القنابل الذرية على متن الطائرات المقاتلة
القوات الأمريكية تجبر برلين على “المشاركة النووية”: الجيش الاتحادي مُقدم على شراء مقاتلات “F-18” خلفاً لمقاتلات “تورنادو”
بقلم: يورج كورناور
(صحيفة “يونجه فيلت” الألمانية، ترجمة: نشوى الرازحي-سبأ)-
من المتوقع أن تشتري القوات المسلحة الألمانية طائرات أمريكية من طراز F-18 لتخلف طائرتها المقاتلة تورنادو. وقد تم اتخاذ هذا القرار في برلين، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة زود دويتشه تسايتونج. وعليه من الواضح أن واشنطن تستغل ما يسمى بالمشاركة النووية لتضغط على الحكومة الاتحادية ليستفيد مصنع طائرات بوينج الأميركية، الذي ينتج طائرات “F-18” من توقيع عقد بمليارات الدولارات على حساب شركة “يوروفايتر”.
لا شك أن التساؤل قائم منذ سنوات حول الطائرات التي ستحل محل حوالي 85 طائرة من طراز تورنادو بحلول العام 2025. ستحل محل طائرات تورنادو التي ما تزال تستخدم من قبل سلاح الجو الاتحادي وقد مر على أول رحلاتها أكثر من 50 عاما.
كان فريق سلاح الجو الاتحادي قد فضل أساسا مقاتلات “F-35” التابعة لشركة لوكهيد مارتين، وهي من طائرات الشبح النفاثة الأكثر تطوراً في صناعة الدفاع الغربية التي تشتريها مختلف دول حلف شمال الأطلسي. ومع ذلك، استبعدت الحكومة الاتحادية في بداية العام فكرة أن تخلف تلك المقاتلات مقاتلات “يوروفايتر”. والسبب هو أن كل من ألمانيا وفرنسا تعملان معاً على صنع طائرة مقاتلة “أوروبية” من الجيل الثاني وبذلك تريدان تجنب اشتداد المنافسة الأميركية. ومنذ ذلك الحين بات من الواضح أن قرار الاختيار ما بين الـ “يوروفايتر” والـ “F-18” سيسقط على الأقل كحل مؤقت حتى إنتاج الطائرة المقاتلة الألمانية-الفرنسية الجديدة، وخطة العمل قائمة وستستغرق من 15 إلى 20 عاماً.
ولكن في الوقت نفسه، فإن أي قرار لصالح “يوروفايتر”، التي تدعمها صناعة الأسلحة الألمانية والفرنسية قبل غيرها، من شأنه أن يعيق مسألة “المشاركة النووية”. في الوقت الحالي، تتمركز طائرات “تورنادو” في قاعدة إيفل الجوية بمنطقة بوشيل الألمانية من أجل نقل القنابل النووية الأميركية المخزنة هناك متى ما لزم الأمر، إلى الوجهة المراد نقلها.
ويجب أن يكون النموذج الخلف معتمداً لهذا الغرض. تزعم واشنطن أن الأمر سيستغرق ما لا يقل عن ثلاث إلى خمس سنوات. و نظراً لأن عملية إعادة تصنيع “يوروفايتر” لتصبح مؤهلة للقصف الذري سيستغرق وقتاً طويلاً، لم يكن من الممكن تأمين “مشاركة نووية” بسلاسة بعد إقصاء “تورنادو”.
وبالتالي لزم اعتماد طائرة “F-18″ لتنفيذ مهام الأسلحة النووية على نحو عاجل. وعلى ما يبدو، بدأ في برلين يلوح ظهور قرار شراء طائرات ” F-18″. والخلفية هي، بكل بساطة، أن شراء المقاتلات الأميركية يُنظر إليه على أنه وسيلة لتخفيف استياء الأميركيين من زيادة فصل صناعة الأسلحة والتسلح الألمانية عن الاتحاد الأوروبي قليلاً. و لا تراقب الإدارة الأمريكية فقط الجهود المبذولة لبناء “جيش الأوروبيين” بشكوك متزايدة فحسب؛ بل أنها شكت صراحة في الربيع من أنه لا يتم إبلاغ الشركات الأمريكية بمخصصات صندوق التسلح الأوروبي.
ولن يتم استبدال جميع الـ 85 ” تورنادو” بـ “F-18″؛ وقد عُرف منذ فترة بأنه سيتم تقسيم استبدال تورنادو ما بين “F-18” و “يوروفايتر”.
ومن المتوقع صدور القرار في مطلع عام 2020. وفي الوقت نفسه، وافقت حكومة ألمانيا الاتحادية مرة أخرى على صادرات الأسلحة إلى الإمارات العربية المتحدة، على الرغم من أن البلاد ما زالت متورطة في الحرب على اليمن.
كما أنه على الرغم من أن أبو ظبي تعمل على سحب قواتها الآن من اليمن، لأن النجاحات العسكرية لا تزال غائبة إلى حد كبير، إلا أنها ما زالت مستمرة في دعم الأطراف المتصارعة وخاصة في جنوب اليمن. وبالرغم من هذا كله، حصلت دولة الإمارات الآن على مولدات ألمانية لنظام الدفاع الجوي. بالإضافة إلى ذلك، وافق مجلس الأمن الاتحادي على تصدير مكونات مركبات النقل إلى دولة الجزائر.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.