إنحراف الأزمة اليمنية
أثار الهجوم الذي استهدف منشأتي النفط السعودية على أسعار النفط, بالإضافة إلى تصعيد حدة المواجهة بين إيران وجماعة الحوثي اليمنية من جهة وبين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية من ناحية أخرى.
بقلم: إيف بورديلون
باريس (صحيفة”ليزيكو” الفرنسية, ترجمة:أسماء بجاش-سبأ)
زيادة قياسية عصفت بأسعار النفط جراء الهجوم الذي استهدف منشأتي النفط التابعة لشركة ارامكو السعودية, فهذا الهجوم سلط الضوء على المستنقع الذي وقع فيه الرياض جراء حرب اليمن.
خلط المفاهيم القبلية والدينية:
تبنت الحركة الحوثية هذا الهجوم وهي حركة قبلية ودينية لا يعرفها الجميع، فقد دخلت هذه الحركة في مواجهات عسكرية ضارية مع السلطة المركزية للنظام اليمني منذ العام 2004.
واليوم أصبح هذا الأخير، في حالة يرثى لها, بسبب الاشتباكات التي اندلعت جراء أعقاب الربيع العربي التي جابت البلد خلال العام 2011.
تلقى الجيش اليمني الدعم من قبل الجيش السعودي منذ أربع سنوات، بالإضافة إلى الدعم من قبل قوات أكثر من عشر دول عربية وسنية: مصر والأردن والسودان والمغرب والممالك النفطية في الخليج الفارسي, تحت مسمى دول التحالف العربي.
ومن جانبها, ترى الرياض بالفعل وجود بصمات عدوه الإيراني في صعود الحوثيين, حيث أنهم ينتمون للمذهب الزيدي الشيعي، كما أن ثلث الشعب اليمني البالغ عددهم 27 مليون نسمة ينتمون لهذا المذهب.
وبحسب الكثير من المحللين لم يثبت الدعم الإيراني في البداية, ولكنه من المحتمل جداً اليوم تقديمها لدعم المالي أو حتى العسكري, حيث كرست طهران جل اهتمامها على الايقاع بعدوها السعودي في الحرب الأهلية التي تعصف بهذا البلد الصحراوي الفقير, تعرض خلالها الجيش السعودي لخسائر كبيرة, كما تم توجيه أصابع الاتهام لقصر الاليزية الفرنسي بالتواطؤ في جرائم الحرب بسبب ملفات صفقات بيع الأسلحة إلى الرياض.
يعزو فشل عمليات التدخل العسكري السعودي الذي أقره ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالتعقيدات الدبلوماسية التي تتضح بشكل خاص من خلال الصدام الأخير بين الفصائل اليمنية المدعومة من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة من جهة وبين السعودية من جهة أخرى.
شكوك حول منبع الهجمات:
قال الحوثيون أنهم على استعداد لاستهداف المواقع السعودية مرة أخرى, لكن ليس من المؤكد أن الطائرات العشر بدون طيار هي التي استهدفت مجمع النفط السعودي, إذ لم يحدث من قبل أن تسبب الحوثيون في مثل هذه الأضرار، وقبل كل شيء، ضربوا عمق الأرضي السعودية, حيث يقع الموقع المستهدف على بعد ألف ميل من الأراضي اليمنية الخاضعة لسيطرتهم في الحد الأقصى لمدى طائراتهم وصواريخهم.
ترى واشنطن أن الضرر كبيراً جداً لدرجة أنه نجم عن غارات شنتها طائرات بدون طيار الخفية وغير المكلفة التي يستخدمها الحوثيون, في حين تم اتهام طهران بأنها من يقف وراء الهجوم بصواريخ كروز, ومن هنا تم إحياء مرة أخرى صولجان المواجهات المباشرة بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران.
إن فرضية المواجهة بين الجانبين من شأنها أن تكون عواقبها كارثية, ولهذا السبب بالتحديد، يبقى من المستبعد جدا على الرغم من التصريحات العسكرية من كلا الجانبين.
ومن جانبها, قالت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها الإقليميون أن الأسلحة التي استخدمت في هجمات ارامكو كان مصدرها إيران.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.