أكثر من 100 ألف ضحايا الصراع في اليمن
أشارت منظمة اكليد (Acled) غير الحكومية إلى مقتل أكثر من 12 ألف مدني في اليمن منذ العام 2015، ومعظمهم جراء الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية, في حين لا تشمل هذه الارقام الاشخاص الذين لقوا حتفهم في الكوارث الانسانية الناجمة عن الحرب التي تشهدها اليمن.
بقلم: فريدريك اوتران
(صحيفة “لا ليبراسيون” الفرنسية – ترجمة : وائل حزام – سبأ): –
أودت الحرب متعددة الأشكال التي تشهدها اليمن، حيث تتقاتل قوتان رئيسيتان في المنطقة: المملكة العربية السعودية وإيران، بحياة اكثر من 100 الف شخص منذ العام 2015، وذلك بحسب ما اوردته المنظمة غير الحكومية “مشروع موقع الاحداث المسلحة وبيانات الاحداث اكليد (Acled) التي تقوم بتغطية بيانات كل شيء من الاشتباكات المسلحة والغارات الجوية في افقر بلد في شبه الجزيرة العربية.
في بيان صدر يوم الخميس الماضي، اكدت منظمة اكليد بحسب معلومات تم تجميعها من مصادر متعددة: محلية، إعلامية، رسمية، انسانية… الخ, في محاولة منها لإنشاء سجل موثوق به قدر الإمكان وجود أكثر من 12 الف مدني قتلوا منذ العام 2015, حيث أشارت ايضاً إلى أن هذا الصراع تسبب بمقتل حوالي 20 الف شخص منذ بداية العام، مما جعل العام 2019، ثاني أكثر الاعوام دموية في الحرب بعد العام 2018.
نفوذ الصراع
بدأت الحرب التي دمرت اليمن في العام 2014 من خلال هجوم من قبل الحوثيين “اقلية شيعية مدعومة من ايران” حيث استولوا على العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء شاسعة من البلد.
وفي ربيع العام 2015, اقترب الحوثيين من عدن المدينة الرئيسية في جنوب البلد، ومن ثم تم اطلاق تحالف اطلق عليه “عاصفة الحزم” تقوده الرياض ويتألف من عشرات الدول، بما فيها خمس دول خليجة, حيث شنت الطائرات السعودية غارات جوية, فيما تقدم الجنود الاماراتيين على الارض, وفي صيف العام 2015, تم اعلان تحرير مدينة عدن.
ومنذ ذلك الحين، توسعت الحرب في اليمن وتخللته هدن متعددة، ونادراً ما كان يتم احترام هدنة وقف اطلاق النار.
اندلعت حروب داخلية وصراعات من أجل النفوذ على السلطة، خاصة بين السعودية والإمارات الركن الاساسي في التحالف العربي.
آخر مثال على عدم الاستقرار ما جرى في أواخر شهر اغسطس الماضي في مدينة عدن والتي تغيرت فيها الاحداث وتغير نفوذ السلطة فيها ثلاث مرات خلال اربعة وعشرين ساعة.
لخصت رئيسة برنامج اطباء بلا حدود في اليمن، كارولين سيغوان، الوضع الحاصل في مدينة عدن لصحيفة “لا ليبراسيون” الفرنسية بالقول أن “الوضع في جنوب اليمن فوضوي للغاية”.
وكما في أغلب الأوقات، فإن المدنيين الذين يعيشون في خضم هذه الفوضى هم من يدفعون الثمن الباهظ لهذه الحرب.
ووفقا لبيان المنظمة، فإن ثلثي الضحايا، أي أكثر من 12 ألف مدني، قتلوا منذ العام 2015, منهم 8000 ألف شخص لقوا مصرعهم جراء الغارات الجوية التي قامت بها الرياض وحلفائها, وقالت ايضاً “أنه على الرغم من ان عدد ضربات التحالف في أدنى مستوياته، إلا أن عدد القتلى في صفوف المدنيين ارتفع جراء الغارات الجوية للمرة الاولى منذ نهاية العام 2017, ويرجع ذلك اساسا بسبب الهجوم على سجن في مدينة ذمار في الأول من سبتمبر الماضي, حيث قتل ما لا يقل عن 130 سجينا.
أسلحة فرنسية
بعض الضحايا المدنيين قتلوا، ربما بالأسلحة الفرنسية التي باعتها للرياض, ففي ابريل الماضي، كشف تحقيق نشره موقع “Disclose ” الفرنسي تحت مسمى “دفاع سري” مكون من 15 صفحة، كتبته مديرية الاستخبارات العسكرية “DRM” حيث يتناقض هذا التحقيق مع خطاب باريس الرسمي الذي ينص على أن المعدات التي تم بيعها للرياض تخدم فقط على اساس دفاعي.
هذا هو الحال خاصة مع مدافع قيصر، القطع المدفعية المنتشرة على طول الحدود السعودية مع اليمن والتي بحسب تقرير ادارة مديرية الاستخبارات العسكرية تدعم القوات الموالية في تقدمها على الاراضي اليمنية, وبحسب التقرير الذي نشره موقع (Disclos) وتم الكشف عنه، والذي استند خاصة إلى بيانات منظمة اكليد غير الحكومية بين مارس 2016 و ديسمبر 2018، فان 52 قذيفة مدفعية استهدفت مناطق في الاراضي اليمنية لا تغطيها سوى مدافع القيصر، قتلت 35 مدنيا.
ووفقا لبيانات المنظمة، فقد سجلت فقط القتلى من المقاتلين أو المدنيين في الاشتباكات والغارات الجوية, ولكن عدد ضحايا الحرب في اليمن أعلى بكثير اذا اخذنا في الاعتبار من لقوا حتفهم في الكوارث الإنسانية.
ومن جهتها، تعيد الأمم المتحدة القول منذ عدة سنوات، إن البلد تعاني من “اسوأ كارثة انسانية في العالم” : 3.3 مليون نازح، وأكثر من 24 مليون شخص في حاجة إلى مساعدة دولية – أي حوالي 80% من السكان وحوالي 2 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من “سوء التغذية الحاد”.
قدرت منظمة “انقذوا الأطفال” الغير حكومية قبل عام، أن هناك نحو 85 الف طفل توفى من الجوع أو المرض في اليمن بين عامي 2015 و 2018.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.