السياسية – خاص:
يواصل اللبنانيون لليوم التاسع احتجاجاتهم تنديدا بسوء الوضع المعيشي والاقتصادي الذي آلت إليه البلاد.
وشهدت الاحتجاجات وسط بيروت اليوم الجمعة، اشتباكات لفترة قصيرة بين المحتجين، مما دفع شرطة مكافحة الشغب إلى التدخل وفض الاشتباك.
ويشهد لبنان حراك شعبي على خلفية مطالب معيشية وإحباط من فساد السياسيين، وكسر المتظاهرون “محرمات” عبر التظاهر التي انطلقت منذ 17 أكتوبر في مناطق عدة، حيث تكتظ الشوارع والساحات في بيروت ومناطق أخرى من الشمال إلى الجنوب بالمحتجين.
وفيما يصر المحتجّين على مواصلة حراكهم، يؤكد المشاركون مطالبهم القاضية بتغيير السياسات الاقتصادية ومحاكمة الفاسدين والمسؤولين عن الهندسات المالية التي أوصلت الوضع المالي والاقتصادي إلى حافة الانهيار.
وكان المتظاهرون قد قطع الطرق الرئيسية في بيروت والمؤدية الى مطارها الدولي ومداخلها كافة، كما قطعت طرق في مناطق عدة شمالاً وجنوباً. ويستخدم المعتصمون لقطع الطرق عوائق ومستوعبات نفايات وقطعا حديدية.
وطالبت مديرة الأبحاث لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية لين معلوف في بيان الجمعة السلطات بـ”ضمان حماية المتظاهرين السلميين وقدرتهم على ممارسة حقهم في حرية التجمع بدون خوف من التعرض لمضايقات، أو، خصوصاً، لاعتداءات من مناصرين لأحزاب سياسية معارضة لهذه الاحتجاجات”.

بدء العد العكسي لإنهاء حالة الفوضى
رئيس جمعية المصارف سليم صفير قال لـ”رويترز” “إن العمليات المصرفية ستستأنف بأقصى طاقة فور انتهاء الأزمة السياسية في لبنان”.
ورجح مسؤول لبناني في حديث لصحيفة “الجمهورية” اللبنانية “بدء العد العكسي لإنهاء حال الفوضى بحيث سيتم فتح كل الطرقات، ليكون الاثنين المقبل يوم عمل طبيعيا في كل المؤسسات الرسمية والخاصة وفي المصارف والبلد عموما”.
وأبقت المصارف والمدارس والجامعات أبوابها مقفلة.

الاحتجاجات قد تدفع البلاد نحو الفوضى
من جهته حذر أمين عام حزب الله حسن نصر الله في خطاب له اليوم الجمعة، من أن الاحتجاجات التي تجتاح أنحاء لبنان قد تدفع البلاد نحو الفوضى والانهيار والحرب الأهلية رافضا دعوات متصاعدة مطالبة باستقالة الحكومة والرئيس.
وقال نصر الله ”لا نقبل بإسقاط العهد ولا نقبل باستقالة الحكومة“ ولا نقبل في ظل هذه الأوضاع إجراء انتخابات برلمانية مبكرة“.
وأشاد نصر الله بالحراك الذي أدى لإعلان الحكومة عن إصلاحات اقتصادية ”غير مسبوقة“ في الأسبوع الحالي لكنه قال إن لبنان يتعين أن يبحث عن حلول للمضي قدما وفي الوقت نفسه تجنب فراغ خطير في السلطة.
ونقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر قولها، إن رئيس الحكومة سعد الحريري “أبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس البرلمان نبيه بري وقيادة “حزب الله” استعداده السير في خيار تشكيل حكومة جديدة، لكنه اشترط الاتفاق الكامل عليها قبل أي استقالة، وإلا فهو لا يمانع تعديلا وزاريا كبيرا”.
ويبدو أن حزب الله، والتيار الوطني الحر يرفضان أي تعديل يستهدف وزير الخارجية جبران باسيل.

دعوة المحتجين للحوار
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد دعا المحتجين في كلمة له أمس الخميس، إلى الحوار المباشر معه، باختيار ممثلين عنهم للقاء معهم في “حوار بناء”، من أحل “الاستماع تحديداً الى مطالبكم، وتسمعون بدوركم من قبلنا مخاوفنا من الانهيار الاقتصادي”.
وأبدى انفتاحه على “إعادة النظر في الواقع الحكومي، مشددا على أن الورقة الإصلاحية التي اقترحتها الحكومة الاثنين هي الخطوة الأولى لإنقاذ البلاد من الانهيار.
أما قيادة الجيش اللبناني فأكدت في بيان أنّ “حريّة التعبير والتظاهر مُصانة بموجب الدستور”، لكنها دعت “إلى احترام حريّة التنقّل” بعدما “تكرّرت في الآونة الأخيرة بعض الممارسات المسيئة والمخالفة للقوانين من بعض المعتصمين على الطرق”.
ويشارك مئات الآلاف المواطنين بشكل عفوي في الاعتصامات والتظاهرات من دون أي دعوات منظمة أو وقوف جهات محددة خلفهم، ومن كل المناطق والطوائف.

– وكالات