديون قد يكونون في مأزق لأي فائدة ورسوم السداد المتأخرة المستحقة على السعوديين.
أوضحت شركة جنرال داينمكس في تقريرها الفصلي عن الأرباح أن مبالغ الدفع المتأخرة التي يبلغ مجموعها 2.6 مليار دولار أمريكي أو ما يقرب من 3,4 مليار دولار كندي سيتم إصدار فواتير بها إلى الحكومة الكندية وفقاً للشروط التعاقدية المتفق عليها, وقالت الشركة في بيان أرباحها: “سنواصل الوفاء بالتزاماتنا بموجب العقد والدفع مقابل العمل المنجز” وأضافت “لذلك، نتوقع تحصيل كامل المبلغ المستحق غير المدفوع حالياً”.
هل دافعي الضرائب الكنديين في الشرك؟
قال ديفيد بيري نائب رئيس معهد الشؤون العالمية الكندي وهو مركز أبحاث مستقل للسياسة الخارجية, أن مشكلة المدفوعات المتأخرة معروفة منذ فترة, لكن الخبراء فوجئوا بالمدى الضخم للمبلغ غير المدفوع, وفي الأخير فأن الحكومة الكندية في الوقت الحالي ليست في مأمن على المدى القصير من تكون في مأزق, فهي ليست من دافعي الضرائب, كما أنها في الواقع الشركة التي تواجه تأثير هذا النقص في المدفوعات أكثر من دافعي الضرائب.
عرج المتحدث باسم الشركة الكندية التجارية أن شركة (كراون) ملزمة بالسرية التجارية ولا تستطيع الإفصاح عن تفاصيل عقود محددة أو طريقة إدارتها.
وأضاف المتحدث باسم الشركة الكندية التجارية “CCC” لراديو كندا الدولي في رسالة بالبريد الإلكتروني: “تعمل الشركة جنباً إلى جنب مع المصدر الكندي لحل مشكلات العقود والدفع مع حماية دافعي الضرائب الكنديين”.
مساعدة من الحكومة الفيدرالية
ولمساعدة شركة جنرال دايناميكس في التعامل مع النقص المالي، أعلنت الحكومة الفيدرالية الكندية في 16 أغسطس أنها ستقدم قرضاً قابلاً للسداد بقيمة تصل إلى 650 مليون دولار للشركة.
وفقاً لمسئولين كنديين فإن القرض يهدف إلى مساعدة الشركة لأنها “تعمل في سوق دولي للأسلحة الدفاعية يتسم بالتحدي والديناميكية”.
وفي نفس الوقت, أعلنت الحكومة الفيدرالية عن نيتها في الحصول على 360 عربة من نوع “”LAVs للقوات المسلحة الكندية، حيث تم منح العقد الذي تبلغ قيمته 1.7 مليار دولار رسمياً لشركة جنرال داينامكس في 5 سبتمبر, وقال نوفاكوفيتش إن العمل بدأ في البرنامج وتتوقع جنرال دايناميكس أن تبدأ عمليات التسليم للجيش الكندي في الربع الأول من عام 2021.
يرى بيري أن قضية القروض غريبة بعض الشيء لأنه ليس هناك أي معلومات معلنة على الإطلاق بماذا تتعلق القروض بالتحديد, ويبدو الأمر كما لو أنه مرتبط بهذه الصفقة مع الرياض, كما يمكن ربط صفقة شراء 360 مدرعة من طراز “LAVs” للجيش الكندي بصفقة أوسع لبيع أنظمة القتال هذه إلى الحكومة السعودية وقضية الدفع المتأخر, لكنها فكرة اعتقد من حيث مزاياها أنه من المنطقي المضي قدماً في انجاز هذا الاقتراح النوعي لأن لدينا بالفعل أسطول مبني في الغالب على شكل مختلف من نفس نوع المركبات, لذلك، هناك إمكانية لاكتساب قدر كبير من الكفاءة من خلال امتلاك نفس الهيكل الأساسي ونفس إمداد الأجزاء الأساسية ونفس ألأنواع الأساسية من التدريب التي ستوفرها لأفراد الصيانة.
صادرات الأسلحة مستمرة رغم الأزمة الدبلوماسية
ليس من الواضح سبب تأخر السعودية الغنية بالنفط في الدفع, حيث لم يرد المسؤولون السعوديون على طلب إذاعة كندا الدولية للتعليق على الموضوع.
شهدت العلاقات بين كندا والسعودية نقطة تحول في أغسطس عام 2018، بعد سلسلة من التغريدات قامت بها وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند انتقدت فيها اعتقال الناشطات في مجال حقوق المرأة في المملكة وحثت على إطلاق سراحهن على الفور.
وفي المقابل, قامت السعودية بطرد السفير الكندي في الرياض بسبب ما وصفه المسؤولون بـ “التدخل الصارخ في الشؤون الداخلية للمملكة”، واستدعت سفيرها في أوتاوا وأوقفت جميع المعاملات الاستثمارية والتجارية الجديدة مع كندا.
في نوفمبر من عام 2018، فرضت كندا عقوبات على 17 مواطناً سعودياً مرتبطين بمقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، الذي قتل في قنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر.
وعلى الرغم من الأزمة الدبلوماسية وانتقاد الصفقة من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني في كندا، رفضت الحكومة الليبرالية إلغاء صفقة مركبات (LAV) مع المملكة العربية السعودية.
قالت شركة فريلاند (Freeland) أن مراجعة جميع تصاريح التصدير إلى السعودية لا تزال جارية ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأنها, فخلال هذه المراجعة لم تصدر أي تصاريح جديدة.
وبالنسبة لإحصائيات غلوبال أفير كندا (Global Affairs Canada) كانت السعودية أكبر وجهة، غير الولايات المتحدة، فيما يخص الصادرات العسكرية في العام 2018، حيث تلقت حوالي 1.2 مليار دولار من المنتجات الكندية, حيث يمثل ذلك حوالي 62 % من القيمة الإجمالية للصادرات العسكرية غير الأمريكية لشركات الدفاع الكندية، وذلك وفقاً للتقرير السنوي حول صادرات البضائع العسكرية من كندا الذي نشرته “Global Affairs”.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.