بقلم: جاك هوبير رودييه
ترجمة:أسماء بجاش-سبأ:
كان التدخل العسكري في اليمن الذي أطلقته الإدارة السعودية أواخر مارس من العام 2015 وبدعم من ثماني دول خليجية سنيه, والتي تتلقى هي الاخرى الدعم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة، بمثابة هجوم مفاجئ وخاطف.
يكمن الهدف من هذه العمليات العسكرية مساعدة الرئيس الموالي للحكومة السعودية “عبد ربة منصور هادي” في كسر شوكة التمرد الحوثي القادم من المناطق الشمالية للبلد، حيث اتخذ هذا التمرد اسمه من اسم عائلة مؤسسها “حسين الحوثي” حيث تدين هذه الطائفة بالمذهب الشيعي الزيدي.
أرادت الرياض قبل كل شيء احتواء التأثير الإيراني في منطقة الشرق الأوسط, ومن جانبها, لم تتوقف طهران قط عن تقديم المساعدة بشقيها العسكري والمالي لقادة التمرد في “العربية السعيدة”, حتى أن البعض رأى بصمات الجنرال الإيراني “قاسم سليماني” قائد القوات الخاصة الإيرانية “فيلق القدس” وراء بعض العمليات العسكرية التي قام بها الحوثيين, وعلى الرغم من كل هذا, إلا أن مقارنة التدخلات الإيرانية في اليمن مع ما يجري في سوريا ولبنان يبدو محدوداً جداً.
يختلف الوضع الحاصل في اليمن عما يجري في سوريا ولبنان, إذ أُغلق الفخ بصورة تدريجية على المملكة العربية السعودية, حيث أصبح هذا البلد (اليمن) الذي يُعد الأكثر فقراً في منطقة شبه الجزيرة العربية كابوس لزعيمها الفعلي والمتمثل في شخص ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان, لم يقتصر الأمر على فشله في كسر شوكة المقاتلين الحوثيين في العاصمة صنعاء والحصول على انتصار حاسم، فاليوم أصبحت الأراضي السعودية في مرمى عملياتهم القتالية.
ومن جانبها, أعلنت الإدارة الأمريكية أن الغارات الجوية التي تعرضت لها منشآت أرامكو النفطية, قد نفذها الإيرانيون, بواسطة عشرات الطائرات بدون طيار” إيرانية الصنع”، في حين اعلنت الحركة الحوثية مسؤوليتها عن الهجوم.
أظهر هذا الهجوم مدى عجز الرياض في الدفاع عن نفسها على الرغم من اقتناءها للمعدات العسكرية المتطورة.
زادت الحرب في اليمن من تفاقم عجز صورة المملكة السعودية أمام الرأي العام, حيث تسببت الحرب على اليمن في وقوع البلد في شرك أسوأ أزمة إنسانية في العالم, ولهذا السبب، تم التنديد بالتدخل العسكري للمملكة العربية السعودية التي اتهمت بقصف السكان المدنيين.
وحتى لو تلقى الحوثيون الدعم من إيران، فهم يسعون إلى النظر إليهم على أنهم داود الذي تمكن من قتل المحارب الشرس جالوت.
* صحيفة “ليزيكو” الفرنسية
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع