كيف امتلك الحوثيون صواريخ كورية الصنع ؟
بقلم: ديفيد اكس
مجلة “ذا ناشيونال إنترست” الامريكية، ترجمة: جواهر الوادعي – سبأ
أعلن الحوثيون في اليمن، الذين هم في حالة حرب مع تحالف سعودي-إماراتي منذ عام 2015, مسؤوليتهم عن الهجمات المنسقة على مواقع أرامكو والتي تقع على بعد حوالي 800 ميل من الحدود السعودية اليمنية.
في الماضي، زود فيلق الحرس الثوري الإيراني الحوثيين في اليمن بالأسلحة بما في ذلك طائرات بدون طيار.
لكن تجدر الإشارة إلى أن الحوثيين يمتلكون أيضاً ترسانة متطورة بشكل مدهش من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز محلية الصنع ذات مدى قادر لضرب أهداف في عمق المملكة العربية السعودية.
ووفقاً لخبير الطيران توم كوبر، فإن السلاح الرئيسي في ترسانة الحوثيين هو صاروخ البركان، وهو نسخة معدلة من صاروخ سكود سوفيتر R-17E أطول بخمسة أقدام من الصاروخ الأساسي ويزيد وزنه حوالي 4400 رطل ويمكنه الوصول إلى أبعد من 500 ميل .
ورث الحوثيون من الجيش اليمني عدداً كبيراً من صواريخ سكود السوفيتية وكذلك صواريخ سكود من كوريا الشمالية تسمى .”Hwasong-6s”
كما قام العراق في الثمانينات بتعديل صواريخ سكود الخاصة به الى صواريخ “الحسين” بعيدة المدى، والتي تشبه صاروخ بركان.
وقد اطلع مهندس عراقي توم كوبر عن جهود الصواريخ المعدلة، وربما قدم منظوراً حول أصول قوة الصواريخ الحوثية بعيدة المدى.
اطلع المهندس كوبر أن ” صواريخ -17E بسيطة للغاية ” بدءا من طرفها إلى الخلف تحتوي على رأس حربي، ثم غرفة معدات مثل الجيروسكوب والموقت، ثم خزان الوقود الذي يبلغ طوله حوالي 1.35 متر، وخزان المؤكسد يبلغ طوله حوالي 2.7 متر, في نهاية الخلفية يوجد المحرك.
لا يمثل مد جسم الصاروخ مشكلة، لكن تكمن المشكلة في تمديد خزانات الوقود. إن أبسط الحلول – الحل الذي طبقناه في وقت مبكر – هو أخذ خزان من صاروخ آخر، وقطع مقطعه المركزي وإدخاله في خزان الصاروخ المعدل.
قبل إطلاق الإنتاج المحلي لخزانات الوقود الممدودة، استخدمنا خزانات من ثلاث صواريخ من طراز R-17E لإنشاء واحدة لصاروخ الحسين.
المشكلة تكمن في قطع خزان الوقود, حيث أن القيام بذلك بالوسائل المتاحة عادة يؤدي إلى تدمير الخزان.
وجدنا مهندساً تم تدريبه في إنجلترا قبل عام 1951 وهو من قام بتعديل ماكينة القطع بحيث لم يكن الخزان قد تعرض لأضرار.
كانت هناك مشكلة أخرى تتمثل في لحام خزان الوقود الجديد والممتد, وكان علينا استخدام الأرجون للحام.
المشكلة الثالثة كانت مركز الثقل, خلال المحاولات المبكرة، عادت الصواريخ إلى الأسفل أفقياً وبشكل بطيء وفشلت في الانفجار.
كان الحل هو نقل أسطوانات ضغط الهواء من الخلف إلى مقدمة الصاروخ، بالقرب من الرأس الحربي، لجعل المقدمة أثقل.
المشكلة الأخيرة كانت مشكلة البطاريات, حيث فشلت بعض الصواريخ التي أطلقت على طهران عام 1988 في الانفجار لهذا السبب.
وفي أبريل 1988, قمنا بتركيب بطارية ثانية وهذا لم يحدث مرة أخرى.
“في حين أن هذا يعد دليلاً قاطعاً على أن اليمنيين مددوا صواريخ R-17Es أو Hwasong-6 من تلقاء أنفسهم، إلا أنه على الأقل يشير إلى أن تعديل صواريخ سكود القديمة على المدى الأطول أمر ممكن.
يمتلك الحوثيون أيضاً صاروخ كروز يُطلق عليه “القدس 1”, والذي وفقاً لخبير الصواريخ فابيان هينز يمكن أن يكون نسخة من صاروخ سومار الإيراني- وهو نسخة من صاروخ “كيه 55 ” الروسي.
في إشارة إلى التشابه العام في التصميم مع سومار، ادعى العديد من المراقبين أن إيران قامت ببساطة بتهريبها إلى اليمن حيث أعطاها الحوثيون رسماً جديداً واسماً جديداً، كما فعلوا من قبل مع صورايخ قم, [لكن] هناك بعض الاختلافات.
تشمل الاختلافات بين صواريخ القدس 1 وسومار بما في ذلك تصميم الداعم بالكامل وموضع الجناح والأجنحة الثابتة في “القدس 1 ” وشكله المخروطي الأمامي وشكل جسم الصاروخ الخلفي وموضع المثبتات وشكل غطاء المحرك و العادم. …
وهناك فرق واضح آخر بين القدس 1 وسومار / هوفيز: الحجم.
يكشف قياس سريع باستخدامMk.1 أن القدس 1 يبدو أصغر في القطر من سومار.
أيضا، يحتوي القدس 1 على محرك TJ100 تشيكي الصنع، وهو أقل قوة من المحرك الروسي الصنع الخاص بصواريخ كيه 55.
يقول هينز “كل هذا يقودنا الى السؤال من قام بتطوير وبناء صواريخ القدس 1”.
الفكرة القائلة بأن اليمن الفقير الذي مزقته الحرب ستكون قادرة على تطوير صاروخ كروز دون أي مساعدة خارجية تبدو بعيدة المنال.
إن الإمداد الإيراني السابق بالصواريخ للحوثيين وحقيقة أن البلد تستخدم محركات TJ100 في برنامجها للطائرات بدون طيار يعني ضمناً أن إيران يمكن أن تكون وراء تطوير صاروخ القدس 1, ومع ذلك، لم نر أي أثر للقدس 1 في إيران حتى الآن, هذا اللغز ليس فريداً بالنسبة لنوع صواريخ القدس 1.
بدءاً من عام 2018, بدأت عدة أنظمة صواريخ في الظهور في اليمن، على الرغم من تشابهها على نطاق واسع مع الأنظمة التي صممتها إيران ولكن لا يوجد لها بالضبط مكافئ إيراني.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.